حذر عالم اقتصاد أمريكي الاثنين من أن اقتصاد بلاده الذي استأنف النمو بالربع الثالث من هذا العام بعد ركود استمر عامين تقريبا قد يعود إلي الانكماش العام المقبل. وقال جوزيف ستيجليتز الحائز علي جائزة نوبل للاقتصاد بتصريحات صحفية بسنغافورة: الاقتصاد الأمريكي قد ينكمش مجددا بالنصف الثاني من العام المقبل. وتؤكد إدارة الرئيس باراك أوباما أنه سيستمر في النمو العام المقبل علي الأقل وإن بوتيرة بطيئة نسبيا، في ظل معوقات تحول دون تحقيق معدل نمو قوي وفي مقدمتها نسبة البطالة العالية المستقرة منذ أشهر عند مستوي 10%. وقال ستيجليتز وهو أستاذ اقتصاد بجامعة كولومبيا "احتمال حدوث هذا التباطؤ عال جدا". وأضاف أن هناك فرصة كبيرة لأن تكون نسبة النمو سلبية العام المقبل. كما حث إدارة أوباما علي أن تتبني خطة حفز اقتصادي ثانية بعد الأولي التي بدأ تنفيذها مطلع هذا العام، وخصص القسم الاكبر منها لانعاش القطاع المصرفي الذي كادت تطيح به الأزمة المالية التي تفجرت خريف العام الماضي. وقال بهذا السياق إنه ينبغي ضخ مزيدا من الأموال بخزائن حكومات الولايات التي تعاني من تراجع الإيرادات الضريبية. وحذر ستيجليتز إدارة أوباما من أنها ستجد نفسها في وضع صعب في حال لم تعد نفسها من الآن لاحتمال حدوث انكماش اقتصادي مرة أخري. ووفقا للخبراء، ينبغي أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بما لا يقل عن3% لإيجاد وظائف لطوابير الباحثين عن وظيفة لأول مرة. وكان أكبر اقتصاد بالعالم قد نما بمعدل 2.8% في الفترة من يوليو إلي سبتمبر الماضيين ليتخلص بالتالي من الركود الذي غرق فيه منذ نهاية 2008. وتسبب ذلك الركود في إلحاق ملايين الأمريكيين بصفوف العاطلين الذين تجاوز عددهم ال 15 مليونا. وكشفت وثيقة داخلية لوزارة الخزانة أن الحكومة الأمريكية تخطط لإنفاق أربعين مليار دولار علي برامج لتشجيع المصارف علي إقراض المؤسسات الصغيرة لإيجاد مزيد من الوظائف وتشجيع الاستهلاك، وبالتالي تعزيز الانتعاش الاقتصادي.