أكد الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن قضية استعادة أو إعارة تمثال رأس الملكة الفرعونية نفرتيتى سيتم حسمها خلال اللقاء الذى سيعقد بين الجانبين بعد غد الثلاثاء عقب وصول مديرة متحف برلين إلى القاهرة للتفاوض. وقال حواس إن مصر ستقدم كافة المستندات الدالة على خروج رأس التمثال بطرق غير مشروعة وحقها فى استعادته , أو تقديم الألمان ما يثبت خروجه بالطرق القانونية وبمعرفة السلطات المصرية فى ذلك الوقت . جاء ذلك ردا على تصريحات ميشائيل أيزنهاور المدير العام للمتاحف الحكومية في برلين لصحيفة (دير تاجز شبيجل) فى عددها الأسبوعى الأحد , والتي قال خلالها إنه لا توجد مطالب رسمية من مصر لاسترداد التمثال النصفي للملكة نفرتيتي الموجود حاليا في جزيرة المتاحف ببرلين. وأشار أيزنهاور في تصريحاته إلى أن هذه القطعة الأثرية تعد الأكثر شهرة في المتحف الجديد الذي جذب منذ افتتاحه منتصف أكتوبر الماضي أكثر من 150 ألف زائر , مؤكدا استعداد ألمانيا للتعاون في مسألة التأكد من صحة الوثائق المتعلقة بالملكة نفرتيتى. وأعرب عن رغبته في خلق مناخ من الثقة خلال اللقاءات مع ممثلي الجانب المصري , موضحا أن ألمانيا ستضع جميع الوثائق مفتوحة وستسمح للجانب المصري بالإطلاع على ما لديها لتؤكد أنها لا تخفي شيئا. وكانت الأزمة بين ألمانيا ومصر حول رأس الملكة نفرتيتى قد عادت إلى السطح مرة أخرى بعدما كشفت مجلتا (دير شبيجل) الألمانية و(تايمز) البريطانية عن وثيقة سرية تفيد بأن عالم الآثار الألمانى لودفيغ بورشارت خدع المصريين فى مطلع القرن العشرين حول الحقيقة التاريخية لتمثال نفرتيتى ونقله بصورة غير شرعية , وهذه الوثيقة محتفظ بها فى أرشيف المعهد الشرقى الألمانى فى برلين. وتتضمن هذه الوثيقة معلومات تفيد بأن بورشارت - الذى كان ضمن بعثة علمية متخصصة فى التنقيب على الآثار فى مصر - قد خدع السلطات المصرية حول القيمة التاريخية الحقيقة لتمثال نفرتيتى وبالتالى نقلها من مصر إلى العاصمة الألمانية برلين عام 1913 بصورة غير مشروعة.