قال حقوقيون ونشطاء سياسيون ان تدخل الولاياتالمتحدة ، والاتحاد الاروبى فى الضغط على الدول العربية بشان حقوق الانسان يرتبط بتحقيق مصالحهما. جاء ذلك خلال مؤتمر "افاق الاصلاح السياسى فى الوطن العربى" الذى عقد فى مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان على مدار يومي الثلاثاء والاربعاء ،ويعد المؤتمر بمثابة اجتماع موازى "لمنتدى المستقبل" المزمع عقده فى نوفمبر المقبل بالعاصمة القطرية الدوحة ، ويختص بدراسة الاصلاح السياسى فى الوطن العربى. وقال حازم صاغية الكاتب والمحلل السياسى اللبنانى إن المجتمعات العربية لا تسعى الى الديموقراطية لانها تعتبره مفهوم غربى مستورد ،وأشار الى ضرورة تصالح المجتمع العربى مع نظيره الغربى اذا اراد تحقيق الديموقراطية. وشدد صاغية على اهمية الحفاظ على الاستقرار الامنى فى الاقطار العربية بالاضافة الى الطبقة المتوسطة لانها الطبقة المثقفة القادرة على المطالبة بحقوق الانسان وبالتالى عدم اهدارها. واشار صاغية ان الدول الغربية "اوربا وامريكا " مصابة بازدواجية المعاير فى متابعة حال حقوق الانسان والديموقراطية فى المجتمعات العربية، مدلل بقانون الحرب على الارهاب الذى تنتهجه منذ سنوات بالاضافة الى استمرار سجن جوانتاناموا الذى يضم سجناء يشتبه بتورطهم فى اعمال ارهابية دون حكم وممارسة العنف والتعذيب عليهما. واختلف بهى الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان حول مدى سعى بعض المجتمعات العربية صوب تحقيق الديموقراطية ، واعتبر بهى الدين حسن ان المراهنة على الولاياتالمتحدة او الاتحاد الاروبى فى ممارسة ضغوطا على الدول العربية حول قضايا حقوق الانسان غير صحيح، واشار ان الحراك السياسى فى مصر قد يؤدى الى تقدم فى مجال حقوق الانسان. واشارت كريستينا كوتش الباحثة بمركز فرايد باسبانيا إلى ان دور الاتحاد الاروبى فى منطقة الشرق الاوسط تراجع وتهاوى واخذ فى التلاشى فيما يخص قضايا حقوق الانسان بسبب الازمة المالية العالمية التى ضربت العالم فى 2008 وتعدد الاقطاب فى العالم فى ظل تنامى الدورالصينى والروسى فى المنطقة. واشار جمال عبد الجواد رئيس مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الى ان نظرة الدول الغربية لاسيما الاتحاد الاروبى بدأت تعود الى طبيعتها بعد ان تدهورت امورها بسبب تداعيات ضرب برجى التجارة العالمية فى الحادى عشر من سبتمبر . وقال عبد الغفار شكر عضو المكتب السياسى لحزب التجمع ان منتدى المستقبل المزمع عقده فى قطر لايسعى الى تقديم اصلاحات فى العالم العربى بل يهدف الى تحويل المنطقة الى الراسمالية. واضاف شكر ان غياب التعاون بين منظمات حقوق الانسان فى العالم العربى ادى الى اضعاف دورها فى المنطقة ،لافتا الى اهمية تعاونها لممارسة ضغط جماعى لتحسن حالة حقوق الانسان. ودعا شكر الى تكوين تحالف شعبى يضم افراد المجتمع و المهتمين بحقوق الانسان والناشطين الحقوقين لتعزيز مفهوم حقوق الانسان فى المجتمع و الاصلاح السياسى.