أكد الرئيس محمد حسنى مبارك أن الأمة الإسلامية فى حاجة الآن أكثر من أى وقت مضى إلى وقفة مع العالم تكشف الوجه الحقيقى للاسلام ، وتدفع عن المسلمين وصمة الرجعية والتخلف والتطرف ، وتقول أن للمسلمين قضايا عادلة ، وأنهم أصحاب حقوق لن يتنازلوا عنها، وأنهم طلاب عدل ودعاة سلام. وقال الرئيس مبارك - فى كلمته التى ألقاها الأربعاء بمناسبة الاحتفال بليلة القدر - "لقد استمعنا للخطاب الذى وجهه الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى العالم الإسلامى من القاهرة ورحبنا به باعتباره فاتحة صفحة جديدة فى علاقات الولاياتالمتحدة والغرب بالمسلمين، ونتطلع مخلصين لأن تشهد هذه المرحلة تعاملا جديدا ومغايرا يقوم على الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وبتجاوب مع القضايا العادلة للعرب والمسلمين". وأضاف سيادته : إننا فى مصر جزء أصيل لا يتجزأ من أمتنا العربية والإسلامية، قضاياها هى قضايانا ، طموحاتها هى طموحاتنا وتجمعنا بها روابط العقيدة والقربى والتاريخى والمصالح المشتركة كما أننا جزء لايتجزأ من هذا العالم لا نملك الانعزال عنه ،ولابد أن نتعامل مع ما يتيحه من فرص ومكاسب ، وما يطرحه من أزمات وتحديات. وشدد على أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس هذه القضايا ، فهى مفتاح السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط ، وهى قضية شعب طالت معاناته، وطال تطلعه لقيام دولته المستقلة ، كما ستظل قلوب المسلمين متعلقة بالقدس الشريف والمسجد الأقصى ( أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبى الخاتم(ص). وفيما يلى نص كلمة الرئيس محمد حسنى مبارك بمناسبة الاحتفال بليلة القدر : فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر .. العلماء الأجلاء .. ضيوف مصر الأعزاء .. الإخوة والأخوات .. "يوشك شهر رمضان على الانتهاء .. بروحانياته وبركاته وفضله .. ونلتقى معا فى رحاب ليلة القدر .. فيها أنزل القرآن هدى للناس .. ليخرجهم من الظلمات إلى النور .. وليتم الله كلماته ورسالاته ونعمته على العالمين ،"يسعدنى أن أشارككم الاحتفال بهذه المناسبة العطرة .. وأن أتوجه بالتهنئة إلى شعب مصر ، وشعوب أمتنا العربية والإسلامية وجالياتهم على إتساع العالم،كما يسعدنى أن أتوجه بالتحية إلى علماء مصر ودعاتها .. ورجال الأزهر الشريف .. رمزا اعتدال الإسلام ووسطيته وسماحة تعالميه . العلماء الأجلاء .. الإخوة والأخوات .. "يأتى احتفالنا برمضان المعظم وليلة القدر .. ولايزال العالم الإسلامى فى مواجهة تحديات عاتية .. يأتى بعضها من خارجه .. والبعض الآخر من بين أبنائه . يشهد العديد من دوله وشعوبه أوقاتا صعبة .. ما بين صراعات مسلحة وخلافات وتشرذم .. وأمثلة عديدة للانقسام فى منطقتنا العربية وخارجها .. بين أبناء البلد الواحد ..والشعب الواحد. "لقد بدا عالمنا الإسلامى خلال السنوات الماضية وكأنه بات مستهدفا فى أوطانه وهويته ومقدرات أبنائه .. ما بين حروب فرضت عليه من خارجه .. ومحاولات تستخف باستقلال إرادته .. وأخرى تتطاول على مقدساته .. تتهم المسلمين بالإرهاب .. وتنسب للاسلام ما ليس له. "إن الأمة الإسلامية فى حاجة الآن أكثر من أى وقت مضى لوقفة صدق ومصارحة تجاه الآخر، ولوقفة مماثلة مع النفس، "وقفة مع العالم من حولنا ، تدافع عن هويتنا ومقدساتنا ،تكشف الوجه الحقيقى للاسلام وصحيح تعاليمه ، تدفع عن المسلمين وصمة الرجعية والتخلف والتطرف، تقول أن لنا قضايا عادلة، وأننا أصحاب حقوق لن نتنازل عنها ، وأن المسلمين طلاب عدل ودعاة سلام. "لقد استمعنا للخطاب الذى وجهه الرئيس الأمريكى باراك أوباما للعالم الإسلامى من القاهرة ، ورحبنا به باعتباره فاتحة صفحة جديدة فى علاقات الولاياتالمتحدة والغرب بالمسلمين ، ونتطلع مخلصين لأن تشهد هذه المرحلة تعاملا جديدا ومغايرا يقوم على الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ،ويتجاوب مع القضايا العادلة للعرب والمسلمين، "سوف تظل القضية الفلسطينية على رأس هذه القضايا ، فهى مفتاح السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وهى قضية شعب طالت معاناته، وطال تطلعه لقيام دولته المستقلة ، ستظل قلوب المسلمين متعلقة بالقدس الشريف والمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبى الخاتم ، وقد آن الأوان لأن تصل الدعوة لقيم الحرية والعدل إلى شعب فلسطين لتنهى معاناته وتقيم دولته ،ولتضع علاقات العرب والمسلمين مع إسرائيل والغرب على مسار صحى جديد. "إن علينا أن نعترف بحاجتنا لوقفة مصارحة مع أنفسنا لنراجع أحوالنا وأحوال عالمنا العربى والإسلامى ، وقفة تتمعن فى جوهر الإسلام وتعاليمه ، تصل ماضى العرب والمسلمين بحاضرهم ومستقبلهم ، تستلهم الإسهام العظيم لأمتنا فى حضارة وتراث الإنسانية ، وتستمد منه المزيد من العزم والثقة. "علينا أن نجيب - بمنطق المصارحة - على تساؤلات عديدة، كيف كانت أمتنا العربية والإسلامية ؟ وكيف هى الآن ؟ وإلى أين تمضى؟. "يؤكد لنا القرآن الكريم أننا أمة واحدة ، ويحذرنا من عواقب الفرقة والانقسام ، فهل هذا هو حالنا اليوم ؟ وهل حان الوقت لننهى خلافاتنا ونلتف حول ما يجمعنا لا ما يفرقنا ؟ كى نتحدث بصوت واحد دفاعا عن قضايانا ومصالح دولنا وشعوبنا، لقد نزلت أولى آيات القرآن فى مثل هذه الليلة المباركة فكانت دعوة للقراءة والتعلم وإعمال العقل ، دعانا الإسلام للسعى والاجتهاد وإتقان العمل ، نهانا عن الغلو والتطرف ، ودعا لمكارم الأخلاق، فأين عالمنا الإسلامى الآن من كل ذلك ؟ فى معاملاتنا وسلوكنا وثقافة مجتمعاتنا. "إن ثقتنا بالله دون حدود ، نؤمن بحكم كتابه ، وبالسنة المطهرة لنبى الإسلام ، صلوات الله وسلامة عليه ،نعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، ونعلم أن أمتنا العربية والإسلامية إنما تنهض بنهوض دولها وشعوبها ، ونوقن بقدرتها على تحقيق ذلك ليس بالتواكل أو التمنى ، وإنما بفكر وسواعد أبنائها. "تلك هى المسئولية المشتركة لأوطان أمتنا وشعوبها ،وتلك هى الأمانة التى يتحملها دعاتنا وعلماؤنا وكتابنا ومفكرونا ، ننشر الوعى بما دعا إليه الإسلام من القيم والمبادىء السامية ، نربط تعاليمه السمحة بشواغل الناس ومشكلاتهم وتطلعاتهم ، نستمد منها ما يعينهم فى حركة الحياة ويدفع بهم إلى الأمام ، ونعمل معا يدا بيد لنحقق نهضة دولنا وشعوبنا لنكون - بحق - خير أمة أخرجت للناس. "لدينا طموحات مشروعة نمضى فى تحقيقها يوما بعد يوم , لا تشغلنا قضايا الداخل المصرى عن قضايا أمتنا ، نتمسك بهويتنا العربية وننفتح على العالم من حولنا ، نستلهم مبادىء الإسلام وجوهر تعاليمه ، ونحاصر قوى التطرف أيا كانت ، نسعى لصالح وطننا وأمتنا ، وننشد الخير للجميع. "ندعو الله فى خشوع هذه الليلة المباركة ، أن يحفظ مصر بلدا آمنا ، وأن يقى شعبها عثرات الطريق، وندعوه سبحانه أن يوفقنا - عربا ومسلمين - فى جمع شملنا وتوحيد كلمتنا ، وأن يسدد على الطريق خطانا إنه سميع قريب مجيب الدعوات. كل عام وأنتم بخير .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..