قرر العاملون بمؤسسة "دار الصباح" الاعلامية العريقة في تونس الجمعة الدخول في "إضراب جوع مفتوح"، احتجاجا على "التعيين التعسفي" من قبل السلطات لمدير عام جديد وايضا من اجل تحقيق مطالب مهنية ومادية. وجاء في بيان مشترك حمل توقيع النقابة الاساسية لاعوان دار الصباح التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر مركزية نقابية في تونس) و فرع النقابة الوطنية للصحافيين بدار الصباح، "احتجاجا على موقف الحكومة، قررنا الدخول في اضراب جوع مفتوح (..) وتحميل الحكومة مسؤولية تبعات هذا الوضع" دون ان يشير البيان الى تاريخ بدء اضراب الجوع. وطالبت النقابتان الحكومة ب"التراجع عن قرار التعيين التعسفي للطفي التواتي على رأس دار الصباح لما يمثله من تعارض مع استقلالية هذه المؤسسة، وتعارض مع استحقاقات الثورة" التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بداية 2011. وكانت الحكومة التي يقودها حزب النهضة الاسلامي عينت في 21 آب/أغسطس الماضي لطفي التواتي مديرا عاما لدار الصباح. وقبل تعيينه في هذا المنصب، عمل التواتي صحافيا في جريدة "لوكوتيديان" اليومية الناطقة بالفرنسية والتابعة لمؤسسة "دار الانوار" الخاصة والتي تعتبر المنافس الرئيسي ل"دار الصباح" في تونس. وكانت نقابة الصحافيين التونسيين نددت في بيان بتعيين التواتي الذي قالت انه سبق له العمل "محافظ شرطة" وانه "معروف بمساهمته النشيطة ضمن مجموعة (..) انقلبت (سنة 2009) على المكتب الشرعي لنقابة الصحافيين بتحريض وإعداد وإشراف من أجهزة نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وحزب التجمع" الحاكم في عهده. كما أكدت النقابتان "تمسك" العاملين في دار الصباح "بمطالبهم الشرعية" ومن أهمها صرف مستحقات مالية متأخرة وتسوية وضعيات ادارية. وتظاهر اليوم الجمعة صحافيو مؤسسة "دار الصباح" أمام مقر الحكومة. وقال بيان النقابتين إن ممثلين عن المتظاهرين التقوا بمقر الحكومة لطفي زيتون المستشار السياسي لحمادي الجبالي رئيس الحكومة لكن اللقاء "لم يسفر عن أية نتائج ايجابية بل أكد للأسف مجددا مماطلة الطرف الحكومي وعدم استعداداه للتعجيل بالوصول الى حل". وتصدر "دار الصباح" التي تشغل نحو 200 شخص بين صحافيين وعمال، جريدتين يوميتين هما "الصباح" الناطقة بالعربية و"لوتان" الناطقة بالفرنسية، وأسبوعية "الأسبوعي". وتأسست جريدة "الصباح" اليومية العريقة في تونس سنة 1951. وقالت منظمة مراسلون بلا حدود نهاية آب/أغسطس ان التواتي "اقصى" ثلاثة رؤساء تحرير "بشكل تعسفي" و"أصدر قائمة اسمية للاشخاص المخول لهم كتابة الافتتاحيات". واتهمت المنظمة حكومة حمادي الجبالي ب"الاستمرار في انتهاك استقلالية وسائل الإعلام العمومية". وفي 11 أيول/سبتمبر 2012 نفذ صحافيو وعمال "دار الصباح" اضرابا عاما كان الاول في تاريخ الصحافة التونسية للمطالبة باقالة التواتي. وكان صخر الماطري صهر بن علي اشترى 80 % من رأسمال دار الصباح. وقد صادرت الحكومة حصته في المؤسسة الاعلامية بعد الاطاحة بنظام بن علي وعينت عليها مؤتمنا عدليا. وتعتزم الحكومة بيع الحصة المصادرة وهو أمر يعارضه الصحافيون بشدة.