كانت نهاية الديكتاتور الروماني نيكولاي شاوشيسكو وزوجته إيلينا، درامية ومفجعة بكل المقاييس. ففي ليلة عيد الميلاد لعام 1989 اقتيد الزوجان معصوبي الأعين إلى أحد معسكرات الجيش الروماني خارج العاصمة بوخارست حيث أُعدما هناك وقبل أسبوع واحد من هذه النهاية المأساوية كان شاوشيسكو هو الديكتاتور الذي لا ينازعه أحد. وبلغت درجة الكراهية له، درجة أن تطوع 300 روماني لتنفيذ حكم الإعدام به وزوجته رميا بالرصاص بينما كان العدد المطلوب ثلاثة فقط كان الدافع لهذه النهاية اقتصاديا في الأساس، فمن أجل سداد ديون بلاده التي كانت تبلغ عشرة مليارات دولار، خصص شاوشيسكو كل المنتجات الرومانية للتصدير. وكانت النتيجة جوعا عارما ومتاجر خاوية ظل شاوشيسكو متمسكا بخط شيوعي متشدد حتى بعد انهيار سور برلين. وانتقد رفاقه في الأحزاب الشيوعية بشرق اوروبا لأنهم أضعفوا حلف وارسو. وظل رغم كل الاضطرابات مقتنعا بأنه يمكنه النجاة بنظامه دون تغيير لكن الشعب الروماني كانت له كلمة أخرى حيث انتفض انتفاضة عارمة لم تفلح معها محاولات الشرطة السرية المعروفة باسم "شتازي" في قمعها رغم قتلهم لنحو 12 ألف شخص من مدينة تيميشوارا في يوم واحد الا أن بحار الدماء التي سالت في ذلك اليوم لم تكن إلا البحار التي حملت سفن الحرية والخلاص من نظام شاوسيسكو القمعي.