يصل الساعة 0943 بتوقيت جرينتش مسباران أمريكيان الثلاثاء الى القمر أحداهما يقوم بارسال صور عن طريق الانترنت بينما يدور الآخر في المجال الجوي للقمر ليبدأ في اعداد الخرائط لسطح القمر لمساعدة العلماء على اكتشاف أفضل موقع لهبوط الإنسان على القمر. وتقول ناسا أن من الأهداف الرئيسية لهذه المهمة البحث عن احتمال وجود مياه جليدية على سطح القمر. وقد انطلق الصاروخ اطلس 5 حاملا المسبارين الخميس، من قاعدة كاب كانافيرال بفلوريدا، الساعة 17,32 (21,32 تغ) اي بتأخير 20 دقيقة عن الموعد المقرر اصلا بسبب سوء الاحوال الجوية. وهدف المسباران البحث عن المياه وتحديد مواقع للهبوط على سطح القمر، فضلا عن استقدام بيانات علمية مختلفة بغية التحضير لعودة الاميركيين الى القمر، وهم كانوا اول واطئيه في العام 1969 وآخر مغادريه عام 1972. وتعتزم وكالة الفضاء الاميركية اعادة ارسال رواد فضاء الى هذا الكوكب في مشارف العام 2020 في اطار مشروع استكشاف فضائي كان اعلن عنه الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش في العام 2004. ويعد مشروع ارسال مسبار "ال ار او" (لونار روكونيسانس اوربيتر) وشريكه "ال سي ار او اس اس" (لونار كرايتر اوبسرفايشين اند سانسينغ ساتلايت) إلى تلك المهمة مرحلة اولى ترمي الى التحضير لمهمات استكشاف في اتجاه المريخ وعلى امتداد النظام الشمسي، وتشمل ارسال رواد فضاء. وقال المدير المساعد للعلوم في الناسا تود ماي الاثنين للصحافيين، ان "هذه المهمة التي تستخدم الانسان الآلي ستمدنا بالمعلومات الضرورية من اجل اتخاذ افضل القرارات في شأن حضور الانسان مستقبلا على القمر" ليشير الى ان المعلومات التي تملكها الوكالة في خصوص المريخ تزيد على المعلومات التي في حوزتها في شأن القمر. وتشمل اهداف "ال ار او" الاساسية خلال هذه المهمة التي تستمر اثني عشر شهرا، وضع خرائط لسطح القمر تتسم بدقة عالية غير مسبوقة، فضلا عن تعيين مواقع محتملة للهبوط على سطحه، ناهيك عن البحث عن وجود محتمل للجليد لاسيما في الفجوات الغارقة دوما في الظلام. ومن اهداف المهمة ايضا الحصول على قياسات دقيقة للحرارة على الارض وللاشعاعات الكونية اضافة الى فحص الات علمية جديدة. وسيتم وضع "ال ار او" وهو مسبار يزن 1916 كيلوغراما من بينها 898 كيلوغراما من الوقود ومجهز بسبع ادوات، في المدار القطبي الدائري وهذا سيجعله يحلق فوق القمر على علو خمسين كيلومترا، وهو ادنى ارتفاع بلغته المركبات التي دارت سابقا حول القمر. اما مسبار "ال سي ار او اس اس" الذي اطلق على متن الصاروخ عينه "اطلس 5" فمهمته محددة جدا وهي التنقيب عن المياه في احدى الحفر على مقربة من القطب الجنوبي. وأثناء المهمة من المقرر انيبقى المسبار "ال سي ار او اس اس" موصولا بالطبقة الثانية من صاروخ "اطلس 5" الذي سمي "سانتور"، قبل ان ينفصل عنه ليتركه يتحطم في حفرة قمرية بسرعة تسعة الاف كيلومتر في الساعة. ويزن "ال سي ار او اس اس" 891 كيلوغراما وهو سيعرف المصير عينه بعد اربع دقائق، وهو الوقت المطلوب بغية ان تتمكن ادواته التسع، ومن بينها ثلاثة مناظير طيفية من التقاط وتحليل الجزئيات في مزيج من 350 طنا من المواد التي تأتت من الصدمة قبل ان يبعث بالنتائج الى الارض. سيكون عندئذ ممكنا تحديد اماكن وجود المياه في هذه الحفرة. وتقوم تلسكوبات ارضية وفضائية الى مراقبة هذه الصدمات ايضا من اجل اجراء بعض القياسات. وتوازي الصدمة التي سيتسبب بها صاروخ "سانتور" وحجمها 2,36 طنا، انفجار طن من مادة "تي ان تي" وينبغي لها ان تقذف الحطام الى علو يبلغ ستة كيلومترات، وان تجوف حفرة قطرها عشرون مترا بعمق اربعة امتار. وتصل تكلفة المسبارين الى 579 مليون دولار، من بينها خمسمئة مليون دولار بلغتها كلفة "ال ار او" وحده.