برعاية العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز وقعت حركتا فتح وحماس الفلسطينيان اتفاقاً بمكة المركة لإنهاء أسوأ أزمة سياسية بينهما أدت إلى المواجهات والاقتتال الداخلى بين الشعب الفلسطينى ، وقد اشتمل الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطينى الحالى على أن يُعين الرئيس محمود عباس نائباً لرئيس الحكومة . ونص الاتفاق على تخصيص تسع وزارات لحماس وست وزراء لحركة فتح على أن تُمنح أربع حقائب لممثلين عن الكتل الأربع الأخرى إضافة إلى خمس وزارات لمستقلين بينها المالية والداخلية والخارجية . ولم يتضمن الاتفاق إى موقف للحكومة الجديدة من الاعتراف بإسرائيل وشدد على التأكيد على تحريم الدم الفلسطينى واتخاذ الاجراءات التى تحول دون إراقته ، مع التأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية إضافة إلى اعتماد لغة الحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات . ومن جانبه أشار الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى بداية عهد جديد بحكومة جديدة قادرة على إنهاء معاناة الشعب الفلسطينى والعمل الجاد من أجل تحرير فلسطين ، كما دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس الفلسطينيين إلى ضرورة عدم العودة إلى الاقتتال الداخلى . ورحبت جميع المنظمات والقوى الفلسطينية بالاتفاق مُشيدة بالدور المصرى فى التمهيد لهذا الاتفاق ومُشددة على وقف نزيف الدم ورفع الحصار عن الشعب الفلسطينى . ومن ناحيته أكد " نزار ريان " أحد قيادات حماس فى غزة أن حركته لن تعترف أبداً بإسرائيل مُشيراً إلى أن اتفاق مكة بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية لن يُغير موقف حماس . كما أكد اسماعيل رضوان المتحدث باسم حماس أن اتفاق مكة لا يعنى اعترافاً بالكيان الإسرائيلى مؤكداً أن مواقف حماس ثابتة ومعروفة ، وهى عدم الاعتراف بإسرائيل مُشيراً أن حماس شئ وحكومة الوحدة شئ آخر وأن حكومة الوحدة تستند إلى وثيقة الوفاق الوطنى التى لا تعترف بإسرائيل . وقد رحبت مصر على لسان أحمد أبو الغيط وزير الخارجية باتفاق مكة الذى اعتبره خطوة كبيرة فى الاتجاه الصحيح نحو المصالحة والوفاق ووضع حد للأزمة الفلسطينية ، ومطالباً الجانبين بالالتزام بالاتفاق . وحول الموقف الإسرائيلى طالبت " ميرى ايسين " الناطقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت الحكومة الفلسطينية المزمع تشكيلها بناء على اتفاق مكةالمكرمة باحترام شروط اللجنة الرباعية الأربعة ، كما طالبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية " تسيبى ليفنى " من المجتمع الدولى أن يتم احترام حق إسرائيل فى الوجود من جانب أى حكومة فلسطينية . وبخصوص الموقف الأمريكى بدا البيت الأبيض حذراً تجاه اتفاق مكة وأشار " تونى سنو " المتحدث باسم البيت الأبيض إلى أنه من السابق لأوانه اتخاذ موقف ، ومطالباً فى نفس الوقت بتشكيل حكومة فلسطينية تكون شريكة فى المفاوضات مع إسرائيل وتلتزم بشروط اللجنة الرباعية الدولية التى وضعت خطة سلام تنص على قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية . وقد رحبت الدول الخليجية وبريطانيا وفرنسا وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة باتفاق مكة وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وإنهاء معاناة الشعب الفلطسينى . لقد جاء إعلان مكة بين فتح وحماس حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فى الاتجاه الصحيح وخطوة فى اتجاه استقرار الوضع فى الأراضى الفلسطينية وإنهاء معاناة الفلطسينيين اليومية وليمثل اختباراً لمدى إرادة القادة الفلسطينيين فى إعلان المصلحة القومية والوطنية على المصالح الشخصية والتوحد فى مواجهة الاحتلال والاستفزازات الإسرائيلية التى كان آخرها الاعتداء على حرمات المسجد الأقصى الشريف . إن ردود الفعل الدولية تشير إلى إمكانية حدوث تجاوب دولى مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية حال تشكيلها خاصة أنها تضم رموزاً فلسطينية مقبولة عربياً ودولياً ، مثل زياد أبو عمر فى وزارة الخارجية وسلام فياض لوزارة المالية ، وهما الوزارتان اللتان تتداخلان مباشرة مع التعاملات الدولية الخارجية .