رد المتشددون الايرانيون على الرئيس الايراني الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني ورئيس "مجلس تشخيص مصلحة النظام" السبت لانتقاده أداء السلطات الايرانية خلال انتخابات الرئاسة في يونيو/ حزيران 2009 والاحداث التي أعقبتها وهو ما يلقي المزيد من الضوء على الانقسامات المتزايدة داخل المؤسسة الدينية الايرانية. وقد إتهم رئيس تحرير متشدد ينظر إليه على أنه مقرب من أعلى سلطة في إيران رفسنجاني السبت بمساندة "الخارجين على القانون" في إشارة إلى المتظاهرين المعارضين وإتهمه رجل دين بارز بإثارة الفتنة في الجمهورية الاسلامية وألمح إلى أنه يجب أن يواجه إجراء قانونيا. وفي تحد واضح للزعيم الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي قال رفسنجاني أن كثيرا من الايرانيين تساورهم شكوك بشأن النتيجة الرسمية لإنتخابات الرئاسة التي جرت في 12 يونيو والتي أظهرت فوز الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية. وأعلن رفسنجاني رجل الدين البارز خلال خطبة الجمعة التي أمها للمرة الأولى منذ انتخابات الرئاسة أن إيران تعيش أزمة منذ الانتخابات التي يقول زعيم المعارضة مير حسين موسوي أنها زورت لصالح الرئيس. كما طالب رفسنجاني الذي يرأس مجلس الخبراء وهو جهاز قوي يملك نظريا سلطة عزل الزعيم الاعلى في خطبته بالافراج الفوري عن المحتجزين الذين القت السلطات الايرانية القبض عليهم في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات كما طالب بتخفيف القيود على حرية الصحافة. ورفض آية الله محمد يزدي أحد حلفاء أحمدي نجاد والعضو بأعلى جهة تشريعية في إيران تعليقات رفسنجاني متهما إياه بزرع الشقاق. ويرى المراقبون أن موقف رفسنجاني القوي سيضعه في صدام مع خامنئي الذي جاهر بتأييد أحمدي نجاد بغض النظر عن دور الزعيم الاعلى المتفق عليه كحكم يسمو فوق الخلافات السياسية. واستغل عشرات الالاف من مؤيدي المعارضة صلاة الجمعة التي أمها رفسنجاني وهو معتدل أيد موسوي في حملته الانتخابية لاظهار أكبر قدر من المعارضة منذ أسابيع. واندلعت الصدامات قرب الجامعة بين الشرطة وأنصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية التي مازال يشكك في نتيجتها. وصورت الحكومة الاحتجاجات الحاشدة التي اعقبت الانتخابات على انها من عمل مخربين محليين او "مثيري شغب" وقوى غربية تسعى للاطاحة بالمؤسسة الاسلامية. وكانت الانتخابات قد اثارت أكبر اضطرابات داخلية في إيران منذ الثورة الاسلامية عام 1979 وكشفت عن انقسامات عميقة بين نخبتها الحاكمة. وقتل ما لا يقل عن 20 شخصا خلال العنف الذي أعقب الانتخابات. وتتبادل السلطات وموسوي الاتهامات بالمسؤولية عن اراقة الدماء. وتمكنت شرطة مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج من السيطرة على مظاهرات الشوارع التي اندلعت في يونيو حزيران لكن موسوي ظل على تحديه. كما زادت من توتر العلاقات بين ايران والغرب وهما على خلاف بالفعل بشأن برنامج طهران النووي. وانتقدت القوى الغربية الاجراءات الصارمة التي تتخذها ايران ضد المحتجين. واتهمتها ايران بالتدخل في شؤونها. وتقول جماعات حقوقية ان مئات من بينهم سياسيون بارزون مؤيدون للاصلاح وصحفيون وناشطون ومحامون لايزالون يقبعون في السجون منذ ألقت السلطات القبض عليهم في أعقاب الانتخابات. إقرأ أيضا: تجدد الاشتباكات بطهران ورفسنجانى يقول ان ايران فى ازمة