في مناسبة اليوم العربي لذوي الحاجات الخاصة الذي وافق أمس 13 من الشهر الجاري استعرضت جريدة الحياة أوضاع هذة الفئة في مجتمعات عربية مختلفة بينما ركزت جريدة"الأهرام" على حق المعاقين في العمل الذي يكفله القانون المصري ولكن دون تطبيق تقول جريدة"الحياة" عن المعاقين في المملكة المغربية أن أعدادهم متزايدة بسبب ارتفاع ضحايا حوادث السير. فكل أسرة مغربية من أصل أربع أسر معنية بالإعاقة، وهناك أكثر من مليون ونصف مليون معوق في المغرب (5.12 في المئة إلى حدود ايلول/ سبتمبر 2004)، أكثر من نصفهم في سن نشيطة ولا مكان لهم في سوق العمل التي تلفظهم بمعدل خمس مرات أكثر من أقرانهم الأسوياء. أما فرص الزواج فهي ضئيلة بالنسبة الى الفتيات مقارنة بالذكور، ما يبرز أن المجتمع حينما يتقبل الإعاقة، فإنه يفضلها ذكورية. غير أن الصورة ليست قاتمة إلى هذا الحد، فهناك نشاطات وطنية حكومية وأهلية يبرز فيها الاهتمام بالشخص المعوق وحقوقه وإمكاناته، ومن اللافت أن بعض هذه النشاطات يبرز الطاقات الهائلة والمشرفة التي يملكها المعوقون، مثلاً في مجال الرياضة حيث للمغرب أبطال عالميون وأولمبيون في أنواع رياضية عدة، ومع ذلك، تظل معاملة هؤلاء من المجتمع والدولة موسومة بتقصير كبير إزاء تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص لتمكينهم من حياة اجتماعية كاملة وكريمة في العراق نجد الانزواء والابتعاد عن المجتمع، هما السمة الغالبة لهؤلاء الشباب، ليس مردهما الرغبة في الابتعاد عن عيون الفضوليين وحسب، وإنما تعمد بعض العائلات إلى إخفاء الأبناء «المعوقين» عن المجتمع. وإن ظهر هؤلاء في شوارع العاصمة بغداد فإن ظهورهم كثيراً ما يثير استغراب المارة خصوصاً في المناطق الشعبية التي تبدو اقل تفهماً لوضعهم فتتخذهم موضوعاً للسخرية. وليس من الغريب ان يرى زائر أي حي شعبي في بغداد او اي مدينة عراقية اخرى مجموعة من الشباب والراشدين وهم مجتمعون حول شاب من ذوي الحاجات الخاصة ويستفزونه بهدف الضحك، تماماً مثلما يفعل الأطفال الوقحون مع زميل خجول في المدرسة عكس الحال في «المناطق الراقية» فيتمتع ذوو الحاجات الخاصة بقبول اكبر في مجتمعهم ويحظون برعاية اكبر من ذويهم