ترجمة و تحرير : خالد مجد الدين المتاعب قادمة لا محالة في المياه قبالة ساحل لبنان واسرائيل حول مستقبل واحد من أكبر اكتشافات حقول الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط. الحقل المعروف باسم ( التنين) و الذى قد يحوى نحو 16 تريليون قدم مكعب من الغاز – هو ما يكفي لتلبية احتياجات إسرائيل الداخلية وجعلها من كبار الدول المصدرة للغاز - لكن لبنان يتطلع لبعض من ذلك الدخل ، فهى فى حاجة ماسة لتسديد ديونها الوطنية التى تقدر بنحو 50 بليون دولار . ويقول بعض الساسة اللبنانيين ان الحقل يمتد إلى حدود بلادهم فالمنطقة البحرية لم يعلن عنها حتى الآن. ولا تزال كلا من لبنان واسرائيل رسميا في حالة حرب ، والبلدين الجارين لم يحددا بعد الحدود البحرية الفاصلة بينهما . وثمة مشكلة أخرى هي أن لبنان لم يجيز حتى الان قانون النفط والغاز الذى من شأنه تنظيم عملية الحفر و الاستكشاف قبالة سواحلها. وعلى الرغم من المفاوضات التى دامت لوقت متأخر من هذا الاسبوع بين سعد الحريري ، رئيس الوزراء ، ونبيه بري ، رئيس البرلمان ، فان تمرير أي تشريع من هذا النوع يعد امرا بعيدا قد يحتاج عدة اشهر . في غضون ذلك ، وضعت إسرائيل من جانبها خط للعوامات الفاصلة التى تمتد لمسافة ميلين في البحر قبالة الحدود البرية بين البلدين تحت بند ما ادعت انه "لاسباب امنية". هذا و قد رفعت الحكومة اللبنانية هذا الامر للأمم المتحدة ، خشية من أن يكون خط العوامات الفاصلة ، علامات اسرائيلية وضعت للتعدي على أراضيها البحرية. حزب الله ، الحركة الشيعية المسلحة ، و حلفائها ، اتخذوا موقف ما يسمونه الدفاع عن الموارد الطبيعية في لبنان - واتهموا خصومهم السياسيين المدعومين من الغرب بالضعف في ما يتعلق بهذه المسألة. وقد حث السيد بري ، من حركة امل الشيعية ، وهو حليف لحزب الله ، حكومة الوحدة الوطنية التى يراسها السيد الحريري على مواجهة ما يراه مطامع إسرائيلية في ثروة البلاد من الغاز. وقال خلال زيارة الى سوريا المجاورة " الجيش اللبناني والشعب والمقاومة سيكونوا جاهزين لاحباط أي محاولة لسرقة مواردها الطبيعية" و مصطلح "المقاومة" بطريقة او باخرى يشير في لبنان إلى حزب الله. حيث حذر مسؤول كبير لحزب الله هذا الاسبوع من نوايا "إسرائيلية معادية". ونفت شركات الطاقة الإسرائيلية والحكومة أن أيا من هذا الغاز ينتمي الى لبنان. الاسبوع الماضي قال عوزي لانداوUzi Landau ، وزير البنية التحتية ، ان اسرائيل "لن تتردد في استخدام القوة" اذا كان ذلك ضروريا للدفاع عن الاستثمار في حقول الغاز. لكن لبنان لا يزال يأمل في الاستفادة من الموارد الطبيعية ، وبتشجيع من دراسة نشرت في مارس الماضى لمركز المسح الجيولوجي في الولاياتالمتحدة ، قدرت ان 122 تريليون قدم مكعب من الغاز القابل للاستخراج قد تقع قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط من سوريا ولبنان واسرائيل وقطاع غزة. لبنان لديها تاريخ من المخاوف ازاء المخططات الإسرائيلية للاستيلاء على مواردها الطبيعية. وهنا يكرر علي حمدان ، مستشار السيد بري ، ادعاءات بأن إسرائيل استولت على المياه اللبنانية. " وان الاسرائيليين يشرعون الان فى تحقيق ذلك مع النفط والغاز .