فى خطوة تاريخية يتوجه اليوم ملايين الناخبين الي صناديق الاقتراع للإدلاء باصواتهم في مستقبل مصر من خلال تعديل 34 مادة في الدستور فيما وصف بانه اوسع تعديل دستوري تشهده مصر منذ 36 عاما.. ويبدأ التصويت الثامنة صباحا وحتي السابعة مساء لتبدأ بعدها عمليات الفرز وتتم عملية الاستفتاء تحت اشراف قضائي كامل وباستخدام صناديق شفافة. وكان الرئيس مبارك قد اكد فى كلمتة التى وجهها إلي الأمة أمس بمناسبة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، بأن هذه التعديلات خطوة تاريخية تغير وجه الحياة السياسية علي أرض مصر، وتفتح أمام الديمقراطية أبوابا جديدة, وتتيح للحياة الحزبية والبرلمانية آفاقا رحبة, وتحفظ استقرار الوطن, وتماسك مجتمعه ووحدة أبنائه، وتقطع الطريق علي المتاجرة بالدين،وممارسة العمل السياسي خارج الشرعية، وتحمي الوطن من مخاطر الإرهاب.وأكد مبارك على إن هذا الاستفتاء هو استفتاء علي مستقبل الوطن، وسوف تنعكس نتيجته علي مسيرته عقودا مقبلة.وذكر أن التحولات المصيرية في تاريخ الأوطان، إنما تصنعها الشعوب بإرادتها الحرة، وإعتبر الرئيس هذ ا الإستفتاء بمثابة تعبير عن هذه الإرادة، والمشاركة في صنع هذا المستقبل. ومن ناحية أخرى قررت وزارة الداخلية إستمرار لجان الاستفتاء البالغ عددها نحو35 ألف لجنة في فتح أبوابها أمام الناخبين من الثامنة صباحا حتي السابعة مساء.وقامت الوزارة بتسليم مقار اللجان لاعضاء الهيئات القضائية كما تم تسليمهم كشوف الناخبين والحبر الفسفوري. واصدر اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية توجيهاته لمديري الأمن بالالتزام بالحياد الكامل وتأمين اللجان .وصرح اللواء محمد رفعت قمصان مدير الإدارة العامة للانتخابات بوزارة الداخلية بأنه في حالة وجود ناخبين داخل مقر جمعية الانتخاب قبل السابعة يسمح لهم بالتصويت بعد الموعد المحدد، وذلك في حالة حدوث ازدحام داخل اللجان.مشيراً إلى قيام رؤساء اللجان العامة من أعضاء الهيئات القضائية امس بتسلم جميع مستلزمات عملية الاستفتاء من بطاقات إبداء الرأي والحبر الفوسفوري، وكشوف الناخبين، والعلامات الإرشادية لتوزيعها علي اللجان الفرعية، والتي سيجري داخلها التصويت علي التعديلات الدستورية من جانب الذين لهم حق الانتخاب والمقيدين في الجداول، وعددهم يزيد علي35 مليونا.وشكل المستشار ممدوح مرعي وزير العدل غرفة عمليات لمتابعة عمليات التصويت واعلان نتيجة الفرز.. وكانت وزارة الإعلام قد قررت إقامة مركز صحفي لتيسير عمل المراسلين العرب والأجانب, وتسهيل وصولهم إلي أي مقار انتخابية أو لجان فرعية لمتابعة سير عمليات الاقتراع، وتم بالفعل تسجيل ما يزيد علي300 مراسل صحفي مصري وعربي، من بينهم80 أجنبيا. وأعلن السيد أنس الفقي وزير الإعلام في بيان صحفي الترحيب بمشاركة المجتمع المدني والمنظمات والجمعيات الأهلية في متابعة سير عمليات التصويت. مشيراً إلى نقل عمليات الاقتراع علي الهواء مباشرة من كل المحافظات بكل موضوعية وشفافية..ومن ناحيته اكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري ان ابناء مصر يقررون اليوم مستقبل مسيرة الديمقراطية من خلال الادلاء باصواتهم في التعديلات الدستورية واشار الي الاشراف الكامل للقضاء.
في نفس الوقت، وصف جمال مبارك رئيس لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم التعديلات الدستورية، بأنها " تمثل خطوة إلى الأمام.وأشارإلى المادة التي تحظر قيام أحزاب على أساس ديني بان هذا الحظر موجود منذ وقت طويل في تشريعاتنا وكل ما فعله الرئيس مبارك هو وضعه في الدستور".وأرجع رئيس لجنة السياسات القلق السائد من التعديلات الدستورية إلى ان "القضايا الدستورية ليست بسيطة بالنسبة للناخب العادي لذلك فانه من السهل نسبيا على قوى المعارضة إطلاق حملة سلبية الأمر الذي يمثل تحديا بالنسبة لنا لجذب تأييد الشعب "من جانبه وصف وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، التعديلات الدستورية المقترحة بأنها ضرورية في بلد يواجه تهديدات إرهابية ، وأردف قائلاً: "إنني على ثقة من أن القوانين في الدستور (الجديد) ستوفر الأمن للجميع."