تضم 42 عضوا.. رئيس مجلس النواب يعلن تشكيل لجنة خاصة لدراسة برنامج الحكومة    بمعدل نمو 59%.. بنك QNB يربح 13.74 مليار جنيه في 6 أشهر    محافظ الجيزة يتفقد الأسواق والسلاسل التجارية والمخابز البلدية في أبو النمرس    قبيل انعقاد قمة الناتو.. الرئيس الأوكراني يلتقي بمسؤولين من بولندا    بعد تقديم استقالته.. ماكرون يطلب من رئيس الوزراء الفرنسي البقاء في منصبه    عمرو جمال يقود هجوم فاركو أمام الداخلية    أحمد الجندي وسارة سمير يحملان علم مصر في افتتاح أولمبياد باريس    "بعد تصريحات الكومي المثيرة".. قصة مباراة أُلغيت بعد استبدال سيارة الإسعاف بنقل موتى (صور)    ضبط عنصر إجرامي بحوزته 6 كيلو مخدر آيس قيمتها 3 ملايين جنيه    علا رشدي ونادين خان والقط ضيوف ليالي ميدفست السينمائية ببورسعيد    تفاصيل مشاركة الدي جي الكندية بلونديش في مهرجان العلمين    هذا ما يحدث لجسمك وعقلك عند تناول الباذنجان    انقطاع المياه عن مغاغة والعدوة بالمنيا    وزير الأوقاف يستقبل رئيس جامعة سوهاج لتهنئته بتوليه منصبه الجديد    وزير الشؤون النيابية: "الحوار الوطني آلية فعالة وأبواب الحكومة مفتوحة لجميع المواطنين"    بالأسماء.. وزير الأوقاف يعتمد 13 واعظة جديدة بالشرقية    تكليف لجنة التنظيم المركزية والشؤون القانونية للتحقيق في الفيديو المسرب لحزب الوفد    رسميًا.. جدول امتحانات الدور الثانى 2024 لصفوف النقل محافظة الجيزة (التفاصيل)    تغلب على يوفنتوس؟ رومانو: مارسيليا يقترب من الاتفاق مع يونايتد لضم جرينوود    تأهيل 20 من خريجي المدارس الفنية الفندقية بجنوب سيناء لسوق العمل    ليلة العمر قلبت غم| وفاة عروسين في نهر النيل.. فيديو    استعلم الآن برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 عبر الموقع الرسمي (رابط مباشر)    مجازاة مدير مدرسة ومسؤولة شؤون طلاب ببني سويف لعدم إخطار طالبة برسوبها    تعديل قواعد وإجراءات التعامل على الأوراق المالية غير المقيدة بجداول البورصة المصرية    لمواجهة الباعة الجائلين.. وضع نقطة شرطية في منطقة عزبة السوق ببنها    مكتبة الإسكندرية تناقش مستقبل التعليم في عصر الثورة الرقمية    تعرف على موعد صيام عاشوراء 2024 والادعية المستجابة    بالفيديو.. النائب علاء عابد: حققنا نقلة كبيرة في مجال البنية التحتية في عهد السيسي    صحة القليوبية: التعاقد مع التأمين الصحي على بعض الخدمات المقدمة للمرضى ب المستشفيات    تراجع عدد النساء المنتخبات داخل البرلمان الفرنسى    علاء عابد ل"اكسترا نيوز": ملف النقل شهد نقلة كبيرة فى عهد الرئيس السيسى    المنيا: ندب الطب الشرعي لتشريح جثة خمسيني عثر عليه في حالة تعفن في سمالوط    محافظ شمال سيناء يتفقد المخازن اللوجستية لمساعدات غزة فى مدينة العريش    شيخ الأزهر لسفراء الدول العربية والإسلامية بتايلاند : عليكم مسؤولية كبيرة في فضح الانتهاكات التي يتعرَّض لها أبناء غزة    وزير الصحة يصدر قرارا بشأن صرف العلاج المجانى للمترددين على العيادات الخارجية    مستشار رئيس وزراء المجر: زيارة أوربان لروسيا وأوكرانيا كانت لبحث إمكانية وقف إطلاق النار    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره فى غارات إسرائيلية على بلدة القليلة جنوب لبنان    تعليق مُثير من كوكوريا على «لمسة اليد» أمام ألمانيا في يورو 2024    الكشف على 1385 حالة في قافلة طبية مجانية ضمن «حياة كريمة» ببني سويف    شبانة: الأهلي يتخذ قراره النهائي بشأن عمار حمدي    القبض على عاطلين سرقا مشغولات ذهبية من داخل مسكن بالسلام    لمواليد برج الدلو.. ماذا يخبئ شهر يوليو لمفكر الأبراج الهوائية 2024 ؟ (التفاصيل)    تقرير لجنة الخبراء يؤجل محاكمة المتهمين في فساد وزارة التموين ل5 سبتمبر المقبل    حزب الأمة القومى السودانى: مؤتمر القاهرة فتح باب الحوار بين السودانيين    كامل الوزير: حان الوقت لإزالة كافة التحديات والمعوقات التي تواجه توطين صناعة السيارات    مواجهة جديدة بين الأرجنتين وكندا في كوبا أمريكا 2024    طارق الشناوي يكشف تطورات صادمة عن أزمة شيرين عبدالوهاب: تتعرض لعنف وسادية    28.6 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم جوازة توكسيك في 5 أيام عرض (تفاصيل)    وزير الرياضة يكشف آخر مستجدات التحقيق في أزمة أحمد رفعت    الأرصاد الجوية تكشف تفاصيل حالة الطقس من اليوم حتى السبت المقبل .. اعرف التفاصيل    تنسيق الجامعات 2024، كل ما تريد معرفته عن كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان    عقب قصف مدرسة للنازحين.. الكويت تطالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه في غزة    الجارديان: إسرائيل متهمة بمحاولة تقويض اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة    "توافر".. تفاصيل خدمة رسمية لتوفير الأدوية الناقصة (رابط وبيانات)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8-7-2024 في المنيا    احتفالات الأطفال بالعام الهجري الجديد.. «طلع البدرُ علينا»    دعاء في جوف الليل: اللهم يا صاحب كل غريب اجعل لنا من أمورنا فرجًا ومخرجًا    هل العمل في شركات السجائر حرام؟ مبروك عطية يجيب (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إصرار إسرائيل علي يهوديتها
نشر في أخبار مصر يوم 02 - 08 - 2009

هناك إلحاح إسرائيلي متصاعد‏,‏ مؤخرا‏,‏ علي انتزاع اعتراف عربي فلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية‏,‏ ورفض عربي فلسطيني حاد‏,‏ وإن بدا أقل صخبا لفكرة يهودية إسرائيل‏.‏ ويركز البعض علي التأثيرات المحتملة لهذا الاعتراف علي الناحية الديمغرافية وكذلك علي السيادة علي الأرض للفلسطينين داخل إسرائيل‏(‏ عرب إسرائيل‏),‏ وهو في الحقيقة جزء صغير جدا من الحقيقة‏,‏ إذ إن قضية يهودية إسرائيل تشكل خطرا أكبر بكثير من البعد الديمغرافي‏.‏
فهو يعني أن الفلسطينيين والعرب تجاوزوا نهائيا قضية الاعتراف بوجود إسرائيل من عدمه وأن خيار التسوية قد أصبح شبه نهائي لا تعارضه إلا قوي سياسية ودينية محدودة‏.‏
وقد بقيت إسرائيل‏,‏ منذ نشأتها عام‏1948,‏ دون دستور‏,‏ لأن إصدار دستور يعني حسم أهم قضيتين خلافيتين‏,‏ وهما الهوية‏(‏ دينية علمانية‏)‏ والحدود التي لم تكن موضع إجماع إسرائيلي أبدا‏,‏ فكانت هناك مدرسة‏(‏ صهيونية الأراضي‏)‏ التي تطمح الي دولة من النهر الي البحر‏,‏ حتي ولو ضمت سكانا عربا‏,‏ و‏(‏الصهيونية الديمغرافية‏)‏ التي كانت تعطي أولوية لنقاء السكان بغض النظر عن الخرائط والحدود‏.‏ ولهذه الأسباب‏,‏ ولأسباب أخري توسعية‏,‏ بقيت إسرائيل منذ نشأتها دون دستور‏.‏
من ناحية أخري‏,‏ فإن قبول إسرائيل كدولة دينية يعني استحضارا غير مسبوق للبعد الديني في الصراع علي فلسطين‏,‏ بكل ما يعنيه ذلك من تبعات خطيرة‏.‏ والخلاف حول يهودية إسرائيل من وجهة نظر قادتها ليس خلافا علي الحقوق أو الحدود‏,‏ بل هو خلاف علي القناعات التي تحكم تأسيس الدولة وقواعد إدارتها‏.‏ واليوم يعود صراع القناعات السياسية ليطرح نفسه بقوة‏.‏
ويري نيتانياهو أنه من المحظور الخلط بين خطوة الاعتراف القانوني من قبل الدول العربية وبين الوضع الجماعي للعرب أو النخبة منهم‏.‏ إذ إن وجود إسرائيل كدولة ذات جوهر يهودي يحتاج الي اعتراف علي مستوي الوعي ليهوديتها‏.‏
فا لاعتراف القانوني بالدول ليس ضمانة لتحقيق اعتراف نخبها علي مستوي الوعي‏.‏ من هنا‏,‏ فإن انتزاع إسرائيل من الدول العربية اعترافا رسميا بيهوديتها من شأنه أن يعرقل فرصها لتحقيق اعتراف عربي علي مستوي الوعي بعدالة وصدق يهوديتها‏.‏
وتحقيق هذا الاعتراف يستوجب أن تكون إسرائيل صادقة في التفسير الذي تمنحه ليهوديتها والوسائل التي تتبعها لتجسيد ذلك‏.‏ وفي الوقت الحاضر هي ليست محقة في أي من هذه الأمور‏.‏ وقد برر نيتانياهو وتسيبي ليفني مطلب اعتراف العرب بإسرائيل كدولة يهودية بالحاجة الي تعزيز للمقاومة لمطلب حق العودة للاجئين الفلسطينيين‏,‏ ولكن كان لليفني تبرير آخر‏,‏ إذ ادعت ليفني أن الاعتراف العربي بيهودية إسرائيل سيساعد علي إسكات مطالب قومية لعرب إسرائيل‏.‏
وهذا التبرير غير صحيح فحتي تكون إسرائيل دولة يهودية‏,‏ ليست هناك حاجة لحرمان العرب الإسرائيليين من حقوقهم الجماعية كأقلية قومية‏.‏ ونود التأكيد علي بعض الزوايا‏.‏ أهمها أن الوثائق التي قبلها القادة الإسرائيليون لم تنص خلال مباحثات السلام مع مصر ومع الأردن‏,‏ ومع الفلسطينيين في أوسلو‏,‏ عام‏1993,‏ علي وضع دولتهم كدولة يهودية أو كوطن لليهود‏.‏
ولم يكن هذا مطلبا إسرئيلي ا علي الإطلاق‏.‏ إن مطالبة نيتانياهو بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية يعقد الأمور ويجهض فرص التوصل الي السلام في المنطقة ويزيد من تعقيد الموقف‏.‏ أشار نيتانياهو في خطابه يوم‏14‏ يونيو الماضي الي أن قرار التقسيم رقم‏181‏ لسنة‏1947,‏ نص علي وجود دولة يهودية ودولة عربية‏.‏
ولم يشر نيتانياهو الي أن القرار‏181‏ ينص علي إقامة دولة عربية علي مساحة‏42.88%‏ من فلسطين التاريخية‏.‏ فهل يقبل نيتانياهو بإقامة دولة عربية‏(‏ فلسطينية‏)‏ علي مساحة‏42.88%,‏ برغم أن الدول العربية وافقت علي إقامة الدولة الفلسطينية علي مساحة‏22%‏ فقط من مساحة فلسطين التاريخية بعد الاعتراف بالقرار رقم‏242‏ وبعد قيام إسرائيل عام‏1948,‏ كان مشروع القرار الأمريكي بالإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية‏,‏ إلا أن الرئيس الأمريكي هاري ترومان شطب بخط يده كلمة دولة يهودية‏,‏ وكتب بدلا منها دولة إسرائيل‏.‏
عموما‏,‏ تعني مطالبة نيتانياهو بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية الآتي‏:‏ إسقاط القرار رقم‏194‏ الخاص بحق العودة‏(5‏ ملايين لاجيء‏)‏ إعطاء إسرائيل المبرر لإبعاد‏1.4‏ مليون فلسطيني من عرب إسرائيل‏.‏ وأن تكون أرض دولة إسراذيل يهودية‏,‏ وأن يكون لعرب إسرائيل‏,‏ وهم أصحاب الأرض الأصليين‏,‏ حق الانتفاع بأرضهم‏99‏ عاما‏,‏ تعود بعدها الأرض لملكية دولة إسرائيل‏.‏
تحديد الشكل النهائي وترسيم الحدود‏,‏ وذلك بتحديد المناطق التي ترغب إسرائيل في تجنب ضمها‏,‏ نظرا للكثافة السكانية الفلسطينية العالية‏,‏ وضم المناطق التي لا توجد فيها كثافة سكانية فلسطينية مرتفعة‏.‏ وذلك للحفاظ علي يهودية الدولة وستكون هناك صعوبة علي إسرائيل للاحتفاظ بأغلبية يهودية في حال استمرار احتلال الضفة الغربية‏.‏ وهو الأمر الذي سيجبر إسرائيل علي فصل سكان الضفة الغربية الفلسطينيين عن إسرائيل‏.‏
ولا يقتصر الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل فقط علي الكيان الدبلوماسي أو السياسي‏,‏ بل باعتبارها الوطن الشرعي للشعب اليهودي‏,‏ وأن صلة الشعب اليهودي بأرض إسرائيل مستمرة منذ‏3500‏ عام‏,‏ والاعتراف بالحق اليهودي في أرض إسرائيل‏.‏ ولا شك أن قرار إسرائيل محو الأسماء العربية لبلدات فلسطينية في إسرائيل ومحو لوحات اتجاهات السير بالعربية والابقاء علي الاسم العبري‏,‏ يدخل في إطار محاولات حكومة نيتانياهو تهويد دولة إسرائيل‏.‏
*الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.