الاهرام 12/2/2008 اعلنت إسرائيل هذا الاسبوع عن فك روابطها الاقتصادية مع غزة وهذا اعلان سياسي لانها شرعت بالفعل في هذه الاجراءات منذ ألغت كود غزة الجمركي في 13 يونيو الماضي مما يحول دون اتمام عميات الاستيراد والتصدير للقطاع وفي وقت سابق كانت قد ألغت الروابط المصرفية مع غزة وفصل غزة عن اقتصاد إسرائيل دون التفاهم علي ترتيبات بديلة هو بمثابة اعلان حرب فضلا عن كونه غير مبرر اخلاقيا ولا سياسيا باعتبار اسرائيل هي قوة الاحتلال في المفهوم الدولي للحالة القائمة في فلسطين. اقتصاد غزة لم يكن في يوم من الأيام قادرا علي الاعتماد علي نفسه, ومعروف ان القطاع هو شريط ساحلي ضيق تبلغ مساحته الاجمالية365 كيلو مترا مربعا بما يعادل7% من أراضي الضفة الغربية ومع ذلك يسكنه1.5 مليون فلسطيني80% منهم يعيشون تحت خط الفقر المقدر هناك ب2,41 دولار للفرد, غزة بها2900 مصنع هي في الواقع ورش بدائية وتمتلك مساحة زراعية لاتتجاوز60 ألف فدان وهي غير قادرة علي تلبية احتياجات السكان لا من المنتجات الزراعية ولا من اللحوم بأنواعها, ولهذا فإن مليون فلسطيني في غزة يعيشون علي إعانات الخارج والتي بلغت في عام2006 نحو1.2 مليار دولار معظمها من الاتحاد الأوروبي هذا بخلاف مايرسله الفلسطينيون بالخارج والمساعدات غير المعلنة, الادلة كثيرة علي عدم قدرة اقتصاد غزة علي العيش والاستمرار بموارده الذاتية.. إسرائيل تفهم ذلك وكذلك القيادات الفلسطينية والمجتمع الدولي. 365 كيلو مترا لن تصنع دولة وأي حديث عن دولة فلسطينية يتجاهل الاقتصاد وحقائقه هو ضرب من الابتذال والخزعبلات السياسية التي ينبغي أن تواجه بالشدة والحزم الواجبين.. الحقيقة الناصعة أمام الجميع ان الدولة الفلسطينية فوق الاعتبارات السياسية والإنسانية والأخلاقية ينبغي أن تمتد من قطاع غزة موصولة بالضفة الغربية حتي يتوافر لها كيان اقتصادي متواضع يحتاج بعد ذلك لعشرات المليارات من الدولارات ليتمكن من إيجاد دعائم تعينه علي الاستمرار, وهذه معضلة اخري تنتظر البحث عن حلول بعد أن يتمكن الفرقاء الفلسطينيون من رؤية الواقع والتفكير سياسيا بما يتناسب مع ما بلغته القضية بعد60 عاما من النكبة. المزيد من اقلام واراء