ستخرج رفات الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات من المقبرة التي دفن فيها في رام الله في الضفة الغربية وأخذ الخبراء عينات من رفاته لفحصها وتحديد ما اذا كان قد تعرض للتسمم.وجاء استخراج الرفات إثر فيلم وثائقي اشار إلى وجود آثار من مادة البولونيوم 210 المشعة في متعلقاته الشخصية. وتوفي عرفات في 11 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004 عن عمر ناهز ال 75 عاما وبعد شهر من المعاناة مع المرض. كيف توفي عرفات؟ في عام 2005، حصلت صحيفة نيويورك تايمز على نسخة من السجل الطبي لعرفات من صحفيين اسرائيليين، هما آفي ايساكاروف وآموس هاريل، اللذين حصلا عليها من مسؤول فلسطيني كبير. وطبقا للسجل الطبي، بدا مرض عرفات بعد اربع ساعات من تناوله وجبة عشاء في مساء 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 2004، في المجمع الرئاسي في رام الله بالضفة الغربية، حيث أبقته السلطات الاسرائيلية معزولا لثلاث سنوات متهمة اياه برعاية سلسلة من الهجمات المميتة التي قام بها مسلحون فلسطينيون. وظل عرفات يتقيأ طوال الاسبوعين اللاحقين، ويعاني من ألم في بطنه واسهال، ولكن لم تكن لديه اي حمى. وبدأ بالهزال اذ فقد 3 كيلوغرامات من وزنه حسبما يشير سجله الطبي. وفحص عرفات اطباء فلسطينيون ومصريون واردنيون وتونسيون، واعطي علاجا للرشح، وقلة الصفيحات في الدم (thrombocvtopenia). واشار السجل الطبي الى أن عرفات لم يعط أي مضاد حيوي حتى 27 أكتوبر/تشرين الاول، أي بعد 15 يوما من بدء مرضه. وبعد يومين نقل بطائرة مروحية الى الأردن ومن ثم بطائرة خاصة إلى مستشفى بيرسي العسكري التعليمي في كلامار خارج باريس. وحال وصول عرفات الى باريس شُخصّ لديه اضطراب دموي حاد وتخثر داخل الاوعية الدموية (disseminated intravascular coagulation DIC )، لم يستطع الاطباء الفرنسيون السيطرة عليه ما أدى الى وفاته. لقد تحسنت صحة عرفات لفترة في المستشفى الفرنسي، لكنها عادت للانتكاس ودخل في غيبوبة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، وعندما نقل الى العناية المركزة حدث لديه نزيف كبير في 8 من نوفمبر/تشرين الثاني وتوفي بعد ثلاثة ايام منه.