ابن إسنا، أبرز المحطات في حياة الدكتور محمد الجندي بعد تعيينه أمينا للبحوث الإسلامية    محمد عبدالعزيز: بعض مقترحات «الصحفيين» حول الإجراءات الجنائية تحققت بالفعل    الأزهرى: مفهوم التصوف مشوش ويحتاج لكشف المعنى الصحيح    سماعات طبية لضعاف السمع.. وتطبيق للتواصل مع الخدمات    أول تعليق من نجيب ساويرس على أزمة الفقاعة العقارية (فيديو)    خطوات حجز شقق الإسكان الجديدة.. متاحة الآن (فيديو)    مياه أسوان: استبدال خطوط الصرف الصحي والمياه في القرى المتأثرة بالمحافظة    مصر تدين تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وتحذر من حرب إقليمية شاملة    8 محترفين في قائمة منتخب مصر لمواجهتي موريتانيا وغموض موقف حجازي    فانتازي يلا كورة.. دياز وجاكسون "الكروت" الرابحة في الدوري الإنجليزي    السيطرة على حريق الإنتاج الإعلامي، ومدير الأمن ل فيتو: ماس كهربائي السبب (فيديو)    تفاصيل الدية الشرعية المدفوعة من عباس أبو الحسن لأهالي السيدتين المتهم بدهسهما على المحور    مدى مصر والصحفيين الفلسطينيين يحصدون جائزة هيكل للصحافة العربية 2024    إعلام إسرائيلي: بدء اجتماع المجلس الأمني والسياسي الإسرائيلي    تفاصيل الحلقة 7 من «برغم القانون».. إخلاء سبيل إيمان العاصي    صناع فيلم "الحب كله": النار أكلت الحى الشعبى وانتقلت للإسلامى    خالد الجندي: بعض الناس يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبى    «صحة مطروح»: قدمنا 93 ألف خدمة طبية منذ انطلاق مبادرة بداية جديدة    فتح باب التسجيل للنسخة الثالثة من منتدى مصر للإعلام    "المصريين": مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل تتويج لجهود الدولة    تروي ديني: دياز سيكون رجل ليفربول الأول بعد رحيل صلاح    رسالة خاصة من تريزيجيه ل أحمد فتحي بعد اعتزاله    محافظات ومدن جديدة.. تفاصيل منظومة إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم    إسرائيل صنعت «البيجر» بنفسها ثم فخخته    غارة إسرائيلية عنيفة تستهدف محيط مستشفى مرجعيون الحكومي جنوبي لبنان    أستاذ فقه يوضح الحكم الشرعي لقراءة القرآن على أنغام الموسيقى    Natus Vincere بالصدارة.. ترتيب اليوم الرابع من الأسبوع الأول لبطولة PMSL للعبة ببجي موبايل    إعلام بنها ينظم ندوة "حياة كريمة وتحقيق التنمية الريفية المستدامة".. صور    لأول مرة.. شراكة بين استادات الوطنية والمتحدة للرياضة واتحاد الكرة لتدشين دوري الأكاديميات    السجن 10 سنوات للمتهم بتهديد سيدة بصور خاصة بابنتها فى الشرقية    عاجل - حماس تطالب الجنائية الدولية باعتقال قادة الاحتلال: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في لبنان وغزة    الإحصاء: 21.5 مليار دولار صادرات مصر لأكبر 5 دول بالنصف الأول من 2024    "أزهر مطروح" يطلق "فاتحة الهداية" بالمعاهد التعليمية ضمن مبادرة بداية    نتيجة تنسيق كلية شريعة وقانون أزهر 2024/2025    حصوات الكلى: المخاطر وطرق العلاج الممكنة تبعًا لحجم الحصوات    محكمة برازيلية تبقى على الحظر المفروض على "X" لعدم امتثالها لطلبات القاضى    مهرجان مالمو للسينما العربية يعلن عن مواعيد الدورة الخامسة عشرة    تعيين قائم بأعمال عميد "فنون تطبيقية بنها"    الجيش الإسرائيلي يطالب سكان منطقة البقاع الموجودين داخل أو قرب منزل يحوي أسلحة لحزب الله بالخروج خلال ساعتين    قبل XEC.. ماذا نعرف عن متحورات كورونا التي حيرت العلماء وأثارت قلق العالم؟‬    الجيش الأردني يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة محملة بواسطة طائرة مسيرة    تصالح فتاة مع سائق تعدى عليها فى حدائق القبة    وكيل الأوقاف بالإسكندرية يشارك في ندوة علمية بمناسبة المولد النبوي الشريف    العين الإماراتي: الأهلي صاحب تاريخ عريق لكن لا يوجد مستحيل    جامعة الجلالة تحصل على الاعتماد الدولي IERS لبرنامج تكنولوجيا العلاج التنفسي    وزيرة التنمية المحلية تلتقي بنقيب أطباء أسنان القاهرة    وزير الصحة: النزلات المعوية بأسوان سببها عدوى بكتيرية إشريكية قولونية    وزير المالية: فخورون بما حققناه جميعًا.. حتى أصبح البنك الآسيوي أسرع نموًا    الرئيس السيسي يهنىء قادة السعودية بذكرى اليوم الوطني    قطع أثرية مقلدة.. رحلة مباحث القاهرة للإيقاع بعصابة المشاغبين الستة    حبس سيدة بتهمة سرقة رواد البنوك بزعم مساعدتهم    محافظ المنوفية: مبنى التأمين الصحي الجديد أسهم في تخفيف الزحام والتكدس وصرف الأدوية    شوبير يكشف أسرار عدم انتقال سفيان رحيمي للأهلي.. موسيماني السبب    ضبط تشكيل عصابي نصب على المواطنين في القاهرة    تشييع جنازة اللواء رؤوف السيد بمسجد الثورة بعد صلاة العصر    علي جمعة: ترك الصلاة على النبي علامة على البخل والشح    تفاصيل عزاء نجل إسماعيل الليثي.. نجوم الفن الشعبي في مقدمة الحضور (صور)    حالة الطقس اليوم الاثنين 23-9-2024 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حالة حوار
نشر في أخبار مصر يوم 08 - 08 - 2009

عمرو عبد السميع : مساء الخير واهلا بكم فى حالة حوار حلقة اخرى من سلسلة الانتماء فى هذا البرنامج البعض سالنى لماذا حلقات الانتماء الان بالذات ؟ الايجابة ببساطة شديده لاننا وطن فى مرحلة تحول وفى مراحل التحول التاريخيه الكبرى يفقد البعض بوصلاتهم وتتوه بعض المعايير وتغيب بعض المفاهيم علشان كده احنا بنحاول ان نحيى ثقافة الانتماء من جديد نحاول تصحيح المسار نحاول ان ننشر هذه الثقافة من جديد لانها ليست اقل اهميه من رغيف الخبز او طعم الحريه النهارده انا بستضيف اديب كبير جدا علشان يكلمكم عن معنى الانتماء معنى ان يذوب الفرد فى الوطن ومعنى ان يصبح الوطن صورة لهؤلاء الذين يحييون على ارضه ويا ايها الشاب الجميل حب بلدك حب وطنك دا الحب بعده مستحيل
فاصل ( اغنية لام كلثوم مصر تتحدث عن نفسها )
د/عمرو عبد السميع : اسمحوا لى اولا ان ارحب بضيفى وضيفكم الاديب الكبير الاستاذ جمال الغيطانى وارحب بابنائى وبناتى شبات وشباب مصر واهلا وسهلا بكم استاذ جمال فى هذه السلسله من الحلقات عن الانتماء لابد انى انا اشرح لكل ضيف من ضيوفى الحقيقة كيف بدانا ؟ لقد بدانا بمجموعه من الكتابات والاراء والتعليقات والافكار نشرها شباب على المواقع الالكترونيه وعلى مدوناتهم بيتحللو فيها مع كثير من الاسف من الرابطة الوطنيه سالنا ناس كتير ايه سبب الظاهرة دى ؟ اللى قالنا غياب تكافؤ الفرص واللى قالنا غياب المساواه واللى قالنا التبطل والتعطل عن العمل واللى قالنا عدم الاشباع الجنسى وتاخر الزواج واللى قالنا مفيش تعليم كويس واللى قالنا المحسوبيه والرشوه والفساد ولكن قبل ثورة 1952 وفى عصر الظلم الاجتماعى وسيطرة الاقطاع لم تكن هذه اللهجة موجوده بعد هزيمة 1967 الطاحنة وجو الاكتئاب والاحباط العام لم تكن هذه الثقافة موجوده ايه اللى خلاها موجوده دلوقتى ؟
جمال الغيطانى: يعنى انا فى تقديرى الصورة ممكن تبدوا مفزعة لكن هو نوع من الوجه الاخر للحب يعنى الحب القاسى كما نسميه يعنى ساعات الام تغضب على ابنها فتدعى عليه وتقول اكره اللى يقول امين انت واخد بال حضرتك يعنى من الغيظ روح جادتك داهيه
د/ عمرو عبد السميع: وتكره من يؤمن
جمال الغيطانى:وتكره من يؤمن لان هى مش من قلبها هو فيه مشكله حقيقيه فى المجتمع لكن انا لا اتخيل ان فيه مصرى والمصريين بالذات هفكر حضرتك بقصة سنوحى سنوحى دا كان ظابط كبير فى فى البلاط الملكى ايام الفرعون فى الدولة القديمة نفاه على جزيرة كريت يعنى على بعد يجى 500 كيلو كده اقرا توسلاته علشان يرجع هو عايز يدفن فى مصر المصريين وحضرتك عشت بره فترة طويله شوفوا انتمائهم للاكل يعزمك يروح يجيب ملوخيه من اخر الدنيا علشان الاكل ذاكرة الاكل وطن
د/ عمرو عبد السميع:يقولك هاكلك اكل مصرى
جمال الغيطانى: هاكلك اكل مصرى اذنا فكرة الارتباط بمصر انا لا اتصور انها متخلله لما الام بتقسوا على ولادها والاب بيقسوا على اولاده ما هو ساعات بيطفش لكن هل معنى كده ان هو بينخلع من جذوره بيجرى ويطفش هى دى بدايه المشكله شوف المجتمع المصرى بدا من السبعينات هو انا بحدد السبعينات بالتحديد ولعلك تذكر انى انا واحد من اللى استشعروا الخطر فى فترة مبكرة جدا عندما كتبت قصة ذكر ما جرى فى سنه 74 وتخيلت فيها بيع مصر فى مزاد علنى يعنى انا كان خيالى شاطح حتى انا قلت اياميها ان المتر وصل سعره 300 جنيه
د/ عمرو عبد السميع:كنت متصور ان دا بقى سقف الدنيا يعنى ؟
جمال الغيطانى:كنت متصور ان دا سقف الدنيا دلوقتى فى قطعة ب300 الف لكن هى القصة جت فزعى من ايه؟ ان بعد حرب اكتوبر حسيت ان الامور لا تثير متسقه مع الذى قدر لى ان اشهده وانا عايز اقول لحضرتك واقول للشباب اللى انا عشته فى حرب اكتوبر وفى حرب الاستنزاف لم يعرف لم ينقل الى الناس شوف رغم كل كل اللى اتكتب ده عن حرب اكتوبر حرب اكتوبر حالة انا عايشاها من يوم الحد الصبح وقبل كده حرب الاستنزاف ما نوقلش للناس
د/عمرو عبد السميع:الحد الصبح يعنى الحد الذى يلى السبت 6 اكتوبر 73
جمال الغيطانى: ليه ؟ لانى ما كنش فيه صحفيين على الاطلاق كجزء من التمويه ما هو لو القوات المسلحة دعت كل الصحفيين الطرف الاخر هيحس ان فيه شىء مش طبيعى فدعونا ورجعونا فالمهم ان من يوم الحد الصبح من ساعة ما شفت العلم على الضفة الشرقيه والحاله دى نفضة مصر لما بيحصل فيها حاله من طب ليه الروح دى لم تستمر ؟ ليه الاعداد الدقيق المتقن لحرب اكتوبر لم يستخدم فى بناء المجتمع المصر بعد ذلك؟
د/ عمرو عبد السميع:هى دى المسافة تقريبا ما بين ادارة القوات المسلحة وادارة رجال الاعمال قلنا المسافة ايه ؟
جمال الغيطانى: المسافه انوا يعنى نصر اكتوبر استثمر فى اتجاه غير اللى دارت من اجله التضحيه ومن اجله الحرب لانوا لو تلاحظ حضرتك الدعوة الى الانفتاح الاقتصادى والتى سماها استاذنا بهاء الدين الانبطاح مش الانفتاح
د/ عمرو عبد السميع:الانفتاح سداح مداح؟
جمال الغيطانى: الانفتاح سداح مداح خلينا افكرك نرجع شويه بالذاكرة علشان نفهم ايه اللى بيحصل يعنى انا فاكر مثلا فى كمية اعلانات ظهرت فى الفترة دى مع ظهور شركات جديدة كانت بتنافس القطاع العام يقولك مثلا ايه حطم حمامك تحطيما كسر السيراميك لان فيه شركات سيرميك جديده انسف حمامك نسفا اتنين احذر ماء النيل كان فيه صوت مهيب كده خطير يشعرك بالخطر بيحذرك من الشرب من النهر النهر اللى هو عماد وجود مصر ليه ؟ لان شركات الميه اللى ثبت بعد كده انها لا مياه معدنيه ولا حاجة دخلت السوق فى مصر وبدا التنافس بينها ووصل الامر ان احنا النهارده ان ما بنشربش غير الميه : : واخد بال حضرتك مجموعه اشياء كده بدات تظهر بدل ما مثلا شركة المحلة للنسيج والغزل اشى كانبنى بدات اللغة العربية تتراجع بدا ظهور طبقة جديدة ثم حدث اخطر ما حدث فى مصر انقلاب القيم تغيير القيم ايه تغيير القيم ؟ ودا انا عبرته عنه فى اكتر من عمل انا عايز اقول الادب لم يتخلى الحقيقة كان سباقا انا بقول لو قرا نجيب محفوظ جيدا قبل يونيو كان ممكن نتفادى كارثة 67 لان كل اسباب الهزيمة هو كان شايفها كان كاشفها بصيرة الكاتب بتشوف فاللى حصل بدا انقلاب القيم القيمة كانت ايه فى المجتمع المصرى ؟ العلم انا والدى كان رجل بسيط وكادح بذل جهد رهيب جدا علشان يعلمنا انا واخواتى وطلع واحد مهندس فى القوات المسلحة ومحاميه دا الفرحة يقولك انا نفسى اشوفك وتاخد الشهاده الكبيرة لاغاية الدكتوراه اللى بتحملها حضرتك ظهرت قيمة تانيه وبالتحديد مع بدا الانفتاح فى زمن الرئيس السادات هى القيمة انت معاك كام ؟ بتساوى كام ؟ وليس مهما كيف جاء هذا الكم طبعا دا بدا يتصاعد لغاية ما وصل الامر الى التوحش اللى يعنى مثلا فى هذا الوقت فى السبعينات كان ممكن يسال رجل الاعمال التانى يقولوا انت راكب ايه دلوقتى يقولوا مثلا خنزيرة
د/ عمرو عبد السميع: وزلموكه وتمساح
جمال الغيطانى: حاليا الوضع اختلف يعنى بسالوا بعض انت طيارتك ايه ؟ فايقولوا فالكون او ماسبير او ايه عدد الطيارات الخاصة اللى فى مطار القاهرة الان يتجاوز ال100 طائرة اكتر من كل اسطول شركة مصر للطيران
د/ عمرو عبد السميع: كيف اثر ذلك على الانتماء ؟
جمال الغيطانى: اه ماهو لما انقلبت القيم يعنى اصبح مفيش قيمة العلم يعنى خد مثلا طه حسين كل العباقرة اللى انجبتهم مصر فى الزمن الملكى اللى كان فيه فقر وكان فيه تذكر حضرتك فى الاربعينات كان فى حالة من الحفاء
د/ عمرو عبد السميع: الحفاء الجرب ؟
جمال الغيطانى: يمكن ولادنا اللى قاعدين دلوقتى ميعرفوش يعنى ايه جرب؟ يعنى كان منتشر فى المجتمع المصرى مرض جلدى وفيه بين شعر عربى شهير جدا بيقول فما تتركنى بالوعيد كاننى الى الناس مطلى بيه الكر اجرب يعنى كان الشعب المصرى فى ذلك الوقت روحه الانتمائية متوسمه بتاثير ثورة 19 انا عايز اقول حاجة حتى فى الفترة اللى كانت فيها تبدوا الحدود متميعه ما بين الاوطان كان الاحساس بمصر موجود خد عندك الكتب اللى اتكتبت عن الفضاء المصرى بعد دخول العرب الى مصر الفضاء المصرى اللى فى كنزى المقريزى اى كتاب تاريخ يبقى لازم يبتدى يقولك فضاء المصرى ثورة 19 بثت فى المصريين روح وطنيه كبيرة جدا وبدانا نرجع للجذور فى العمارة بتلاقى العمارة الفرعونيه بدات تظهر عثمان بيه باشا محرم ضريح سعد كلية الهندسة فى جامعة اسكندريه سيد درويش محمد عبد الوهاب ام كلثوم حدث اهم شىء للجماعة الوطنيه الدين لله والوطن للجميع هذه الصيغة بعد 73 بدات تهدا للاسف ودا اخطر ما تواجهه مصر الان ليه ؟ لانوا تبدل القيم يعنى مثلا انتى معاك كام ومش مهم : : نمرة اتنين بدات ظاهرة خطيرة الان واخده مداها انسحاب الدولة من حياة الناس مصر مينفعش ان الناس تشعر فيها ان الدولة منسحبه لازم الدولة تبقى شايفانى وانا شايفاها يعنى اللى نايم فى حلايب على اقصى الحدود المصريه لازم يحس ان محمد حسنى مبارك شايفه مش بمعنى الديكتاتور لا بمعنى الرعايه
د/ عمرو عبد السميع: بمعنى الحوار ؟
جمال الغيطانى: بالظبط كده لكن انا النهارده لما بيطلع مسئول ويقولى ماليش دعوة بالتعليم الدولة هتنسحب من التعليم الدولة هتنسحب من الصحة وهتبقى للمستثمرين
د/ عمرو عبد السميع:استاذ جمال انا مازالت ارواح مكانى كيف اثر ذلك مباشرتا على الانتماء ؟
جمال الغيطانى: ما هو كل دى اسباب انا هقول لحضرتك على حاجة كنا بنسخر منها زمان او الصحفيين كانوا بيسخروا منها كان فيه حاجة اسمها القوى العامله بعد الشاب ما يتخرج من الجامعه بيجيلوا جواب بيقولوا انت هتتعين فى كذا صحيح ممكن يبقى مهندس ويعينوه فى الزراعة انما كانت بتحل القضية بالنسبه للشباب يا سيدى اعتبرها اعانو بطاله اعتبرها بوكيت مانى يعنى مصروف جيب للشاب هذا انتهى اللى بيحصل ان جميع الشباب الان الذين يتخرجون بلا مستقبل انت ماشى بنظام تعليم لا يناسب المؤسسات الاقتصاديه الجديده اللى ظهرت فى المجتمع
د/ عمرو عبد السميع: لازم يحصل اعادة تاهيل للشاب علشان يقدر يشتغل
جمال الغيطانى: طيب انت مثلا بتيجى النهارده بتقول لشاب درس الحقوق ما تعيد تاهيل نفسك وتروح تشتغل فى قريه سياحيه جرسون طب ما تجهزوا كا جرسون من الاول انت ليه بتكلف الدولة مصاريف وليه؟
د/ عمرو عبد السميع: يعنى جرسون ملم بالقانون يعنى؟
جمال الغيطانى:انا عايز اقول فكرة فقدان الامل حضرتك بتكلمنى عن الانتماء الانتماء يعنى حب الوطن يعنى التضحية من اجله كمان لازم الوطن يدينى حقى العمليه رايحة جاى العمليه مش حب من طرف واحد
د/ عمرو عبد السميع: اكيد
جمال الغيطانى: لما يبقى الامل مفقود فى وظيفة لما يبقى سن الجواز تجاوز ال 35 وال40 ومفيش امل فى الجواز
د/ عمرو عبد السميع: يعنى لا اشباع مالى ولا اشباع نفسى ولا اشباع بيولوجى
جمال الغيطانى: دا انا عايز اقول ان ده من الاشياء البشعة وقدرته محدودة نتيجة ده ان كثير من الشباب بيروح للموت اما انوا بينتحر فعلا لانوا مش لاقى شغل واما بيكون صيد سهل للتيارات المتطرفة موجوده فى المجتمع هذه التيارات كمان احد العناصر المهمة فى اضعاف فكرة الوطن ليه ؟ لان ايدلوجية الجماعات الاصوليه التى تعمل
د/ عمرو عبد السميع: يبقى ما بين العقيده السياسية او العقيدة الفكرية ؟
جمال الغيطانى: اللى بتشتغل تحت ستار الدين مفيهاش فكرة الوطن فيها فكرة الامه طب هتلى حدود الامه دى فين ؟ يقولك الامميه الاسلاميه وليس الوطنيه المصريه
د/ عمرو عبد السميع: دى مكان دى؟
جمال الغيطانى: وظهرت فى مراحل خطيرة يعنى مثلا الاخوه فى حماس لما اقتحموا الحدود المصريه ورفعوا العلم الفلسطينى على بعض المواقع داخل الاراضى المصرية ظهرت مقالات تحيى هذا التصرف انا العلم الفلسطينى جزء منى حته من قلبى لكن مكانه فى فلسطين مش على الارض المصريه حاجة تانيه نقطة تانيه يعنى يعنى انا لاحظتها فى الفترة الاخيرة حزب الله وانا بين قوسين بتحفظ على حكاية حزب الله ديه ربنا مالوش حزب
د/ عمرو عبد السميع: يبقى احنا حزب ايه ؟ حزب الشيطان بقى ولا ايه؟
جمال الغيطانى: يعنى التسمية نفسها ملتبسه لما فجاه اكتشفنا واللى اعلن هذا رجل قانون فاضل ومن افضل من تولوا المنصب الاستاذ المستشار عبد المجيد محمود
د/ عمرو عبد السميع: النائب العام المستشار عبد المجيد محمود
جمال الغيطانى: انى فيه مجموعة ضبطت جايه من لبنان بتسرب اسلحة لحماس بحجة دعم المقاومة من الاراضى المصريه والى اخر القصة تمام انا هنا فوجئت باقصى صور عدم الانتماء بصراحة افاجا بلاقى اسماء كبيرة ومفكرين محترمين انا شخصيا بحترمهم على المستوى الشخصى يبرر ما حدث الذى اقدم عليه السيد حسن نصر الله بحجة انوا بيساند المقاومة طب يا سيدى ما تساندها من لبنان
د/ عمرو عبد السميع: انا متحفظ على حكاية مفكر دا ممكن اسميه مبرر اصل مفكر ده لابد ان يكون نتاجه نتاجا اوابداعه ابداعا ايجابيا يصب فى النهايه فى مربع الوطنيه فى مربع الارتباط فى مربع المصالح بتاعة هذا الشعب انما مينفعش يبقى شغال كده منه لنفسه
جمال الغيطانى: المشكله هو مش شغال منه لنفسه هو شغال وفقا لاتجاه فكرى دى مسلماته
د/ عمرو عبد السميع: هل تعتقد انوا ارتباط فكرى ولا ارتباط مصلحى ؟
جمال الغيطانى:الاتنين طبعا الاتنين ويمكن فى بعض الحالات المحدده اللى بتدور فى ذهنى وفى ذهنك دلوقتى المصلحة بتغلب عليها
د/ عمرو عبد السميع: الحقيقة مش حالات محدده انا شايف ان كل الحالات اللى حضرتك بتكلم عليها
جمال الغيطانى:انا عايز اسال سؤال لو استعدنا الستينات والخمسينات كان حد يجرؤ مش بيجرؤ بمعنى الخوف كان حد يجرؤ انوا يخطر على باله ان تبرر لقوه سياسيه من خارج مصر انها تشتغل من خلال الارض المصريه وفى نفس الوقت تجد من يدعم هذا
د/ عمرو عبد السميع: كانت ثقافه اخرى وكانت تربية اخرى
جمال الغيطانى: تمام تعال نشوف التربيه الاخرى اللى كانت بتؤدى لى كده اولا ان الوطن اياميها كان بيوفر الحد الادنى لكل واحد بمعنى ان مثلا فى فرصة تعليم متوفرة للجميع مفيش الخلطة بتاعة التعليم اللى موجوده دلوقتى جامعة بريطانية وجامعة فرنسيه وجامعة المانيه والجامعات نفسها بقت تجارة وبعدين انت عارف المصريين مغرمين بالاسماء يقولك اكاديمية العلوم المش عارف ايه وتكتشف انها مدرسة ثانوى يعنى حاجة : : والموضوع مستثمر يعنى انا فيه بعض الاسماء لما عرفت تملك المؤسسات التعليميه مالهاش علاقة بالعملية التعليميه بقت مسالة استثمار
د/ عمرو عبد السميع:يعنى اختزال الرسالة بمنطق التجارة ؟
جمال الغيطانى: مره انا كنت فى محافظه فى قبلى عندنا وبعدين لقيت جماعة ناس تجار انا اعرفهم ملهمش علاقة خالص بعملية التعليم وبيطالبوا بانشاء اكاديميه وتحديدا فى سوهاج فبقولهم انتم مالكم انتوا ومال الاكاديميه ؟ انتوا ناس ربنا فتح عليكم وعندكم ملايين وبتشتغلوا فى الخشب والحاجات دى قالولى انت متعرفش حاجة دا اضمن مشروع تعملوا لانى بتاخد المصاريف اول السنة مقدما والربح مقدم انت واخد بالك يعنى فكرة التعليم اصبحت استثمار دا ماكنش موجود فى ذلك الوقت فى نفس الوقت كان فيه الامور صغيره كده تاكلت ومش واخدين بالنا منها هل فيه تحية علم فى الطابور كل يوم الصبح فى المدرسه ؟ انت لما بتدخل المسرح الان هل بتسمع السلام الجمهورى ياسيدى انا فى اوروبا فى فرنسا وفى المانيا بشوف فى بعض الاعياد اللى هى كانت مرتبطة بالصراع بين الدولتين اللى هما دلوقتى عماد الاتحاد الاوروبى فالاجازات الرسميه للانتصارات الفرنسيه على المانيا لم تتغير وفى نفس الوقت ما يرتبط بالذاكرة الالمانيه سيبك من فترة النازى لم تتغير الحفاظ على الذاكرة الوطنية اساسا فى مصر حصل لعب فى الذاكرة الوطنيه يعنى تيجى فى مرحلة تحجب اشياء وبعدين تيجى فى مرحلة تانيه تبرز اشياء بدءا من صورة الملك فاروق اللى كانت بتتمسح دى يعنى
د/ عمرو عبد السميع: يعنى ثنائية الحجب والادراج ادت الى تاكل الذاكرة الوطنيه
جمال الغيطانى:تاكل الذاكرة الوطنية بيؤدى الى نوع من الزاهيمر بيؤدى الى ضعف الانتماء
د/ عمرو عبد السميع:طيب انا عايز اسالك الحقيقة فى مجموعة من الثنائيات تتعلق بيك مباشرتا و وترتبط بمفهوم او منطق او ثقافة الانتماء انت اتولدت فى جيهنه فى محافظة سوهاج وعشت فى الجماليه فى الازهر ارتباطك بالمكانين دول اثر على فمرة ارتباطك بالوطن ازاى ؟ ادى واحد اتنين انت اعتقلت سنة 1966 ولم تخرج من المعتقل الا فى مارس سنة 1967 ايضا انت اشتغلت مراسل حربى لاخبار اليوم غطى حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر التجربتين دول اثروا على فكرة الانتماء عندك ازاى ؟ تلاته الثنائية الاخيرة بقى انت فى ادبك فى نسقين النسق الاول هو نسق الوطنيه نسق الارتباط بالمكان نسق الارتباط بالارض والنسق التانى هو نسق الصوفيه حيث لا ارتباط لا بالمكان ولا بالزمان قدرت توقف ما بين الاتنين دول ازاى ؟
جمال الغيطانى:فيما يتعلق بالجمالية وجيهنه دول وجهين من الوجوه المصريه مصر جاتها جاليات كثيرة جدا على فكرة احنا عايشين فى اغنى بلد فى العالم ثقافيا
د/ عمرو عبد السميع:الشباب حاسس بالكلام ده ؟
جمال الغيطانى:يعنى اذا ماكنش حاسس دا مش ذنبه
د/ عمرو عبد السميع:ذنب مين ؟
جمال الغيطانى:ذنب اللى بيحط مناهج التعليم
د/عمرو عبد السميع: هل تيسر ليك انك تقعد مع حد من اللى بيحطوا مناهج التعليم ؟
جمال الغيطانى: انا اشتركت فترة فى مناهج اللغة العربيه اللجنة اللى بتوضع مناهج اللغه العربيه انا كنت عضو فيها
د/ عمرو عبد السميع: قعدت قد ايه ؟
جمال الغيطانى: قعدت سنه وبعدين اكتشفت انى انا اللى بقوله ما بيمشيش هما بيمشوا المساله بطريقة بيروقراطيه يعنى هضربلك مثل انت المفروض علشان تحبب الطلبه فى اللغه العربيه فالمفروض تقرر عليهم اجمل النصوص اللى موجوده ها فيجيى مثلا فى اللجنة يقولك ان الدكتور فلان الفلانى دا عيان وحالته المعنوية سيئة جدا والنبى نقرر على الطلبه الكتاب بتاعه السنادى جبر خاطر يعنى
د/ عمرو عبد السميع:مؤسسة رعاية اجتماعيه يعنى مش مؤسسه تعليميه؟
جمال الغيطانى: حاجة زى كده مثلا الدكتور شوقى ضيف علامة كبير جدا فيقرروا الكتاب اللى هو من اضعف كتبه اللى عمله علشان يترقى بيه لان الناشر
د/ عمرو عبد السميع: اللى هو ايه بقى ؟
جمال الغيطانى: الكتاب كان على شوقى لان الناشر ليه مصالح مع الوزارة يعنى مسائل الطالب يا عينى بيعقد فيها فانا مكرهتش فى حياتى كلمة زى كلمة المقرر وكنت مرعوب انوا يقرروا رواية من روياتى على الطلبه لانوا هيكرهوها مش هيحبوها كان فيه انا اذكر فى مدرسة عبد الرحمن كادخدا فى الجماليه
د/ عمرو عبد السميع:امال انت عايز الشباب يتعامل مع ادبك ازاى ؟ يروح باختياره الحر يشترى من المكتبه
جمال الغيطانى: هو الشباب دلوقتى محتاج مقرر ولا محتاج حد يقولوا دا هما يعرفوا اكتر منى
د/عمرو عبد السميع:بيتعاملوا مع ادبك ازاى ؟
جمال الغيطانى:بيقروا بيعرفوه من خلال الانترت
د/ عمرو عبد السميع: بيفهموا لغتك انت لغتك صعبه ؟
جمال الغيطانى: لا بيفهموها
د/ عمرو عبد السميع:اصل انا شايف ان فيه مشكلة لغة برده يعنى سواء النسق اللهم هما اصطعنوه اللغة الخاصة بتاعتهم دى اللى يقولك مش عارف ايه كلش ومش عارف ايه والحاجات دى وسواء استخدامهم اللغة الاجنبيه كبديل
جمال الغيطانى:انا بعتقد بالنسبه ليا انا واصل يعنى انا بقابل شباب كتير جدا الزينى بركات مثلا تذكر حضرتك لما صدرت فى سنة 70 كان فيه ناس كتير بعتبروها صعبة لغويا وغنائيا لانها كانت جديدة دلوقتى بقابل الشباب يعنى قريها وفاهمها احسن من النقاد شباب صغيرين على فكره احنا منظلمش الشباب احنا معانا خامه مش موجوده فى اى بلد المسئوليه تقع على اللى مش عارف مفاتيح الخامه دى او اللى بيهمل هذه الخامه اللى ما بيدوهمش الامل ايدهم الفرصة وايدهم الامل فى المستقبل هتلاقى عندك 100 زويل وهتلاقى عندك 100 نجيب محفوظ وطه حسين طب هقول لحضرتك حاجة افترض ان طه حسين النهاردة جه الظروف نفسها اللى احنا عارفينها وانت بتكلمنى عن جيهنة وعن الجماليه طيب هقدم فى الكليه مش هاقبل ليه اسالنى حضرتك ليه ؟
د/ عمرو عبد السميع : ليه ؟
جمال الغيطانى: هقولك مستواه الاجتماعى لا يسمح تذكر الشاب اللى انتحر لانوا غير لائق اجتماعيا فيه كليات مهمة لا تقبل الان ابن ماسح الاحذية على سبيل المثال بينما ابن ماسح الاحذية وابن العامل الفقير بالتاكيد ممكن يكون عنده اخلاقيات
د/عمرو عبد السميع : او ملكات
جمال الغيطانى:او ملكات دا هو دا الاساس لكن انا النهاردة هنا المبدا اللى ارساه الانفتاح انت معاك كام تساوى كام ؟ يجيى النهارده واحد معاه مليار واخد بالك يشوف اشهر واحده فى السوق ماركه هو بيتجوز ماركه بيتجوز ماركه واحده مشهورة كبيرة جدا هو مع فكرة ايه انا اللى خد دى يعنى كل الناس بتحلم بالماركة دى
د/ عمرو عبد السميع : زى ما بيلبس هدوم سينيه مثلا وحاجات كده لازم يتجوز واحده سينيه برده
جمال الغيطانى: ماركه ويصرف عليها 50 ، 60 مليون جنيه واحد تانى يتجوز مره واتنين وتلاته واربعة وخمسه وسته وسبعه وتمانيه وتسعه وبعدين تعصلك معاه واحده فيصرف عليها 2 مليون دولار علشان كده يعنى مش عايزين نتكلم فى حاجات موجوده قدام القضاء طيب ما هو شعور الشاب الذى لا يستطيع ان يجد غرفة لكى يتزوج فيها جواز حلال ولا الشاب بيخطا ولا : : عايز يعيش عيشه حلال يؤمن حياته لما يسمع ان فيه واحد كلف فرحه 50 مليون جنيه مما دعا الريس لانوا يقول بطلوا فشخره لا دى مش فشخره دى جريمه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.