علقت صحف عربية على حديث الرئيس الفرنسي ساركوزي بشأن ارتداء المسلمات للنقاب في فرنسا ففي حين يراه البعض شأنا داخليا هناك من اعتبره مناقضا للحريات التي تعد فرنسا راعية لها...في جريدة "الوقت" البحرينية كتب فريد أحمد حسن إن مسألة عدم ترحيب فرنسا بارتداء النساء لباسا معينا سواء كان برقعا للوجه أو لباسا كاملا يغطي المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها أو حجابا فهذا حقها، حيث من حق أي بلاد في العالم أن تفرض أمورا معينة على قاصديها أو المقيمين فيها '' ولكنني أتحدث عن فرنسا وأوروبا والغرب الذي يناقض نفسه بادعاء الحريات وفي نفس الوقت منع المرأة الفرنسية وغير الفرنسية من ارتداء ما يعبر عن قناعتها وأفكارها. لتلبس المرأة في فرنسا ما تلبس أو إن شاءت لا تلبس (وهو موجود هناك) فهذا قرارها ولكن أن يفرض عليها لباسا معينا أو تمنع من ارتداء لباس معين فهو أمر غير حكيم. وفي جريدة"الحياة" حذر داود الشريان من أن هذا القرار، ان تم، سيدخل فرنسا في ازمة مع الشعوب الاسلامية، تذكرنا بتلك التي حدثت بعد الغاء الحجاب في المدارس. بعض المسؤولين الفرنسيين حاول استباق الأزمة التي بدأت ملامحها، بالحديث عن احترام الأديان، وتأكيد ان القرار ليس استهدافاً للدين، والتحذير من الخلط الذي قد يحصل حيال الإسلام. وسنفترض ان رأي الفرنسيين صحيح، وان النقاب ليس رمزا دينياً. ماذا عن الحرية الشخصية؟ ماذا عن احترام تقاليد البشر وخصوصياتهم؟ ثم ماذا سيكون رد فعل الفرنسيين والأوروبيين لو ان دولة اسلامية قامت بمنع النساء الغربيات من كشف رؤوسهن وجهوهن، واعتبرت ان هذا ضد عفة المرأة، وعددت من الأسباب ما يخول ممارستها تعدياً معاكساً للتعدي الفرنسي على نساء المسلمين؟ وما تقوم به فرنسا اليوم تعسف وقمع باسم الحرية والدفاع عن حقوق المرأة وكرامتها، ناهيك عن ان الفرنسيين يحاولون التضييق على المسلمين و «تطفيشهم» من العيش في فرنسا، ولكن بطرق ملتوية وقبيحة. فضيلة الشيخ سيد طناوي شيخ الأزهر صرح "للعربية نت" أن ما تقرره فرنسا هو شأن داخلي وقال طنطاوى فى تصريحات خاصة ل" العربية.نت" "أنا ليس لى شأن بقرار الرئيس الفرنسى بمنع ارتداء "النقاب" فى بلاده لأن لكل دولة قوانينها التى تحكمها وهذا أمر داخلى تنظمه كل دولة كيفما تشاء. وأضاف طنطاوي المسلمات اللاتي يرتدين "النقاب" في فرنسا في حكم المضطر في هذه الحالة وعليهن الامتثال لقوانين الدولة التي يقمن فيها. واوضح طنطاوي أن "النقاب" ليس فريضة اسلامية وانما يمكن ان ترتديه المرأة او تخلعه حسب ماتريد مضيفا, أما الحجاب فهو فريضة اسلامية ولايمكن خلعه في الدول الاسلامية بأي حال من الاحوال، والمقصود بالحجاب هو ستر كل جسد المرأة عدا الوجه والكفين وأن ترتدي المرأة ثيابا لايصف ولايشف ولايكشف. وأضاف د.سالم عبدالجليل وكيل وزارة الاوقاف لشؤون الدعوة الاسلامية, أن لباس المرأة حرية شخصية لايجب التدخل فيه في أي دولة من الدول ولكن على المرأة المنتقبة ان تخلع نقابها وتكشف وجهها اذا طلب منه ذلك للتعرف على شخصيتها في مواقف محددة مثل الشهادة في المحاكم، مشيرا الى ان سبب قرار الرئيس الفرنسي يرجع لرفض احدى السيدات المنتقبات خلع نقابها عند شهادتها في احدى المحاكم الفرنسية.