تفتتح دبي الاثنين أعلى برج في العالم محققة أحد طموحاتها الكبرى إلا أن المخاوف من الصعوبات المالية التي واجهت الإمارة خلال ديسمبر/ كانون الأول 2009 عكرت صفو الاحتفلات. وخلفت أزمة الإئتمان العالمية ضغوطا على الإمارة الخليجية لتفقدها 8 % من سكانها خلال 2009 بعد فقدان وظائفهم. وبعد سنوات من الاستدانة من أجل تمويل المشاريع العملاقة، دخلت مجموعة دبي العالمية التابعة لحكومة الامارة في عملية شائكة لاعادة جدولة جزء من ديونها، فى الوقت الذى يواجه فيه القطاع العقاري أزمة حادة. ولكن بعد ان وصلت تحليلات البعض الى حد توقع افلاس الامارة في اعقاب طلب مجموعة دبي العالمية تجميد استحقاقات ديونها في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، تبدو الاوساط الاقتصادية اكثر اطمئنانا إزاء وضع دبي. وقال مدير الابحاث في مجموعة شعاع كابيتال مهدي مطر "مقارنة بديسمبر باتت ثقتنا اكبر بكثير بالنسبة لدبي بعد تقديم ابوظبي دعمها لمشروع اعادة هيكلة دبي العالمية". واضاف "مسألة الديون ليست خطيرة بالدرجة التي كانت تخشاها الاسواق". وتمكنت شركة" نخيل" التابعة لمجموعة دبي العالمية من دفع صكوك ب 4.1 مليار دولار استحقت في 14 ديسمبر/ كانون الاول ، وذلك بعد ان قدمت ابوظبيلدبي في اللحظة الاخيرة دعما ماليا ب 10 مليارات دولار. وبدأت المجموعة نهاية عام 2009 مفاوضات لاعادة جدولة ديون بحوالى 22 مليار دولار.وقال مدير ابحاث الشرق الاوسط في مجموعة "يو بي اس ايه جي" للخدمات المالية وادارة الثروات سعود المسعود ان نصف سكان دبي تقريبا يعملون في قطاعي العقارات والانشاءات. وبغياب أرقام رسمية محددة، قال المسعود ان عدد سكان دبي تقلص بنسبة 8 % في 2009 بسبب الأزمة وفقدان الوظائف، كما توقع أن يزداد الإنخفاض 2 % اضافية في 2010. وذكر خبير اقتصادي فضل عدم الكشف عن اسمه ان دبي قد تلجأ الى بيع بعض اصولها العقارية في الخارج لسداد بعض الديون، الا انها لن تتخلى عن الاستثمارات الاستراتيجية، خصوصا مواني دبي العالمية وشركة الامارات للطيران ،و وتشير تقديرات الى ان ديون دبي التي قلت مواردها النفطية القليلة اساسا، تبلغ حوالى 100 مليار دولار.
