أنهى جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط زيارته الأخيرة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية الجمعة دون التوصل لتسوية لقضية إنشاء المستوطنات الاسرائيلية والتي من شأنها تسهيل اجتماع اسرائيلي فلسطيني ووضع أساس لاستئناف محادثات السلام المعلقة. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بعد اجتماع ميتشل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في وقت سابق بعد ظهر الجمعة وذلك بعدما اجرى محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في القدس " انتهت هذه الجولة المكوكية دون اتفاق". كانت تلك هي المرة الثالثة التي يلتقي فيها ميتشل ورئيس الوزراء الاسرائيلي في محاولة للتوصل لاتفاق بشأن تجميد جزئي ومؤقت لعمليات انشاء المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية. كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اشترط ضرورة التجميد الكامل لبناء المستوطنات لعقد أول لقاء يجمعه ورئيس الوزراء الإسرائيلي المتشدد نتنياهو الذي تقلد المنصب منذ نحو ستة أشهر. كما جعل عباس تجميد نشاط البناء شرطا لاستئناف محادثات السلام المعلقة منذ العام الماضي عندما خاضت إسرائيل حملة الانتخابات التشريعية. كان مسئولون إسرائيليون قالوا في وقت سابق إن نتنياهو مستعد لقبول إرجاء عمليات البناء لمدة تصل إلى ستة أشهر، باستثناء بناء ثلاثة آلاف شقة في عدد من المستوطنات اليهودية القديمة والتي ستتواصل أعمال البناء فيها. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان نتنياهو وافق خلال لقاء الجمعة على مد تجميد عمليات الانشاء عدة أشهر، غير أن عباس رفض هذا العرض خلال محادثاته مع ميتشل. غير أن عريقات قال"إن الرئيس عباس لن يوافق على حل وسط في مسألة المستوطنات". والتقى ميتشل ثانية مع نتنياهو بعد ظهر الجمعة عقب العودة من رام الله وقبيل ساعات من بدء عطلة بداية السنة العبرية الجديدة والتي تستمر يومين التي تبدأ مع غروب شمس اليوم. كان اجتماعان سابقان لنتنياهو وميتشل في وقت سابق هذا الأسبوع لم ينجحا في صياغة تسوية لتجميد بناء المستوطنات وهو الهدف الذي يتم التفاوض عليه منذ فترة. وتصر الولاياتالمتحدة والفلسطينيون على تجميد النشاط الانشائي لمدة عام، ويصر عباس على أن يكون التجميد كاملا ولا ينبغي يشمل"النمو الطبيعي". غير أن نتنياهو كرر موقفه الذي أعلنه خلال مقابلاته مع وسائل الاعلام قبيل بدء السنة العبرية الجديدة، وقال نتنياهو في مقابلات بثتها القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي أمس الخميس "التجميد بالنسبة لي يعني الوقف الكامل للبناء، أفضل أن أسميه إبطاء البناء". وأضاف "أرغب في المساعدة على الدفع باتجاه تدشين العملية (عملية السلام)، وأريد في الوقت ذاته المساعدة على ضمان الحياة الطبيعية للمستوطنين، فهم أيضا مواطنون إسرائيليون". ولدى سؤاله عن الاجتماع المحتمل مع أوباما وعباس، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي إنه لم يتم الترتيب لعقد محادثات بعد، وقال "لم أطلب عقد اجتماع..ولست أنا من يفرض..شروطا قبل أن يعقد الاجتماع". وأعرب نتنياهو عن استعداده لقبول إقامة دولة فلسطينية "منزوعة السلاح حقا"، مع ضمانات دولية بش`أن الترتيبات الأمنية لإسرائيل، أضاف أن هذه الدولة "يجب أن تعترف بوجود إسرائيل وحقها في الوجود كوطن قومي لليهود".