تحتفل مكتبة الإسكندرية فى 31 يوليو بمرور مائة عام على نشأة السينما بالإسكندرية ومصر بصفة عامة، حيث تصدر دليلا "كتالوج" بعنوان: "ميلاد الفن السابع فى الإسكندرية" وافتتاح معرض "سينما الإسكندرية"، والذى تنظمه المكتبة ممثلة فى مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن تبدأ الجلسة الافتتاحية بكلمة للدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية والدكتور محمد عوض مدير مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط وممثل المفوضية الأوروبية فى مصر. وتتضمن الاحتفالية التى يحضرها عدد من كبار المسئولين والفنانين والصحفيين، تكريم بعض النجوم والمخرجين السكندريين البارزين مثل يوسف شاهين وعمر الشريف ودولت بيومى وتوفيق صالح وتوجو مزراحى ومحمود عبد العزيز، بالإضافة إلى الإعلان عن كتاب "الشخصية السكندرية فى السينما المصرية" والذى نشره مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط لمؤلفه سامى حامي. وتأتى الاحتفالية بمدينة الإسكندرية التى شهدت البدايات الأولى لنشأة السينما المصرية نظرا لكونها الميناء الهام الذى يطل على البحر المتوسط والمدخل لربط مصر بالعالم، بالإضافة لانتشار التسامح وتعدد الجنسيات والأعراق بها، مما جعلها مقصدا للعديد من الأجانب ومنهم الأخوين لوميير صاحبى اختراع السينما. وقد كان أول عرض سينمائى لأفلام لوميير الأولى بالعالم العربى فى الإسكندرية عام 1896، كما قاما بإرسال بعثة عام 1897 لتصوير بعض الشرائط السينمائية بالثغر والقاهرة. وقد شهد عام 1907 صنع أول شريط سينمائى مصرى على أرض الإسكندرية، حين قام المصوران السكندريان ذوى الأصول السورية والإيطالية عزيز بندرلى وأمبرتو دوريس بتصوير فيلم عن زيارة جناب الباب العالى الخديوى عباس حلمى الثانى للمعهد العلمى بمسجد أبى العباس. وأنشئت بالإسكندرية أول صالة عرض سينمائي، وتم تصوير أول فيلم مصرى على أرضها، وتأسس بها المعهد المصرى للسينما عام 1932، ومنها صدرت أول مجلة سينمائية متخصصة وأول مؤسسة مختصة بصناعة السينما وشركات إنتاج وتوزيع، وغيرها الكثير من الإنجازات. وكانت الإسكندرية عاصمة للسينما ومركز ثقل لهذا النشاط فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، حيث شهدت نشاطا انتقل فى أواخر الثلاثينيات بالكامل إلى القاهرة العاصمة لعدة عوامل منها الحرب العالمية الثانية وما استتبعها من هرب الأجانب خارج البلاد أو توجههم للعاصمة، إلى جانب الإمكانيات الهائلة المتوافرة بالقاهرة آنذاك مثل إنشاء ستوديو مصر.