يتم اختيار نحو نصف المندوبين الذين سينتخبون رسميا هذا الصيف خلال مؤتمري الحزبين المرشحين الديموقراطي والجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية في نوفمبر في يوم "الثلاثاء الكبير" الذي سيشهد عمليات اقتراع في اكثر من عشرين ولاية. ويتم تعيين 2084 مرشحا ديموقراطيا الثلاثاء ما يفوق بقليل عدد المندوبين الضروري للفوز بالترشيح الديموقراطي الى البيت الابيض وقدره 2025 من اصل 4049 مندوبا سيشاركون في المؤتمر الديموقراطي في دنفر بين 25 و28 اغسطس. اما من الجانب الجمهوري فمن الضروري جمع اصوات ما لا يقل عن 1191 من المندوبين ال2380 الذي سيجتمعون في مينيابوليس-سانت-بول بين الاول والرابع من سبتمبر للفوز بالترشيح الجمهوري للانتخابات الرئاسية. وسيتم تعيين 1081 مندوبا الثلاثاء. ويتبين على ضوء هذه الارقام ان كل الاحتمالات تبقى مفتوحة. ويمكن ليوم "الثلاثاء الكبير" ان ينتج فائزا كما من المحتمل ايضا الا يكون حاسما في مسار الانتخابات. ومن المحتمل ان يعرف الجمهوريون مرشحهم منذ الثلاثاء حيث يتصدر سناتور اريزونا جون ماكين بفارق كبير التوقعات في عدد من كبرى الولايات وفي طليعتها كاليفورنيا ونيويورك لا سيما وان النظام الانتخابي المطبق من الجانب الجمهوري يمنح في غالب الاحيان المرشح الذي يتصدر نتائج ولاية ما جميع اصوات مندوبيها. غير ان الوضع اكثر تعقيدا من الجانب الديموقراطي. فالمنودبون يتوزعون على اساس النسبية على مستويين هما مستوى الولاية ومستوى الدوائر الانتخابية. وهكذا تمكن باراك اوباما من الحصول على عدد ناخبين مواز للعدد الذي حصلت عليه هيلاري كلينتون في ولاية نيفادا بالرغم من انه حل في المرتبة الثانية بعدها في مجالس الناخبين (كوكوس) بسبب النتائج الجيدة التي حققها في المناطق الريفية. ومن العوامل الاخرى التي تجعل النتائج غير محسومة ان 796 من المندوبين الديموقراطيين ال4049 يصنفون "مندوبين كبارا" يملكون الحرية المطلقة في اختيار مرشحهم. وتم تعيين 174 مندوبا ديموقراطيا بين الثالث والسادس والعشرين من يناير (مجالس الناخبين في ايوا والانتخابات التمهيدية في كارولاينا الجنوبية على التوالي) في حين ستسمح كاليفورنيا وحدها بتعيين 441 مندوبا ديموقراطيا. اما من الجانب الجمهوري فقد اختير 232 مندوبا منذ الثالث من يناير. وبحسب موقع "ذي غرين بايبرز.كوم" المتخصص المستقل على الانترنت فان اوباما يحظى عشية "الثلاثاء الكبير" باصوات ما لا يقل عن 59 مندوبا في مقابل 57 لهيلاري كلينتون. ولا يأخذ هذا التعداد بالاعتبار اصوات "المندوبين الكبار" الذين يؤيدون كلينتون بغالبية كبيرة في الوقت الحاضر بحسب الصحافة الاميركية. ويتصدر المرشحين الجمهوريين جون ماكين الذي يحظى بتأييد 162 مندوبا في مقابل 105 مندوبين لميت رومني و29 لمايك هاكابي.