ترصد أجهزة سيادية زوار صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطنى المنحل، ورجل مبارك المقرب، من أجل متابعة نشاطه وتحركاته بشكل دقيق، وفق تعليمات بضرورة متابعة جميع رموز النظام السابق، الذين خرجوا من محبسهم بعد انتهاء مدة الحبس الاحتياطى القانونية الخاصة،بهم وحصول بعضهم على البراءة فى الاتهامات المنسوبة لهم.وأوضحت مصادر مطلعة أن الأمن القومى رصد زيارات لعدد من رموز الحزب الوطنى المنحل لمنزل الشريف خلال الفترة الماضية، مؤكدين أن الزيارات كانت ودية اجتماعية للتهنئة بخروجه من محبسه، والاطمئنان على صحته، بعدما مكث فى محبسه لنحو عامين تقريبا، ولم تكن لها أى أبعاد سياسية، تخص الوضع الراهن أو النظام السياسى القائم تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين.وأشارت المصادر إلى أن الشريف لا يرغب بأى حال للعودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى خوفا من الملاحقات الأمنية التى قد تدبرها له جماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة المقبلة حال عودته للظهور فى المشهد الراهن، وهذا ما يفسر انزعاجه الشديد بعدما ظهرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» تدّعى أن الرجل سيعود بقوة إلى العمل العام مرة أخرى، ويدعو أنصاره وأبناء الحزب الوطنى إلى ضرورة استعادة مصر من جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدين أنه كانت هناك اشتراطات شفهية على خروج عدد كبير من رموز النظام السابق من السجون، بأن لا يتكلموا فى السياسة مرة أخرى، أو الظهور فى وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها.وكشفت المصادر أن حرص الشريف على مقاضاة من حاول استخدام اسمه فى حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعى، جاء تنفيذا للاشتراطات التى تبنتها الجماعة لإخراج رموز نظام مبارك من السجون، حيث يحرص الشريف طوال الوقت على عدم العودة إلى تلك التجربة القاسية مرة أخرى، مهما كلفه ذلك من تضحيات مادية أو أدبية خلال الوقت الراهن.وأكدت المصادر أن الشريف يرغب فى أن يعيش ما تبقى من حياته خارج زنازين سجن طرة، بعدما أمضى عامين بداخله يعتبرهم الأصعب طوال تاريخ حياته، مؤكدين أن جهاز الأمن القومى نصحه بضرورة الابتعاد عن الأحداث الجارية، والصراعات السياسية الدائرة دون تدخل أو ظهور فى المشهد، حتى لا تكون النتيجة العودة مرة أخرى إلى تجربة السجن، من خلال إحياء عشرات البلاغات الكيدية أو التى تم حفظها منذ قيام ثورة 25 يناير حتى الآن.وعلمت «اليوم السابع» أن الشريف استجاب لكل توجيهات الأمن القومى، الذى تربطه برجاله علاقة طيبة، بحكم موقعه كرجل مهم فى نظام مبارك على مدار سنوات طويلة، وأحد ضباط القوات المسلحة، حيث وعدهم بالابتعاد عن أى عمل سياسى خلال الفترة القادمة، فى مقابل، وعود بعدم تكرار تجربة سجنه مرة أخرى.وأشارت مصادر مقربة من الشريف إلى أنه يتمنى زيارة الرئيس السابق حسنى مبارك فى مستشفى المعادى العسكرى، من أجل الاطمئنان على صحته ومواساته إلى ما آل إليه وضعه بعد قيام الثورة، إلا أنه يخشى من غضب النظام الحاكم والرأى العام، ووسائل الإعلام التى تحاول دائما أن تضعه فى المشهد الراهن بشكل مباشر أو غير مباشر، لتوريطه مرة أخرى وتشويه صورته. وأوضحت المصادر أن الشريف تربطه علاقة وثيقة بالرئيس السابق، امتدت لأكثر من 30 عاما ظل خلالها رجل مبارك المخلص، الذى يحتل منه مكانة مقربة، تتجاوز علاقته بأى وزير أو مسؤول، مؤكدين أن مكانة الشريف لدى الرئيس السابق كانت تعادل مكانة الدكتور زكريا عزمى، واللواء عمر سليمان، نظرا لانتمائهم إلى نفس الجيل تقريبا، إلى جانب ولائهم المطلق لمبارك حتى آخر لحظات خروجه من السلطة.