جاء ميلاد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا المعروفة "ايكواس" في شهر مايو عام 1975 بموجب اتفاقية لاجوس التي وقعتها خمس عشرة دولة من دول المنطقة بعد جهود ومساع وتجارب كثيرة بذلتها وخاضتها هذه الدول على مدار سنين طويلة للوصول إلي تكتل يجمع بينها ويوحد قدراتها الاقتصادية ومواقفها السياسية ويضمن لها الاستقرار الأمني . وتشتمل الأهداف التي نصت عليها معاهدة الإنشاء على خلق وتشجيع التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات الخدمية والإنتاجية وخاصة في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة والنقل والمواصلات والمبادلات التجارية ، وذلك من أجل الرفع من المستوى المعيشي والتنموي لشعوب المنطقة والقارة الإفريقية بوجه عام. وعلى الرغم من أن طبيعة منظمة الايكواس هي طبيعة اقتصادية في أساسها إلا أن قادة ورؤساء الدول الأعضاء أدركوا بعد ظهور بعض المستجدات والمشكلات في المنطقة أنه من الضرورة أن يكون للقضايا السياسية والأمنية وجود ومكان في اختصاصات هده المنظمة فما كان منهم إلا أن اتفقوا على وضع ميثاق للدفاع المشترك بين بلدانهم في القمة الرابعة للمنظمة بالعاصمة السنغالية داكار عام 1979 وهو الميثاق الذي دخل حيز التنفيذ في العام التالي مباشرة ليكون أول خطوة تتخذ من نوعها في إطار الأمن الجماعي الإفريقي للتجمعات الإقليمية في القارة. وتضم المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في عضويتها الآن أربع عشرة دولة وهي كوت دى فوار ، وبنين، ومالي ، وبوركينا فاسو ، والسنغال ، والتوجو، وغينيا بيساو، والنيجر، ونيجيريا ، وليبيريا، وسيراليون، وغامبيا وغانا، وجزر الرأس الأخضر. ويبلغ إجمالي تعداد سكان هده البلدان المكونة للمنظمة حوالي210 مليون نسمة أي ما يعادل ربع سكان القارة الإفريقية معظم القادرين منهم على العمل يمتهنون حرفة الزراعة ويعيشون على ما توفره لهم من احتياجاتهم الغذائية والاستهلاكية ، وتمتلك بلدان المنطقة إمكانيات وثروات طبيعية واقتصادية وحيوانية ضخمة وموارد مائية هائلة ، وهي بذلك تشكل أحد أهم الأركان والدعائم الأساسية للاتحاد الأفريقي العظيم . وتقوم منظمة الإكواس إلي جانب المنظمات والتجمعات الإقليمية الإفريقية الأخرى بدور حيوي وفعال في إنجاح أهداف هذا الاتحاد وتعزيز وجوده بين الاتحادات والتكتلات القارية الأخرى بما يضمن ويحقق للشعوب الأفريقية كافة الرفاهية والرخاء والاستقرار.