شدد قداسة البابا شنودة الثالث -بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- على ضرورة البحث والتحرى حول مدى صحة تصاريح الزواج الصادرة خاصة للذين سبق لهم الزواج من قبل للوقوف على مدى تطابقها وتعاليم الإنجيل. جاء ذلك رداً على سؤال لفتاة تقول فيه: تقدم لى شاب مُطلق.. فما رأى قداستكم.. هل يحل لى الارتباط به، مع العلم بأنه حاصل على تصريح من الكنيسة بالزواج. وأضاف البابا شنودة إذا كان هذا التصريح من الكنيسة ويتوافق مع تعاليم الكتاب فيُمكنك الزواج، ولكن يُفضل ضرورة التأكد من مضمون هذا التصريح وهل هذا الطلاق كان بسبب المرأة أو بسبب الشخص ذاته، وذلك من خلال عرض كافة الأوراق على المجلس الإكليريكى للتأكد من صحة هذا التصريح. جاء ذلك على هامش مُحاضرة الأربعاء الأسبوعية لقداسة البابا شنودة من الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة، وذلك بعد عودته من رحلة علاجية ورعوية بالولايات المتحدة استمرت نحو ثلاثة أسابيع. وكان الشعب والآباء الأساقفة والآباء الكهنة فى استقبال البابا شنودة بالتصفيق والهتافات، وقاموا بتقديم التهنئة له بمناسة مرور 47 عاماً على تسميته أول أسقف للتعليم الدينى. وحول "خدمة الكهنوت" أكد البابا شنودة على عدم إجازة المرأة لهذه الخدمة، لأن قوانين الكنيسة لا تسمح بذلك، مُشيراً فى ذلك إلى المكانة الكبيرة التى تحتلها المرأة بشكل عام فى حياتنا، ولكن كل إنسان له اختصاصه، فمثلاً السيدة العذراء مريم بالرغم من المكانة العالية التى تميّزت بها دون النساء، إلا أنها لم تقم بأى عمل من أعمال الكهنوت لأنه ليس من اختصاصها. وقد ذكر البابا شنودة مثالاً مُشابهاً لهذه الواقعة، عندما أرادوا تعيين شجرة الدر حاكماً لمصر وبعثوا برسالة للخليفة العباسى لكى يعتمد الأمر، فقال لهم إذا كان الرجال قد عدموا عندكم فارسلوا لنا حتى نشيع لكم رجلاً.. جاء ذلك رداً على سؤال يقول: ما رأى قداسة البابا إذا قامت إحدى الفتيات بقراءة بعض قراءات القداس وهل قوانين تسمح بذلك .. ؟ ورفض البابا شنودة أى مُشاركة من قبل الطوائف المسيحية الأخرى فى نطاق عمل الكنيسة الأرثوذكسية حتى ولو كان فى صورة أنشطة مثل الكورال أو المسرح وخلافه، بل ورفض مُشاركة خدام الكنيسة الأرثوذكسية التى تضمن تعاليمهم أفكاراً مُنحرفة تخالف تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، مُحذراً من أن تمتد وتتطور وتصبح الأمور صعبة. وأوضح البابا شنودة بأن الشهوة هى أعمق من الرغبة، وأن الشهوة ليست هى المقصود بها فقط الشهوة الجسدية، بل هناك صوراً مختلفة للشهوة، منها شهوة العظمة وشهوة الانتقام وشهوة القتل.. إلخ .. على سبيل المثال عندما وقع الشيطان فى شهوة العظمة وأراد أن يكون كرسيه فوق كواكب الله.. جاء ذلك رداً على تساؤل يقول: ما الفرق بين الشهوة والرغبة..؟ وفى سياق قضايا الزواج طالب البابا شنودة كل من الشاب والفتاة بإقناع الأهل من أجل الحصول على موافقتهم كضرورة لاتمام عملية الزواج فيما بينهما، مؤكداً على أنه لايمكن اتمام الزواج دون موافقتهم.. جاء ذلك رداً على سؤال لفتاة تقول فيه: إننى أحب شاب وهو يُحبنى لكن أهله وأهلى غير موافقين ..؟ وقد أثنى البابا شنودة على أحد الحاضرين الذى جاء وزوجته لسماع كلمة منفعة منه بالرغم من مرور 3 أيام فقط على زواجهما، مُتمنياً لهم دوام الحب بينهما ونموه يوماً بعد يوم، والعمل على حل المشاكل فيما بينهما دون توسيع دائرة الخلاف بينهما بتدخل الآخرين. كانت محاضرة اليوم بعنوان "كيف تربح النفوس" والتى تضمنت كيفية التحدث مع الآخرين بمختلف أعمارهم واختلاف ثقافاتهم، مع الأخذ فى الاعتبار آداب الحديث والتعامل والوقت المُناسب للحديث، وعدم الدخول فى جدل شائك لا يفضي إلى نتيجة، بل وعدم الدخول فى خصوصيات الآخرين، ومُحذراً من أسلوب التحقيق فى الحوار، مع تفضيل أسلوب المحبة وطيبة القلب والوداعة فى الحديث وعدم فرض الرأى على الآخرين.