جاء إطلاق سراح " آلان جونستون " مراسل هيئة الإذاعة البريطانية " بى . بى . سى " الذى كان مخطوفاً فى غزة فى وقت مُبكر من صباح الأربعاء 4/7 بعد اتفاق بين حركتى حماس وجماعة جيش الإسلام التى وصفت من قبل المحللين بأنها تسير على نهج تنظيم القاعدة، والتى خطفته فى مارس الماضى، وشكر جونستون بعد محنته التى استمرت 114 يوماً حركة حماس وكل من ساهم فى إطلاق سراحه، كما شكر الشعب الفلسطينى الذى يُعد هو أحد أصدقائه وبعد عقده مؤتمراً صحفياً فى منزل رئيس الحكومة المُقال إسماعيل هنية، وقد توجه جونستون برفقة دبلوماسى بريطانى إلى القدس عبر معبر إيريز. وفى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى دار إسماعيل هنية قال جونستون إنه " فى بعض الأحيان كان يشعر بالخوف الكبير لأن الناس الذين اعتقلوه كانوا خطرين ولم يكن يمكن التنبؤ بتصرفاتهم "، واعتبر جونستون أنه " اعتقد أن الإفراج عنه كان سيتم فى غضون شهر أو شهرين لكن الأمور طالت أكثر، وكان ذلك عاملاً نفسياً ضاغطاً جداً، وهذا ما يشعر به بالتأكيد كل إنسان يختطف "، ولكنه أضاف أنه " لولا ضغوط حركة حماس لكان لا يزال معتقلا ". وفى حديث لبرنامج " العالم اليوم " لإذاعة ال " بي. بي. سي " العالمية قال جونستون إنه " كان يعرف جيداً أن المجموعة التى اختطفته خطرة جداً، وبخاصة أنه غطى خلال عمله 27 عملية اختطاف جميعها تقريباً انتهت فى غضون أسبوعين . واختتم قائلاً أن " ما سيتذكره عن غزة ستكون الذكريات الحلوة والأيام الجميلة التى قضاها "، مُشيرا إلى أنه " يعرف الثقافة الفلسطينية والشعب الفلسطيني المضياف ". وقال - إسماعيل هنية - إنه " تبين أن جونستون هو فعلاً صديق الشعب الفلسطينى وتبين ذلك من كل العمل الذى قام به "، وأضاف هنية أن " الفلسطينيين عملوا بجهد من أجل إطلاق سراح جونستون. وقال هنية أن " كتائب عز الدين القسام لعبت دوراً كبيراً للإفراج عن آلان جونستون وأن شباب جيش الإسلام تفهموا فى الأيام الأخيرة أهمية هذه القضية وكانوا مُتعاونين ". ومن جانبها اعبّرت عائلة آلان جونستون عن سعادتها لإطلاق سراح جونستون مُشيرة أنها لم تفقد الأمل لعلاقة آلان الطيبة بأصدقائه فى غزة وكان دائماً يقول أنهم دائماً إلى جانبه، كما أعربت بي بي سي فى بيان لها عن سرورها لإطلاق سراحه . وقالت مصادر مُقربة من حماس للأسوشيتد برس إن جونستون سُلم فى بادئ الأمر إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحماس، وأوضح هنية أن هذه النتيجة تأكيد على أن حماس جادة فى فرض الأمن والاستقرار والنظام داخل هذا الجزء العزيز من الوطن ، ومن جانبه أشاد خالد مشعل - رئيس المكتب السياسى لحماس -الذى يعيش فى المنفى فى سوريا بالإفراج عن جونستون، مُشيراً أن ذلك عكس الفارق بين فترة مضت كانت فيها مجموعة تعمل على انتشار الفلتان الأمنى والفوضى وبين الحالة الراهنة التى تسعى فيها حماس لاستتباب الأمن . وكان جونستون البالغ من العمر 45 عاماً، جاء إلى غزة قبل ثلاث سنوات لمباشرة عمله الصحفى الذى حاز عنه على عدة جوائز، وخُطف فى غزة فى الثانى عشرمن مارس وأعلن خاطفوه أنهم ينتمون لجيش الإسلام وأصدروا تسجيلات مُصورة بثت على الانترنت، ظهر فيها جونستون مُطالبين بإطلاق سراح إسلاميين معتقلين فى سجون بريطانيا وفى دول أخرى، ومع حرصها فيما يبدو على إظهار قدرتها على فرض الأمن فى غزة وبعد أشهر من الاقتتال الداخلى زادت حماس من الضغوط على خاطفى جونستون وحاصرت معقلهم حتى تمت المفاوضات وتم إطلاق سراح آلان جونستون . وكان ياسر عبد ربه مساعد محمود عباس، قد رفض مفاوضات حماس الخاصة بجونستون واصفاً إياها بأنها " فيلم " واتهم حماس بأنها كانت مُتحالفة من قبل مع جيش الإسلام قبل أن يختلف الطرفان، وأشار جونستون المراسل الأجنبى الوحيد الذى كان متمركزاً طول الوقت فى قطاع غزة أنه شعر بأن خاطفيه شعروا بضغط جديد عندما سيطرت حماس على غزة منذ ثلاثة أسابيع، ووصف خاطفيه بأنهم جماعة جهادية صغيرة متهمة أكثر بالإضرار ببريطانيا ولم يهتموا كثيراً بالصراع الإسرائيلى الفلسطينى . وقد ساند الوسطاء الذين تفاوضوا من أجل الإفراج عن الصحفى، مقاتلو حماس الذين حاصروا معقل عشيرة دغمش فى مدينة غزة والتى يقول مسئولون إن بعض أفرادها يقفون وراء جيش الإسلام، وكان المفاوضون قد توصلوا للإتفاق النهائى بعد فتوى أصدرها رجل دين بارز بالإفراج عن جونستون ولم تدفع فدية ولم تكن هناك أية شروط أخرى من أجل الإفراج عنه، وتعترف بريطانيا وإسرائيل وقوى أخرى بحكومة الطوارئ التى شكلها محمود عباس فى الضفة الغربية بعد إقالة حكومة الوحدة الوطنية بقيادة إسماعيل هنية على أنها السلطة الشرعية الوحيدة للفلسطينيين ولكن هنية يرفض قبول إقالته الشهر الماضى من منصبه كرئيس للوزراء . وقد كرّم إسماعيل هنية الصحفى جونستون بعد الإفراج عنه مباشرة ولفه بالعلم الفلسطينى وتحدثا معاً فى المؤتمر الصحفى، وأعرب هنية خلال مؤتمر صحفى مع جونستون عن أمله أن تمهد سابقة الإفراج عن الصحفى البريطانى فى قطاع غزة الطريق أمام التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل للإفراج عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط الذى أسر قبل عام من قبل منظمات فلسطينية وطالبوا بالإفراج عن سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق سراحه، وصرح هنية بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق إذا فكر الإسرائيليون بمنطق وعقل وانطلقوا من الأبعاد السياسية الإنسانية لإنهاء معاناة الأسرى الفلسطينيين وأيضا طى ملف الجندى الإسرائيلى المختطف شاليط، حيث طالبت إسرائيل بالإفراج عن شاليط لكنها غير مُستعدة للإفراج عن السُجناء الفلسطينيين الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم . 4/7/2007