بدأت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في إرسال إشارات لمركبتها الفضائية الصغيرة "سبيريت مارس" في محاولة أخيرة لانتشال المركبة العالقة في رمال الكوكب الأحمر وإعادتها للأرض. وتحاول الوكالة الأمريكية من خلال أجهزة التحكم الأرضي إرجاع المركبة للوراء في الاتجاه الذي أتت منه وذلك بتحريكها سنتيمترات قليلة في كل محاولة، وقد تستمر المحاولات حتى فبراير/شباط 2010، حيث من المقرر أن تجرى مراجعة سنوية للبرنامج. وتعد"سبيريت"احدي مركبتي فضاء فاقتا كل التوقعات وتعملان الآن للعام السادس بعد انتهاء مهمتهما التي لم تكن تتجاوز ثلاثة أشهر والمتمثلة في استكشاف سطح المريخ لنقل اكتشافات مهمة عن احتمالات وجود مياه على الكوكب الأحمر. وكانت المركبة "سبيريت" قد تغلبت على عقبات لم يكن أحد من العلماء يتوقع أن تتمكن من اجتيازها، لكنها تعطلت عندما اصطدمت في ابريل/نيسان بكتلة صخرية وعلقت عجلاتها في تربة لها قوام مسحوق " التلك" - وهو مسحوق سيليكات الماغنيسيوم ويتميز بنعومته الشديدة- ومنذ ذلك الحين والعلماء عاكفون في مختبرات الدفع النفاث في كاليفورنيا لإيجاد حل لهذا المأزق. ومما زاد الموقف تعقيدا، وجود حافة صخرية ناتئة تحت قاع المركبة ما قد يتسبب في حدوث شرخ في قاعها. وفي حال فشل ناسا في تحرير المركبة، قد يضطر العلماء لتركها في موقعها، مع التركيز على إجراء الأبحاث في ذلك الموقع حتى تفقد المركبة قدرتها على العمل. وكانت المركبة "سبيريت" قد هبطت على سطح المريخ في الثالث من يناير/كانون ثان عام 2004، وأعقبتها نظيرتها "أوبرتيونيتي" بعد ثلاثة أسابيع. ومنذ ذلك الحين تمكنت المركبة التي لا يتجاوز حجمها حجم عربة الجولف، بتزويد العلماء بمعلومات مهمة عن تاريخ المياه والسوائل على الكوكب الأحمر، وقد تمكنتا من إرسال 250 ألف صورة والسير مسافة تزيد على 13 ميلا. ولا تزال المركبة الأخرى "أوبرتيونيتي" بحالة جيدة وتتحرك باتجاه فوهة بركان إنديفور لمهمة استكشاف رابعة.