أعلنت منظمة العفو الدولية، بدء أسبوع من الفعاليات والتظاهرات والمسيرات السلمية للتوعية بحقوق سكان العشوائيات في مصر وتشاد، وغانا، وكينيا، ونيجيريا، وزيمبابوي، تحت عنوان «الناس يعيشون هنا»، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر وزارء الإسكان الأفارقة بالعاصمة الكينية نيروبي 23 مارس الجاري. وقال الباحث في المنظمة محمد لطفي إن الفعاليات في مصر ستقتصر على تقديم حفل يشارك فيه أطفال وشباب المنطاق العشوائية في إمبابة وحلوان والمطرية ومنشية ناصر، نظرا لأن الظروف الحالية في مصر لا تسمح بتنظيم مسيرات وتظاهرات كما سيحدث في دول أفريقية أخرى، مشيرا إلى أن الهدف من الاحتفال هو توعية سكان العشوائيات بحقوقهم، ودعوة المسؤولين إلى الاستماع إلى صوتهم. وأضاف لطفي إن هناك 12 مليون مصري يسكون المناطق العشوائية، مشيرا إلى انه منذ حادث سقوط صخرة الدويقة عام 2008، صنفت الحكومة المصرية 400 منطقة عشوائية مصرية باعتبارها مناطق غير آمنة، يسكنها حوالي 850 ألف شخص. وتابع إنه رغم مرور 4 سنوات على هذا التصنيف لم يتم التشاور مع سكان هذه المناطق بشأن بدائل السكن المتاحة لهم، ولم يتم إخلاء من يعيش منهم في مناطق خطر داهم، مشيرا إلى أن سكان العشوائيات في مصر يعيشون تحت تهديد الإخلاء القسري، أو سقوط منازلهم فوق رؤوسهم كما حدث في الدويقة، ضاربا المثل بسكان منطقة العدسة في منشية ناصر الذين يعيشون تحت سفح الجبل، تحت تهديد تساقط الصخور بين لحظة وأخرى. وأكد لطفي إن سياسة الحكومة المصرية تجاه سكان العشوائيات لم تتغير بعد ثورة 25 يناير، ومازال السكان عرضة لعمليات إخلاء قسري وتشريد بشكل مفاجئ، دون أخذ رأيهم في المساكن البديلة، مشيرا إلى أن الأمين العام للمنظمة التقى في يونيو الماضي والمسؤولين في وزارة الإسكان وهيئة التخطيط العمراني، والذين أكدوا بدورهم احترامهم لحقوق السكن وأنهم سيتشاورون مع سكان المناطق العشوائية، لكن حتى الآن لم يتم تنفيذ هذه الوعود. وقال إنه لا يوجد حل سحري لمشكلة العشوائيات في مصر، وأن حلها لن يتم في سنة او عشر سنوات، بل يحتاج إلى وقت طويل، وما لم تبدأ الحكومة المصرية في التشاور مع السكان وإعطاء الأولوية للمحافظات المحرومة لن يتم حل هذه المشكلة، مشيرا إلى أن قضية العشوائيات لها نفس أهمية قضايا مثل الصحة والتعليم والدستور. وطالب لطفي المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية، وأعضاء البرلمان بالبدء في مناقشة هذه المشكلة بشكل جدي، والتشاور مع سكان هذه المناطق، مشيرا إلى أنه يرفض الوصمة الاجتماعية التي يوصم بها سكان هذه المناطق، واعتبارهم قنبلة موقوتة وسرطان يجب استئصاله. وقال «سكان العشوائيات بشر لهم الحق في الحصول على سكن وفقا لامكانياتهم المادية، والتعامل الأمني معهم يزيد الطين بلة، ولا يحل المشكلة»، مشيرا إلى أن المنظمة تعمل على مراقبة تنفيذ مشروع القاهرة 2050، لمعرفة كيف سيتم التعامل مع سكان العشوائيات. وقال مدير قسم أفريقيا بالمنظمة إيروين فان دير بورت إن 3 من كل 4 أشخاص في أفريقيا جنوب الصحراء، يعيشون في عشش أو مناطق عشوائية، وعند إعادة تخطيط المدن يتم تجاهلهم من جانب السلطات.