طمأن رئيس وزراء بريطانيا المقبل جوردون براون زعماء العراق الى استمرار الدعم البريطاني لبلادهم وذلك في زيارة خاطفة لبغداد من أجل أن "ينصت ويتعلم" قبل أن يتولى رئاسة الحكومة في وقت لاحق من الشهر الجاري. وأشار براون الذي يدرس مستقبل مشاركة بريطانيا في حرب مستمرة منذ أربعة أعوام ونصف ولا تحظى بشعبية بين البريطانيين الى اعتراف توني بلير بارتكاب أخطاء في الحرب وقال انه يريد أن "يتعلم الدروس". ويقول منتقدون ان التخطيط لمرحلة ما بعد الغزو كان هزيلا الامر الذي أدى الى حدوث فراغ أمني استطاعت خلاله أن تجد الجماعات المسلحة العربية السنية لنفسها موطئ قدم واندلعت أعمال العنف الطائفية متسببة في مقتل عشرات الالاف من العراقيين. وتعد هذه الزيارة أول زيارة لبراون منذ أن تأكد أنه سيخلف توني بلير الذي تراجعت شعبيته في الداخل بسبب دعمه الراسخ للحرب. ولطالما تقبل جوردون تحمل المسؤولية عن قرار الحكومة بغزو العراق. وأحبطت الحكومة البريطانية دعوة من المعارضة الى اجراء تحقيق بشأن الحرب في العراق يوم الاثنين الامر الذي جنب بلير وبراون الحرج. وخلال نقاش برلماني قال وليام هيج المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب المحافظين ان ثقة الشعب في الحكومة تضررت بسبب الحرب وانه لا يمكن استعادة هذه الثقة الا من خلال مراجعة شاملة. واستبعد براون الذي أمضى نحو ست ساعات في العراق انسحابا فوريا للقوات البريطانية. ورفض مجددا يوم الاثنين التعليق على تكهنات وسائل الاعلام بأنه قد يسرع من عملية سحب القوات لتهدئة غضب الرأي العام. وتأتي زيارة براون في الوقت الذي يجري فيه تقليص حجم القوات البريطانية في العراق بنحو 1500 جندي ليصل الى 5500. كان براون قد قال انه سيخفض عدد القوات بقدر الامكان وعندما يتاح الوقت لكن مساعديه يقولون انه من غير المرجح أن يغير براون السياسة بشكل جذري ومفاجيء في الوقت الذي يخطط فيه الجيش البريطاني لخفض عدد قواته في العراق بشكل أكبر. وأجرى براون الذي وصل بصحبة وزير الدفاع ديس براون محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني وقائد القوات البريطانية في العراق وقائد القوات الامريكية الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الامريكي. وقال براون في وقت سابق انه يعتزم خلال محادثاته مع المالكي مناقشة مسألة المصالحة الوطنية بين الاطراف المتناحرة. وأضاف "في شأن المصالحة السياسية أود أن أعرف كيف يعتزمون المضي قدما.. واذا لم يطرحوا علي اقتراحات فسأطرح عليهم اقتراحات." وأرسل الاف الجنود الامريكيين والعراقيين الى بغداد بؤرة العنف الطائفي للتصدي للمسلحين الشيعة والعرب السنة وتوفير مزيد من الوقت لحكومة المالكي من أجل التوصل لتسويات سياسية لتشكيل حكومة تقوم على تقاسم حقيقي للسلطة مع الاقلية العربية السنية والاكراد. وقال براون الذي قاد النمو الاقتصادي لبريطانيا على مدى عشرة أعوام متصلة "لا يفتقرون للاموال لتخصيصها من أجل البنية الاساسية فالمشكلة هي انفاقها فعليا."