من أصل 26 فيلما ضمن البرنامج الرسمي لمهرجان برلين، والذي يضم المسابقة الرسمية وأفلاما خارج المسابقة، ستجد 10 أفلام أمريكية، أي ما يشكل 40% من إجمالي الأفلام ،وفي المسابقة الرسمية ذاتها هناك 6 أفلام، أحدها إنتاج أمريكي- بريطاني مشترك. هل يعد هذا مؤشرا سياسيا؟ من الصعب التكهن بذلك، لكن علي غير عادة مهرجان برلين، الذي ينتظره النقاد وصناع السينما لمشاهدة أفلام المسابقة الرسمية تحديدا لأنها تعد بمثابة اكتشاف لأفلام العام في عروضها العالمية الأولي هناك 6 أفلام من المسابقة الرسمية لا تعرض لأول مرة عالمياً ، وإنما عرضت في مهرجانات من قبل ،بل ان بعضها عرض في دور عرض محلية، كما في فيلم There will be blood المرشح لعدة جوائز أوسكار، والحاصل علي عشرات الجوائز الأمريكية من النقاد، وهو من إخراج "بول توماس أندرسون" الذي حصل علي الدب الذهبي من مهرجان برلين عام 2000 عن فيلم Magnolia الذي شارك فيه "توم كروز". أيضا هناك فيلم Ballast الذي عرض في مهرجان ساندانس السينمائي الأمريكي الشهير في يناير الماضي، وحصل علي جائزتين، وأيضاً الفيلم البرازيلي The Elite Squad الذي بدأ عرضه في البرازيل في 7 أكتوبر الماضي، وحقق نجاحا كبيرا قفز به إلي المركز السابع بين الأفلام العشرة الأولي في البرازيل لعام 2007، جامعا مليونين و400 ألف تذكرة. ومع هذا ما زال مهرجان برلين أحد أهم مهرجانات العالم، سواء كقيمة أو كمكان لاكتشاف تحف سينمائية جديدة، سواء في المسابقة الرسمية أو باقي الأقسام،فالمخرج البريطاني المعروف "مايك لي" الذي رشح للأوسكار 5 مرات سابقا، يشارك بفيلمه Happy-Go-Lucky والمخرج المخضرم الصيني "وانج إكسياشوي" يشترك بفيلمه In Love we trust. هل هناك ما يهم المشاهد العربي؟ بالطبع فهناك ثلاثة أفلام ستحتل مكانها من الاهتمام العربي، أولها أمريكي وثائقي عما حدث في سجن أبوغريب العراقي علي أيدي الأمريكيين، وهو S.O.P. Standard Operating Procedure للمخرج الأمريكي "إيرول موريس". والفيلم الإيراني The Song of Sparrows للمخرج الإيراني "ماجد مجيدي"، صاحب الفيلم الشهير (لون الجنة)، وهو الفيلم الذي تعود به إيران للمسابقة الرسمية بعد غياب سنوات أما الفيلم الثالث فهو الإسرائيلي Restless للمخرج الإسرائيلي "عاموس كوليك"، الذي تشارك به اسرائيل في المسابقة الرسمية للعام الثاني علي التوالي، لكن لا توجد تفاصيل عن مضمون الفيلم حتي الآن ،وسنتناوله بالنقد عند عرضه في المهرجان قريبا. خارج المسابقة هو تصنيف استغربه ويستغربه غيري دوما، لكنه بمثابة تكريم لأفلام لم تشترك في المسابقة الرسمية ولم يتم وضعها في أقسام أخري، وفي دورة 2008 هناك 5 أفلام خارج المسابقة، منها فيلما الافتتاح والختام، مع العلم أن فيلم افتتاح العام الماضي (الزهرة الوردية) الفرنسي عن المغنية الشهيرة "إديث بياف" كان داخل المسابقة الرسمية. أما باقي الأفلام الثلاثة الأخري فمن بينها الأمريكي والأمريكي البريطاني المشترك، والخامس هو البولندي Katyn للمخرج البولندي المخضرم "أندريه فايدا " (82 عاما)، وهوالفيلم الذي يترقب النقاد هنا عرضه بعد ترشيحه لجائزة أفضل أوسكار فيلم أجنبي هذا العام والمفارقة أن مشاركته هذا تعد السابعة للمخرج ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان برلين، بالرغم من عدم فوزه في أي عام، مقابل فوزه عدة مرات ضمن مهرجان كان السينمائي. وكان مهرجان برلين قد كرمه عامي 1996 و2006 ويحكي فيلمه الجديد Katyn تفاصيل المذبحة التي قام بها الروس عام 1940، وراح ضحيتها سجناء بولنديون كان من بينهم والد المخرج ذاته ! أما المخرج البريطاني "جاستن شادويك" القادم من عالم التلفزيون، فيشارك بأول عمل سينمائي له من خلال فيلم تاريخي أمريكي بريطاني مشترك الانتاج يحمل عنوان The Other Boleyn Gorl معتمدا علي قوة النجوم: ناتالي بورتمان، سكارليت جوهانسون، وإريك بانا وتروي أحداثه قصة شقيقتين تتنازعان علي الفوز بثقة الملك هنري الثامن... الوسيم.. ومازالت أصداء فيلم الافتتاح Shine a Light الذي خاض فيه المخرج الشهير مارتن سكورسيزي تجربة إخراج الفيلم الوثائقي الذي رصد فيه رحلة فريق الرولينج ستونز تتوالي.وهناك خارج المسابقة الفيلم الأمريكي Fireflies in the Garden وربما يكون الفيلم الوحيد ضمن البرنامج الرسمي الذي من الصعب توقع مستواه، لأن كل ما هو معروف عن مخرجه ومؤلفه "دينيس لي"، أنه حصد عدة جوائز عن فيلمه القصير Jesus Henry Christ ليس أكثر والفيلم الجديد بطولة "جوليا روبرتس" ويختتم المهرجان أفلام خارج المسابقة بفيلمBe Kind Rewind للمخرج ميشيل جوندري ،الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان عام 2006 بفيلم The Science of Sleep وإن اشتهر بفيلمهEternal Sunshine of the Spotless Mind بطولة "جيم كاري" حضانة.. تحت الطلب إذا كان أطفالك يمنعونك من الذهاب إلي السينما، فإن مهرجان برلين سيخلصك من هذا الكابوس؛إذ يقدم للعام الثالث علي التوالي خدمة إضافية وغير معتادة تتمثل في حضانة تحت الطلب للأطفال من أبناء ضيوف المهرجان، سواء صناع السينما والإعلاميين. والحضانة مجهزة لاستقبال الأطفال من سن الثانية وحتي الثانية عشرة، مع طاقم تدريبي محترف للتعامل مع الأطفال، وتوفر الحضانة مشروبات ومأكولات خفيفة، دون وجبات طعام، كما توفر جولات تعريفية بالمتحف الذي تقام الحضانة في داخله. وهذا العام توسع المهرجان في خدمة الحضانة لتصبح مفتوحة للجمهور ذاته بحيث يستطيع أن يحصل علي هذه الخدمة عند إظهاره لتذاكر العروض السينمائية الخاصة بالمهرجان، وتفتح الحضانة أبوابها يوميا من الساعة العاشرة صباحا وحتي السابعة مساء بتكلفة 5 يورو ( قرابة 42 جنيهاً مصرياً) لكل ساعتين.