كشفت حركة حماس عن اعترافات بعض أعضاء الأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة الفلسطينية بالمسئولية عن محاولة اغتيال رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية إسماعيل هنية في 14 ديسمبر الماضي أثناء عودته من مصر عبر معبر رفح بين قطاع غزة والأراضي المصرية بالإضافة إلى اعترافات أخرى باستهداف موكب الوفد الأمني المصري بقيادة اللواء برهان حماد أثناء عمله في إنهاء التوتر بالأراضي الفلسطينية في 15 مايو الماضي. الاعترافات عبارة عن شريطَين مسجَّلين أوضح الشريط الأول اعترافات جهاد علي حسين- أحد أفراد حرس رئيس السلطة- التي قال فيها إن أحد زملائه ويُدعى إبراهيم محمود خطاب أخبره أنه يجب منع هنية من العودة إلى قطاع غزة بسبب الأموال التي يحملها. وأضاف أنه حدثت بعض المشكلات مما دفع بعناصر من حماس إلى الدخول للمعبر فيما اجتمعت قيادة حرس الرئاسة مع الحاج مصباح البحيصي- قائد حرس الرئاسة بالقطاع- وتابع قائلاً: استنفروا الشباب وأرسلوا قوةً على المعبر لاغتيال هنية أو منعه من الدخول حتى لا تصل الأموال لكتائب القسام - الجناح العسكري لحماس- ويسيطروا على قطاع غزة . وقال إن المخطط كان يعتمد على أن يدخل هنية للمنطقة الفلسطينية وبعد ذلك تحدث اشتباكاتٌ بين حرس الرئيس وحرس هنية واشتبكوا وفشلت العملية مضيفًا أن خطَّاب طالبه بالانضمام إلى العملية إلا أنه رفض وقال لا دخل لي مشيرًا إلى أن قيادات الحرس الرئاسي اجتمعت بعد فشل العملية في مقر المنتدى الرئاسي بغزة مع محمد دحلان المستشار السابق لرئيس السلطة لشئون الأمن القومي واتفقوا على ضرورة اغتيال هنية بأية وسيلة. وقد أسفرت تلك العملية عن مقتل عبد الرحمن نصار أحد مرافقي هنية وإصابة أحمد يوسف المستشار السياسي لهنية في يده مما أدى إلى بتر أحد أصابعه وإصابة عبد السلام النجل الأكبر لهنية برصاصة في الوجه. أما في الشريط الثاني فتظهر اعترافات رياض سالم سكر أحد جنود جهاز الأمن الوطني التابع لرئاسة السلطة أيضًا والذي أكد فيها تورُّطَ رئيس العمليات في الجهاز العقيد محمود أبو شريف في عملية إطلاق النار على الوفد الأمني المصري الذي كان يصحبه وقتها ممثلون عن السلطة والحكومة وعدد من الفصائل الفلسطينية من بينهم ممثلون عن حماس وفتح كذلك يوضح الشريط أيضًا اعترافات ماهر الزيناتي- أحد جنود الأمن الوطني في مركز شرطة العباس غرب غزة- والذي قال إنه شارك في عملية إطلاق النار على موكب الوفد الأمني المصري. وأدى الحادث إلى سحب مصر وفدها الأمني من قطاع غزة مشترطةً تحسن الأوضاع الأمنية في القطاع لكي تعيده وقد أثار ذلك الحادث انتقاداتٍ فلسطينيةً حادَّةً بالنظر إلى الدور البارز الذي لعبه الوفد الأمني المصري في تهدئة الوضع السياسي والميداني في القطاع طوال الفترات التي سبقت مواجهات يونيو الماضي. من جهتها جدَّدت اليمن رغبتها في الوساطة بين حركتي حماس وفتح لإنهاء الأزمة الحالية في الأراضي الفلسطينية. وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن مبادرة بلاده التي عرضتها الأسبوع الماضي على الحركتين لا تزال مطروحةً أمام الفلسطينيين ليتحمَّلوا مسئولياتهم في رأب الصدع فيما أجرى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اتصالاً هاتفيًّا مع الرئيس المصري بحَثَا فيه الوساطة اليمنية وكيفية توحيد الجهود العربية من أجل التوصل إلى تسوية للوضع الفلسطيني المتوتر. وكانت حركة حماس قد عبَّرت عن تأييدها للمبادرة اليمنية التي تدعو إلى اعتماد اتفاق القاهرة في العام 2005م واتفاق مكةالمكرمة في العام 2007م كمرجعية للفلسطينيين تؤدي إلى إعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية إلى جانب إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية على أسس وطنية وهي نفس البنود التي تستند إليها المبادرة العربية الروسية التي رفضها رئيس عباس في إطار رفضه كل جهود الوساطة بين الجانبين. وفي تصريحات لافتة طالب أحمد يوسف- المستشار السياسي لرئيس حكومة الوحدة- رئيسَ السلطة بتقديم استقالته للسماح بمجيء قائد فلسطيني أكثر قدرةً على حكم الشعب الفلسطيني بدلاً من عباس صاحب الشخصية الضعيفة. وقال يوسف- بحسب جريدة الشرق الأوسط - إن عباس سمح لشخصيات من فتح بالتفاوض مع حماس بصورة غير رسمية مؤكدًا أن جهود الوساطة هذه لم تُسفر حتى الآن عن انطلاقة فيما يتعلق بجسر الهوة بين الجانبين. على الصعيد الميداني اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني الليلة الماضية 7 فلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية. قالت مصادر في الجيش الصهيوني إنه تم اعتقال أحد الشبان الفلسطينيين على حاجز عسكري قرب قرية الجبع قضاء رام الله بحوزته سكين.