عقد الرئيس حسنى مبارك جلسة مباحثات الخميس مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في برلين، تناولت مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط. وقد اطلع مبارك المستشارة الألمانية على جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية لدفع عملية السلام، وضرورة تضافر الجهود الدولية لبدء مفاوضات جادة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ورفع الحصار والمعاناة عن الشعب الفلسطينى. وقال الرئيس مبارك -خلال مؤتمر صحفى مشترك فى قصر المستشارية الألمانية فى برلين بعد ظهر الخميس فى ختام المباحثات الثنائية بينهما-انه بحث مع ميركل بتركيز خاص جهود إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى والأفكار المطروحة لكسر جمود عملية السلام بما فى ذلك من خلال مفاوضات غير مباشرة تستمر لأربعة أشهر. وأعاد الرئيس مبارك التأكيد على خطورة إستمرار الوضع الحالى وضرورة إستئناف مفاوضات الحل النهائى دون مزيد من إضاعة الوقت، كما أكد أن تهيئة الأجواء المواتية لذلك يقتضى توقف إسرائيل عن الإستيطان بما فى ذلك بالقدسالشرقية وعن ممارساتها بالأراضى المحتلة بالضفة الغربية وقطاع غزة، كما يقتضى رجوع إسرائيل عن إجراءاتها لتهويد القدس وفى محيط المسجد الأقصى ومراجعة قراراتها الإستفزازية الأخيرة بضم (الحرم الإبراهيمى) و(مسجد بلال) لقائمة التراث اليهودى وغير ذلك مما يعرقل جهود السلام. كما تناولت المباحثات إجراءات دعم العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا فى مختلف المجالات، خاصة ما يتعلق بزيادة حجم التبادل التجارى وزيادة الاستثمارات الألمانية فى السوق المصرية وتشجيع رجال الأعمال الألمان على إقامة مشروعات مشتركة فى مصر فى مختلف المجالات الانتاجية والخدمية يخصص جانب منها للتصدير للأسواق المجاورة استفادة من الموقع الجغرافى المميز لمصر، واتفاقيات التعاون الاقتصادى التى تربطها بعدد من الدول العربية والأفريقية. وردا على سؤال عما إذا كانت تطورات الملف النووى الإيرانى والوضع فى أفغانستان قد طغت على اهتمام ألمانيا وأوروبا بقضية السلام فى الشرق الأوسط، قالت ميركل إن المباحثات مع الرئيس مبارك تناولت التطورات فى أفغانستان والملف النووى الإيرانى وضرورة عدم التسلح النووى فى إيران، وأكدت أن عملية السلام فى الشرق الأوسط تحتل نفس الأهمية بالنسبة لنا، فألمانيا لها مصلحة حيوية فى إنجاح عملية السلام فى الشرق الأوسط. وأشارت إلى أنها أكدت للرئيس مبارك أن المانيا والدول الأوروبية على إستعداد لدعم المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل فعال وبالتعاون مع الأمريكيين وأنه ينبغى إنجاح هذه المفاوضات. وردا على سؤال بشأن مدى إتفاق ميركل مع ما نشر عن إعلان الرئيس الفرنسى ساركوزى تأييده إعلان الفلسطينيين عن قيام دولة فلسطينية، قالت المستشارة ميركل إن من أعلن ذلك هو وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير وليس ساركوزى. وأضافت أنها تتفق مع الرئيس الفرنسى فى أنه يجب على أوروبا أن تقوم بدور أكثر أهمية وقوة فى دفع عملية السلام وهناك قضايا مهمة مثل الحدود والأمن والقدس واللاجئين، وهناك فى نفس الوقت بناء البنى التحتية لدولة فلسطين، ونحن على إستعداد لدعم رئيس الوزراء الفلسطينى سليمان فياض فى تحقيق تقدم فى هذا المجال. وقالت إننا على يقين بأنه يجب علينا أن نبذل مزيدا من الجهد لتحقيق حل الدولتين. من جهة اخرى يتوجه مبارك ظهرغد الجمعة الى مدينة هايدلبرج الالمانية لاجراء بعض الفحوصات الطبية وذلك لمتابعة شكوى متكررة من الآم فى الحوصلة المرارية كان الرئيس مبارك قد وصل إلى العاصمة الألمانية برلين ظهر الخميس فى زيارة تستغرق يومين، يجرى خلالها مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل.