حذر اثنان من علماء الاقتصاد الحاصلين على جائزة نوبل من خطر عودة الركود إلى الاقتصاد العالمي، قائلين إن وقف خطط إنعاش الاقتصاد التي صرفت معظم أموالها حول العالم سيعيد النظم المالية إلى القاع مجدداً. وقال بول كروجمان الحاصل على جائزة نوبل عام 2008 إن العالم يعيش ثالث أزمة مالية لها تداعيات عالمية بعد عامي 1873 و1929، وإذا استمرت الأمور كما هي على مستوى القرارات السياسية دون حدوث انعطافة كاملة فسيكون قد تم وضع أسس التعرض لأزمة جديدة. ورأى كروجمان أن هناك حاجة ماسة لإنفاق المزيد من الأموال الحكومية لإنعاش الاقتصاد، قائلاً إن استمرار الأمور على ما هي عليه سيؤدي إلى حالة من "الركود التضخمي" حيث تتراجع الأسعار ويزداد التضخم دون أن يقدم المستهلكون على شراء ما يحتاجونه من السلع والخدمات بانتظار حصول المزيد من التراجع في الأسعار. كما رأى كروجمان أنه كلما مر الوقت في ظل الوضع الراهن ازدادت مصاعب العلاج بسبب تكدس أعداد العاطلين عن العمل في كل عام من جهة، وعدم قدرة الذين تركوا وظائفهم لسنوات على المنافسة للعودة إلى أعمال من نفس المستوى من جهة أخرى. من جهته، قال الحائز على نوبل للاقتصاد، جوزيف ستيجلتز انة من المبكر جداً أن يتم وقف برامج الدعم الاقتصادي، أو حتى خطط دعم المصارف.. حيث لم ننجح بعد في جعل الاقتصاد يقف على أسس صلبة، و إنه إذا استمرت السياسات التي تهدد النظام المالي العالمي فإن الاحتمالات كبيرة للوقوع في هوة ثانية من الركود. ودعا ستيجلتز الحكومة الأمريكية إلى خفض الإنفاق على التسلح وتقديم المزيد من الأموال لخطط إنعاش الاقتصاد والحد من الضرائب، قائلاً إن النتائج البعيدة الأمد لخطوة من هذا النوع ستكون إيجابية على صعيد خفض الدين.