اعترفت شركة "جوجل" بأن الهوائيات المنصوبة على سياراتها الجوالة الخاصة بخدمة "ستريت فيو" قد التقطت مقاطع من المراسلات لدى مرورها في شوارع المدن، إلا أنها أشارت إلى أن تلك المقاطع كانت مجتزأة لأن السيارات لم تكن متوقفة بل متحركة. جاء اعتراف "جوجل" بعد أن فتحت الحكومة الألمانية تحقيقا للتعرف على الأسباب التي حدت ببوابة "جوجل" لجمع بيانات مرسلة عبر تقنية "واي فاي" للاتصالات اللاسلكية. جريدة"الشرق الأوسط" اعتبرت القضية أكبر فضيحة دولية في تاريخ الإنترنت المعاصر وقالت: أنه ولأول مرة ظهر تورط إمبراطورية "جوجل" للبحث الإنترنتي في التجسس على المراسلات الإلكترونية التي تتم بتقنية "واي - فاي" اللاسلكية عبر الإنترنت، التي يستخدمها ملايين الناس في مدن العالم. وقد ظهر أن خدمة "ستريت فيو" التابعة لبوابة "جوجل" التي تستخدم سيارات جوالة مخصصة لتصوير مشاهد الشوارع، وبيوتها، لعرضها على الإنترنت، كانت تلتقط "مقاطع" صغيرة من البيانات التي كان يرسلها مستخدمو تقنية "واي - فاي" اللاسلكية أثناء اتصالاتهم المفتوحة -أي من دون ترميز أو شفرات - بالإنترنت لتصفح المواقع أو الشراء أو تبادل الأحاديث والرسائل والصور، والتعامل مع المصارف والمؤسسات المالية. وتصمم سيارات خدمة "ستريت فيو" بعمود وهوائي لالتقاط الصور والإشارات. وأكدت أن تلك البيانات لا تشكل أي معلومات من المواقع الإلكترونية المحصنة الآمنة مثل المصارف. وأثار اعتراف "جوجل" مخاوف مستخدمي الإنترنت من تدخل هذه الإمبراطورية المعلوماتية في خصوصياتهم، وأضحت هذه المخاوف أكبر بكثير من مخاوف تسلل القراصنة الإلكترونيين، نظرا لما تملكه "جوجل" من إمكانات هائلة في جمع البيانات من النصوص والمقاطع الصوتية والصور والفيديو، إضافة إلى رصدها الدائم لأذواقهم ونزعاتهم الشخصية من خلال استخدامهم لمحرك البحث لديها. وقد أظهرت التحقيقات أن المعلومات التي جمعتها "جوجل" كانت أكثر تدخلا في خصوصيات المستخدمين، بينما زعمت "جوجل" أن هذة المعلومات معروفة لعموم الناس، وأنها مفيدة لتحسين خدماتها لعرض المواقع والأمكنة. وقالت الشركة إن البيانات قد جمعت بسبب خطأ في البرمجة عام 2006، وإنها لم تستخدم مطلقا تلك البيانات بأي طريقة. ويعتبر اعتراف الشركة الإنترنتية العملاقة بخطئها نكسة كبيرة لها، سوف تسيء لسمعتها كحارس أمين ومسؤول عن حماية معلومات مستخدميها. وقالت "جوجل" إنها اتصلت بعدد من الهيئات المسؤولة عن حماية الخصوصية في أوروبا وإنها ترغب في إزالة البيانات التي جمعتها ومحوها. وأضافت أنها حظرت على سيارات "ستريت فيو" التقاط أي بيانات مرسلة بتقنية "واي - فاي".