بعد مرور ثلاثين عاما علي ميلادها كمدينة, وبعد عام من تحويلها إلي محافظة تعاني مدينة السادس من أكتوبر الموت البطيء.. وهي في سن الشباب بعد حالة الإهمال العمدي التي أصابتها فضلا عن سوء التخطيط وتردي الخدمات وغياب الرؤية لدي المسئولين حول مستقبلها. فنقلوا إليها بكل النجاح جميع المشكلات التي تعاني منها القاهرة الكبري بداية بمشكلات النظافة مرورا بضيق الشوارع الجانبية وازدحامها وانتشار المخلفات البنائية وتردي الخدمات وغياب الأمن وصولا إلي انعدام الأفكار الإبداعية لمستقبل المدينة. كشفت الجولة التي قامت بها تحقيقات الأهرام بالمدينة حقيقة الوضع وخلاصة الجولة تتلخص في أن القبح والعشوائية والإهمال وسوء الإدارة تم نقلها بنجاح منقطع النظير من القاهرة الكبري إلي المدينة الوليدة وإليكم التفاصيل. وخلال الجولة تشعر أن القائمين علي إدارة المدينة قد تعودوا علي القبح والتشوه المعماري والعشوائية وغياب النظافة, وما يؤكد ذلك عدة شواهد منها أن هناك مجموعة من المحلات التجارية تحيط بمبني الجهاز بشكل معماري سيئ وأرصفة متهالكة, وأيضا الحديقة الضخمة التي تحيط بالجهاز تكدست بها القمامة وسوء التخطيط, ولم يقم أحد من رؤساء الجهاز حتي الآن بتطويرها واستغلال مساحتها الشاسعة. وبشكل عام فإن سكان المدينة ينقسمون إلي قسمين الأول سكاني الكمبوند وهي عبارة عن قطع أراض مساحتها بين10:100 فدان يحيطها سور ضخم تضم فيلات وشققا فاخرة, وقد تم توفير جميع الخدمات لهم. أما القسم الثاني فهم من حصلوا علي قطع أراض من خلال القرعة ويحصلون علي خدمات بشكل جيد جدا في أحياء السابع والثامن والأول وغرب سومد, والمتميز أما سكان أحياء الثاني, والثالث, والرابع, والخامس فهم يعانون مشكلات المياه والصرف وسوء الطرق والنظافة في حين يعاني باقي السكان خاصة في أحياء السادس, والثاني عشر, والحادث عشر, والعاشر الإهمال في المواصلات الداخلية وخدمات الصرف والمياه والنظافة وغياب الأمن خاصة من جنوب الأحياء, ومشروع إبني بيتك ويكفي أن نذكر أن نسبة المخالفين لشروط تراخيص البناء أو استخدام الوحدات السكنية بدون مبالغة يزيد علي90% منهم نحو85% من العقارات بدون جراج, حيث حولت الجراج إلي وحدة سكنية أو مقهي أو مخزن أو محل تجاري أو حضانة. وبدت الشوارع تكتظ بالسيارات. وهناك قطع أراض حصل عليها أصحابها منذ أكثر من13 عاما ومتروكة للحيوانات الضالة والجهاز يغض الطرف عن سحبها في حين لا يتواني في سحب قطع أخري لمن ليس لهم ظهر علي حد قول أحد السكان. يقول محمد السيد موظف يقطن في منطقة جنوب الأحياء أن المواطنين يشعرون بأنهم يعيشون في مكان أبعد ما يكون عن أعين المسئولين في إشارة إلي غياب عمليات النظافة وانتشار الحشرات والقوارض وزيادة عدد الحفر في الشوارع سواء الرئيسية. في حين يقول عادل أحمد موظف ويقطن بحي البشاير إن غياب دوريات الأمن في المنطقة جعلها تعتمد بشكل أساسي علي البوابين وهم غير مؤهلين لحماية الأهالي من عمليات السرقة التي أصبحت ظاهرة في المدينة بالكامل. في حين يري حمادة إسماعيل موظف أن المحافظ لم ينفذ وعوده في توفير سيارات للنقل الداخلي حيث مازالت تلك الأحياء تعتمد بشكل أساسي علي التوك توك مجهول الهوية والذي يقوده وإما أطفال أو شباب أصحاب سوابق ومسجلين خطر, وإما سيارات رفع نقل غير آدمية, وتسبب مضايقات للسيدات من قبل السائقين. هذا ما رأيناه وسمعناه من المواطنين فماذا كان رد رئيس الجهاز؟ وكعادة أي مسئول يستقبلك بعرض الانجازات, حيث يقول المهندس مجدي فرحات رئيس جهاز مدينة6 أكتوبر إن مشروع ابني بيتك عنوان التنمية بالمدينة خاصة أن حصتها من المشروع تبلغ42 ألف قطعة تمثل47% من المشروع تم تسليمها للمواطنين مع نهاية العام الحالي. وقبل أن يتطرق رئيس الجهاز إلي الحديث عن هذا المشروع طرحنا عليه المشكلات التي يعانيها المواطنون من عدم وجود مرافق سواء كانت مياه شرب أو كهرباء فخلال جولة تحقيقات الأهرام للمشروع تقابلنا مع أبوالنور أحمد محاسب الذي قال: استلمت قطعة أرض مساحتها150 مترا من مشروع ابني بيتك لتكون بمثابة استقرار دائم لنا ولأولادنا, ولكن المسئولين يريدون وأد هذا المشروع القومي, حيث تسلمت قطعة الأرض إلا أنه عندما أراد البناء لم يجد مياها فلجأ لتأجير خزانات فارغة للمياه ثم يملؤه بحوالي250 جنيها لكل تانك مياه في مشروع ابني بيتك.. هذا وليس حالي بل حال جميع السكان ولكن المسئولين يقولون إن المياه نحصل عليها مجانا. ويشير محمد حسن موظف ومتقدم بمشروع إبني بيتك أن المشكلة تكمن في عدم وجود سائقين من قبل الجهاز لتقديم المياه كما يقول المسئولون, ولكن أحب أن أقول إن كل دور تقوم ببنائه يتم صرف مبلغ يتراوح بين400 إلي500 جنيه مياه فقط تقوم بشرائها من الأهالي, وأن التكلفة الإجمالية للقطعة الواحدة تتكلف حوالي12 ألف جنيه خرسانة وطوب والمباني وهذا بخلاف التشطيب. ويضيف لقد اضطررت لبيع سيارتي الملاكي مع حلي زوجتي لكي استفيد من الدعم وأحصل علي طن الحديد الإضافي ولكن رغم كل ذلك فإن من تقدم للمرحلة الثانية للحصول علي الدعم منذ3 شهور لم يحصل عليه أحد! أشار رئيس جهاز مدينة6 أكتوبر إلي أن كل مرحلة من مراحل المشروع ابني بيتك كان يتم تسليم القطعة وعليها نسلم المياه في المرحلتين الأولي والثانية, إلا أنه بسبب العشوائية كان يتم تكسير وصلة المياه, لذلك أصدر وزير الإسكان توصياته بتسليم قطعة الأرض بدون وصلة المياه, وعندما نشرع في البناء نحصل علي المياه مجانا. وهناك تغذي خزانات المواطنين مجانا بالمياه. وعندما توجهنا علي أرض الواقع بالمشروع اتضح لنا عكس ما يقال تماما. ومن ناحية أخري يوضح رئيس الجهاز أن المقاولين هم يختلقون المشاكل ويستغلون الوضع في رفع الأسعار سواء كانت في مواد البناء المتمثلة في حديد التسليح, والأسمنت, والزلط, والرمل.. أما في مرحلة التنفيذ, وعلي أرض الواقع فتظهر المشاكل كالتداخل في الحدود بين كل قطعة والقطعة المجاورة ومشاكل المعاينة لتقديم دعم المرحلة الأولي. ويشير مجدي فرحات رئيس جهاز6 أكتوبر إلي أن مرحلة الدعم تتم علي ثلاث مراحل, وكنا مطالبين بتشكيل لجان معاينة كبيرة جدا حتي يحصل المستفيدون علي الدعم, وفيما يتعلق بالوجود الأمني فهناك حملات مستمرة وتم التعاقد علي إنشاء3 نقاط شرطة أمنية في شكل كرفانات من أجل الوجود المستمر الدائم للشرطة. وبالنسبة للنقل الداخلي يشير رئيس الجهاز إلي أنه يتم طرح مناقصة علي النقل الداخلي لتنفيذ11 خطا لربط المدينة بوسط المدينة مثل التحرير والعتبة ورمسيس بواقع200 أتوبيس. وحول مخالفات شروط البناء واستغلال الجراجات في مشروعات تجارية اعترف رئيس الجهاز بوجود الظاهرة موضحا إنه سيتم تقنين الوضع دون إزالة, أي أن أصحاب المشروعات التي أقيمت بشكل مخالف سوف تستمر ولكن مع دفع الغرامة المقررة لذلك.