فى محاولة لذوبان الجليد بين البلدين , أشاد رئيس الوزراء الصينى وين جياو باو بإمكانيات التعاون مع الجار اليابانى وذلك فى كلمته امام البرلمان اليابانى ضمن برنامج زيارته الحالية والتى تستمر ثلاثة ايام . وتعتبر زيارة رئيس الوزراء الصيني لليابان خطوة مهمة على طريق تحسين العلاقات بين البلدين ,حيث وقع الجانبان اثناء هذه الزيارة عددا من الاتفاقيات حول التعاون التكنولوجي في مجال حفظ الطاقة والبيئة 'ووافقت اليابان على استئناف استيراد الارز من الصين.
لكن لا تزال هناك خلافات بين البلدين حول عدد من القضايا وخاصة الخلاف حول الحقل النفطي في بحر الصين، وتتهم اليابان الصين باخفاء موازنتها العسكرية الحقيقة التي تزداد بشكل مضطرد ' بينما تشعر الصين بالقلق من المساعي الصينية لاعادة النظر بدستورها كي تتمكن من نشر قواتها العسكرية خارج اليابان بسهولة .
زيارة وين لليابان تحمل لفتات رمزية اكثر منها تقدم ملموس في ازالة الخلافات بشأن الطاقة والاراضي والتاريخ. حيث خصص الجزء الاكبر من كلمته لما وصفه "المصاعب بين البلدين حول التاريخ المشترك"، ومن بين الايماءات والابتسامات أشار وين الى بعض الذكريات الصعبة بأن الصين مازالت قلقلة بسبب معالجة اليابان لميراث احتلالها لمعظم آسيا بما في ذلك الصين فى الفترة مابين عامى 1931وحتى 1945 .
وطالب جيابو اليابان بتحمل المسؤولية عن اعمالها خلال الحرب العالمية الثانية' وقال انه من الضرورى تلخيص وتذكر دروس التاريخ ,موضحا اهمية التجاوز عن خلافات الماضى ومشيرا الى ان التفاهم المتبادل لن يعود الا بالنفع على الجارتين اللتين كانتا ضحيتين للحرب .
واعرب وين عن تقديره للاسف والاعتذار اللذين ابدتهما اليابان بسبب هجومها العسكرى الا انه حث طوكيو على ان تقرن كلمات الاعتذار عن ماضيها العسكرى بافعال ملموسة وان تعارض استقلال تايوان ، وقال وين ان الصين تعتزم بذل قصارى جهدها لحل القضايا محل الخلاف بشان تايوان سلميا لكن الصين لن تتسامح مطلقا تجاه مطالبتها بالاستقلال .
يذكر ان شينزوآبى رئيس الوزراء اليابانى قد قام بزيارة للصين فى اعقاب انتخابه فى سبتمبر الماضى 'وذلك بعد سنوات من تدهور العلاقات بين البلدين بسبب ما تعتبره الصين عدم اعتذار اليابان بشكل مناسب عن اعمالها خلال الحرب العالمية الثانية ، وذلك فى عهد رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي الذي تولى السلطة قبل شينزو ابي بسبب اصراره على القيام بزيارات سنوية لنصب الحرب "ياسوكوني" والذي ينظر اليه في اسيا على انه رمز للماضي العسكري الياباني و تكريما للقتلى اليابانيين اثناء الحرب العالمية الثانية الامر الذى تعتبره الصين تمجيدا للنزعة العسكرية اليابانية .