من أجل رأب الصدع الفلسطينى ، وحل الأزمة بين كل من حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)دعت صنعاء الحركتين مجددا إلى القبول بوساطتها لحل الأزمة بينهما والتي أعقبت أحداث غزة الأخيرة. وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي قال إن مبادرة بلاده التي عرضها الأسبوع الماضي "مطروحة أمام الإخوة الفلسطينيين ليتحملوا مسؤولياتهم في رأب الصدع". التصور الذي قدمه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ،يصب في تحقيق الوفاق الفلسطيني والذي من خلاله تتحقق مصالح الفلسطينيين وأهدافهم الوطنية المتمثلة بقيام دولتهم الفلسطينية المستقلة على ترابهم الوطني في الضفة الغربيةوغزة وعاصمتها القدسالشرقية. الرئيس اليمنى أشار فى اتصال هاتفى مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس الى أن المبادرة تأتى فى إطار إستكمال الجهود المبذولة من قبل العاهل السعودى عبد الله عبد العزيز والرئيس حسنى مبارك بهدف تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية. المبادرة اليمنية تقوم على إعتبار أن أساس الحل يقوم على إتفاق القاهرة الذي تم التوصل إليه بين الفصائل الفلسطينية عام 2005، واتفاق مكة الذي توصلت إليه حركتا فتح وحماس عام 2007 وأدى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وفي نفس السياق قد بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس حسني مبارك مسألة تضافر الجهود لتجاوز الخلاف بين فتح وحماس واستئناف الحوار على قاعدة اتفاقيتي القاهرةومكة. حركة حماس كانتقد سيطرت على قطاع غزة في 15 يونيو بعد أن أطاحت بالأجهزة الأمنية الموالية للرئيس محمود عباس. قبول مشعل وشروط لعباس رحبت حركة حماس بمبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لإنهاء الإنقسام الفلسطيني واستئناف الحوار مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حيث أشاد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل خلال زيارته لصنعاء بالمبادرة، وكذلك رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية،الذى اعرب في تصريحات له عن ترحيبه بأي مبادرة عربية وتحرك فلسطيني أو عربي أو إسلامي لرأب الصدع داخل الساحة الفلسطينية وإطلاق قطار الحوار الوطني الفلسطيني. مشعل من ناحيته وصف المقترحات اليمنية بالمتوازنة، مؤكدا قبول حماس لها. وأضاف أن أطرافا إقليمية ودولية -لم يحددها- تسعى لعرقلة أي خطوة للوفاق بين حماس وفتح. إلا أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس نفى وجود أي وساطات بين الحركتين وتمسك بموقفه الرافض للحوار ما لم تتراجع حماس عما فعلته في قطاع غزة،وكان عباس رفض في مناسبات عدة أي حوار مع حماس قبل تقديمها اعتذارا عما حدث في غزة وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الأحداث. الرئيس الفلسطيني عباس أصر في مؤتمر صحفي عقب لقائه رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت في زيارته الأخيرة لعمان على موقفه الرافض لأي حوار مع حماس ،وكان قد أكد الكلام نفسه من قبل في مؤتمر صحفي عقده بالإسكندرية عقب لقائه الرئيس حسني مبارك،بقوله "عندما تعلن حماس تراجعها عما فعلته ستكون هناك ألف جهة تتدخل للوساطة". واشترط الرئيس الفلسطيني أن تعيد حماس قطاع غزة إلى السلطة كمقدمة للدخول في حوار، قائلا إن أي تفاوض معها منوط بتراجعها عن "فعلتها". واعتبر أن ما قامت به كان "عملية تدميرية وساعد كل من لا يريد دولة فلسطينية مستقلة". كما رفضت فتح الأسبوع الماضي أيضاً دعوة للحوار أطلقها رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، وطلبت من حماس إعادة تسليم قطاع غزة الذي سيطرت عليه يوم 15 يونيو الماضي. نص المبادرة اليمنية كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قدم الخميس الماضى9/8مبادرة تتكون من ستة نقاط ،بهدف إستئناف الحوار بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) وإنهاء الإنقسام في الصف الفلسطيني. وفيما يلى بنودها : أولا:يتم استئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة (عام 2005) واتفاق مكه (عام 2007) وعلى أساس أن الشعب الفلسطينى كل لا يتجزء وان السلطة الفلسطينية تتكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة وحدة وطنية والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها . ثانيا: التأكيد على احترام الدستور والقانون الفلسطينى والالتزام به من قبل الجميع. ثالثا:إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ،ولاعلاقة لأى فصيل بها رابعا:تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافيةتمثل فيها كل الفصائل بحسب ثقلها فى المجلس التشريعى وتكون قادرة على ممارسة مسئولياتها كاملة. خامسا:تشكل لجنة من خلال الجامعة العربية تتكون من الدول ذات الصلة مثل مصر والسعودية وسوريا والأردن ،وتعبر اليمن عن استعدادها للمشاركة إذا طلب منها ذلك وتكون مهمتها تنفيذ ما سبق. سادسا:تتكون المؤسسات الفلسطينية بكل تكويناتها دون تمييز فصائلى وتخضع للسلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية. فتح وحماس تتبادلان الاتهامات والاعتقالات بالضفة وغزة وعلى صعيد التوترات ما بين حماس وفتح، تبادلت الحركتان الاتهامات حول قيام كل منهما بملاحقة واعتقال وتعذيب عناصر الأخري في الضفة الغربية وقطاع غزة. فقال فهمي الزعارير الناطق باسم حركة فتح: إن القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس بدأت حملة، اختطفت خلالها مجموعة كبيرة من أبناء حركة فتح في بيت حانون بشمال قطاع غزة، وأصابت أكثر من20 شخصا وصلوا إلي مستشفيات القطاع.وأضاف أن من بين المعتقلين أربعة علي الأقل من كبار أعضاء فتح اقتيدوا إلي الحجز في بلدة بيت حانون الشمالية. وطالب من ناحية أخرى، أيمن طه، المتحدث باسم حركة حماس، بأن تطلق السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله كل الأسري السياسيين البالغ عددهم490 أسيرا بتهمة انتمائهم لحركة حماس. وبينما عبرت مصادر فلسطينية عن خشيتها من أن تتطور الأمور إلي حد المواجهة بين الطرفين، أعتبر المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة حازم أبو شنب أن الاعتقالات التي قامت بها قوات من حماس ضد عناصر وقيادات من حركة فتح الجمعة في بيت حانون في غزة، قضت على أي إمكانية لإجراء حوار بين الحركتين، ودلَّت على فقدان الإعصاب لدى حماس. وقال أبو شنب إن فتح لن تحمل السلاح في صراع داخلي يؤدي إلى حرب أهلية. ويتساءل الكثيرون ،فى ظل هذه التطورات على صعيد الاوضاع الفلسطينية -الفلسطينية هل يمكن أن تمثل المبادرة اليمنية أفقاً جديداً لحل الصراع بين فتح وحماس،أم أن الاستمرار في التلاسن والاتهامات بين قيادات الفصائل واعتماد المتحدثين الرسميين باسم هذه الفصائل لهجة تتسم بالقسوة والتخوين لن يفضي إلا إلى مزيد من التشتيت للاهداف والطموحات الفلسطينية الاساسية ؟ 12/8/2007