فى اجواء من الاخوة إستقبل الرئيس حسنى مبارك بقصر السلام بالقاهرة الرئيس محمود عباس "أبومازن" رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، حيث تم بحث تطورات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية والجهود المصرية لوقف التصعيد الإسرائيلى الأخير ضد أبناء الشعب الفلسطينى كما بحث الزعيمان سبل احياء عملية السلام . وقد أطلع "أبومازن" الرئيس مبارك على نتائج جولته الأوروبية التى شملت سبع دول, اختتمها بجنيف، بهدف تخفيف الخناق المفروض على الشعب الفلسطيني و حث الأوربيين على استئناف الحوار مع الحكومة الفلسطينية بصيغتها الجديدة. وكذلك اطلع عباس الرئيس مبارك على نتائج لقائه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت فى القدس. حضر المقابلة السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية ، ومن الجانب الفلسطينى الدكتور زياد أبوعمرو وزير الشئون الخارجية ، والسفير منذر الدجانى سفير فلسطينبالقاهرة ، والدكتور نبيل عمرو المستشار الإعلامى للرئيس الفلسطينى ، والدكتور محمد مصطفى المستشار الإقتصادى ، ونبيل أبو ردينه مستشار الرئيس الناطق الإعلامى الفلسطينى. ومن منطلق علمه بحرص مصر على دعم القضية الفلسطينية ناقش عباس مع مبارك سبل حشد التأييد الدولي لمبادرة السلام العربية في ضوء نتائج القمة العربية الأخيرة في الرياض، مع الإبقاء على شكلها الحالي وعدم الاستجابة لأي ضغوط لإدخال تعديلات عليها ، خاصة فيما يتعلق بحق العودة للاجئين والعودة إلى حدود الرابع من يونيو عام 1967.والذى تؤيده مصر . وتطرق اللقاء الى تطورات الوضع علي الساحة الفلسطينية بشكل عام والوضع الأمني المتفجر في قطاع غزة وكذلك الآفاق السياسية والتحرك السياسي وبحث كيفية إعادة السيطرة الأمنية مرة أخري والعودة إلي التهدئة ، وبخاصة الاوضاع التى فرضت على السلطة منذ مجيء حماس أوائل العام الماضي، وما تبعه من قيود على التدفقات المالية والمساعدات الخارجية للفلسطينيين . وعقب لقاءه مع مبارك صرح عباس بأن قضية الحصار ستجد حلا قريبا على حد قوله ، مشيرا الى ان ذلك قد يتم تدريجيا وبخاصة انه لم يشعر خلال جولته فى اوربا بان هناك اى تعقيدات لديهم ليس بخصوص رفع الحصار المالى فقط ولكن السياسى ايضا . واوضح رئيس السلطة الفلسطينية ان الحل الوحيد لوقف هذه الاعتداء هو عودة الهدوء الشامل إلى غزة ثم الضفة الغربية , وهو ما تم الاتفاق عليه بالفعل، ولكن لسوء الحظ، انتهكته إسرائيل وكذلك الجانب الفلسطيني، مما أدى إلى هذا التصعيد. يذكر أن هناك وفدا امنيا مصريا شبه دائم في قطاع غزة لمتابعة الوضع الفلسطيني -الفلسطيني، والتوسط للتهدئة مع إسرائيل وإنجاح صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين. على جانب آخر التقى رئيس السلطة الفلسطينية فى القاهرة بخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس. وتطرق اللقاء لثلاثة ملفات رئيسية يتقدمها ملف الوضع الداخلي الفلسطيني، أو ما وصفه جبريل الرجوب العضو البارز بحركة فتح " بترتيب البيت الفلسطيني من الداخل." الملف الثاني كان الشراكة السياسة بين حماس وفتح ومستقلين في أعقاب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ودعم وتثبيت اتفاق مكة بين فتح وحماس، الى جانب مسالة الاستقالة التى قدمها وزير الداخلية الفلسطيني هاني القواسمي، والتى رفضها إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية قبل أيام. الملف الثالث كان إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، أو المنظمة الأم، التي تحوى كافة الفصائل الفلسطينية، تنفيذا لأحد بنود اتفاق مكة ، خاصة بعدما تردد أن حماس تحاول ضمان منصب قياديا لها بالمنظمة وليكن نائب الرئيس، بما يفسره البعض بأنه محاولة من حماس لممارسة نفوذ عند أي مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. كذلك تطرق لقاء عباس ومشعل لصفقة تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي في ضوء القائمة التي قدمتها حماس لإسرائيل لمبادلة أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بالأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز لدى فصائل فلسطينية منها الجناح العسكري لحماس. وفى هذا الاطار ناقش الطرفان وسائل فك الحصار الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وكيفية تفادى ما تردد انه اجتياح إسرائيلي وشيك لقطاع غزة ردا على هجمات بصواريخ القسام انطلقت من غزة مؤخرا، والتي جاءت بدورها ردا على قتل إسرائيل لعدد من الفلسطينيين في الضفة وغزة الايام القليلة الماضية . كما أن هناك فصائل بالمنظمة ترفض التعامل مع إسرائيل أو الاعتراف بالاتفاقات الموقعة معها بما في ذلك اتفاقية أوسلو ورغم أن هذه المحادثات سعت إلى التوصل لتفاهمات حول هذه الملفات، فإنها لم تنجح في إزالة تباين المواقف السياسية بين الحركتين , فقد اتهم مشعل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بعرقلة صفقة تبادل الأسرى التي تتناول مبادلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة بمئات من المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال. أما عباس فقد دعا حماس إلى التعجيل بإنهاء صفقة التبادل التي تتم بوساطة مصرية. من ناحية اخرى حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من أن استمرار الحصار الاقتصادي والسياسي على الفلسطينيين سيؤدي إلى انفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. جاء ذلك عقب لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى امس السبت موضحا إن الحظر الاقتصادي لا يزال مفروضا بعد أن علق الفلسطينيون آمالا كبيرة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قبل شهريْن. وحث مشعل الدول العربية والإسلامية على دعم الفلسطينيين لأنهم على وشك الانفجارمشددا على ان الدول العربية هي التي يجب أن تبادر برفع الحظر. ومن المقرر ان يجمع لقاءا آخر الطرفين عباس ومشعل في دمشق أوائل مايو، لتحديد المسؤوليات فيما يتعلق بإعادة هيكلة منظمة التحرير، على أن يلتقي الجميع في القاهرة بعد عدة أسابيع لوضع اللمسات النهائية في هذا السياق.