عرض في مهرجان برلين السينمائي الفيلم الوثائقي (قواعد العمل المعتمدة) ، حول التجاوزات التي إرتكبها جنود من جيش الاحتلال الأمريكى في سجن أبو غريب في العراق ، معطيا الكلمة لهؤلاء الجنود الذين إعتبروا أنهم حوكموا بسبب جرائم شجعتهم عليها قيادتهم. والفيلم ، وهو أول وثائقي يشارك في الدورة الثامنة والخمسين للمهرجان الذي ينظم من 7 إلى 17 فبراير، من إخراج الأمريكى إيرول موريس -الذي نال جائزة أوسكار عام 2003 عن فيلم (ضباب الحرب). وهذه المرة قام بأبحاث على مدى سنتين ، إنطلاقا من صور إلتقطت في سجن أبو غريب العراقي الذي شهد فضيحة عام 2004 لمعتقلين عراقيين عراة تعرضوا لإذلال وسوء معاملة من قبل حراسهم الأمريكيين .. وحتى الآن تمت محاكمة 11 جنديا فقط وحكم عليهم بعقوبات تتراوح بين بضعة ساعات من العمل للمصلحة العامة وعشر سنوات في السجن. وأراد الأمريكي إيرول موريس إعطاء الكلمة "لبعض الأشخاص الفاسدين" المسئولين عن هذه الأفعال ، بحسب الرواية الرسمية التي أعلنها وزير الدفاع الأمريكى أنذاك دونالد رامسفلد .. وأمام الكاميرا يتحدث ستة رجال وثلاث نساء يعطي كل منهم روايته المختلفة جذريا عن روايات الآخرين. ويعتبر موريس أن "هذه الصور أدت لنا خدمة كبرى عبر إرغامنا على التفكير في لحظة مهمة في التاريخ كنا لنتجاهلها بدون وجودها". وأضاف في برلين "لأنه تمت المعاقبة على جرائم في سجن أبو غريب ، لكن لم تتم معاقبة المذنبين الفعليين". وتقول الفيلسوفة هانا أرنت أن الفيلم يظهر "تفاهة الشر" ، أي قدرة الأشخاص العاديين جدا على القيام بأعمال غير إنسانية.