تطلق ناسا الخميس مسبارين قمريين هدفهما البحث عن المياه وتحديد مواقع للهبوط على سطح القمر، فضلا عن استقدام بيانات علمية مختلفة بغية التحضير لعودة الامريكيين الى القمر، وهم كانوا اول واطئيه في العام 1969 وآخر مغادريه عام 1972. وتعتزم وكالة الفضاء الامريكية اعادة ارسال رواد فضاء الى هذا الكوكب في مشارف العام 2020 في اطار مشروع استكشاف فضائي، كان قد أعلن عنه الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش العام 2004. والمشروع هو كناية عن مرحلة اولى ترمي للتحضير وإلى مهمات استكشاف في اتجاه المريخ وعلى امتداد النظام الشمسي، وتشمل ارسال رواد فضاء. وقرر الرئيس باراك اوباما الانكباب مجددا على هذا البرنامج الذي سمي "كونستيلايشن" (كوكبة نجوم) من دون ان تعني هذه الخطوة الى الان، اعادة بحث في اهدافه الكبرى. ويشكل ارسال مسبار "ال ار او" (لونار روكونيسانس اوربيتر) وشريكه "ال سي ار او اس اس" (لونار كرايتر اوبسرفايشين اند سانسينج ساتلايت)، المهمة التحضيرية الاولى لهذا المشروع الطموح. وقال المدير المساعد للعلوم في ناسا تود ماي ان هذه المهمة التي تتم باستخدام الانسان الآلي ستمدنا بالمعلومات الضرورية من اجل اتخاذ افضل القرارات في شأن حضور الانسان مستقبلا على سطح القمر. ويشير الى ان المعلومات التي تملكها الوكالة في خصوص المريخ تزيد على المعلومات التي في حوزتها في شأن القمر. وتشمل اهداف "ال ار او" الاساسية خلال هذه المهمة التي تستمر 12 شهرا، وضع خرائط لسطح القمر تتسم بدقة عالية غير مسبوقة، فضلا عن تعيين مواقع محتملة للهبوط، ناهيك عن وجود محتمل للجليد لاسيما في الفجوات الغارقة دوما في الظلام. ومن اهداف المهمة ايضا الحصول على قياسات دقيقة للحرارة على الارض وللاشعاعات الكونية اضافة الى فحص الات علمية جديدة. وسيتم وضع "ال ار او" وهو مسبار يزن 1916 كيلوجراما من بينها 898 كيلوجراما من الوقود ومجهز ب7 ادوات، في المدار القطبي الدائري وهذا سيجعله يحلق فوق القمر على علو 50 كيلومترا، وهو ادنى ارتفاع بلغته المركبات التي دارت سابقا حول القمر. وتستمر الرحلة من الارض الى القمر الذي يبعد نحو 384 الف كيلومتر، 4 ايام. اما مسبار "ال سي ار او اس اس" الذي اطلق على متن الصاروخ عينه "اطلس 5" فمهمته محددة جدا وهي التنقيب عن المياه في احدى الحفر على مقربة من القطب الجنوبي حيث تمت ملاحظة انبعاثات الهيدروجين في وقت سابق والتي من المحتمل ان تدلل على وجود الجليد. غير ان المهمة اشبه بالمهمات الانتحارية، ذلك ان "ال سي ار او اس اس" سيبقى موصولا خلال مغامرته التي تدوم 3 شهور ووجهتها القمر، بالطبقة الثانية من صاروخ "اطلس 5" الذي سمي "سانتور"، قبل ان ينفصل عنه ليتركه يتحطم في حفرة قمرية بسرعة 9000 كيلومتر في الساعة. ويزن "ال سي ار او اس اس" 891 كيلوجراما وهو سيعرف المصير عينه بعد 4 دقائق، وهو الوقت المطلوب بغية ان تتمكن ادواته ال9، ومن بينها 3 مناظير طيفية من التقاط وتحليل الجزئيات في مزيج من 350 طنا من المواد التي تأتت من الصدمة قبل ان يبعث بالنتائج الى الارض، سيكون عندئذ ممكنا تحديد اماكن وجود المياه في هذه الحفرة. وستعمد تلسكوبات ارضية وفضائية الى مراقبة هذه الصدمات ايضا من اجل اجراء بعض القياسات. وتوازي الصدمة التي يسببها صاروخ "سانتور" وحجمها 2,36 طنا، انفجار طن من مادة "تي ان تي" وينبغي لها ان تقذف الحطام الى علو يبلغ 6 كيلومترات، وان تجوف حفرة قطرها 20 مترا بعمق 4 امتار. حددت ناسا 3 مواعيد مثلى لاطلاق مسباريها بدءا من قاعدة "كاب كانافيرال" (فلوريدا جنوبي شرقي الولاياتالمتحدة) خلال الخميس بين الساعة 09.12 و09.32 دقيقة بتوقيت جرينتش. وتم تبديل الموعد الاساسي الذي كان ُحدد في 17 من يونيو/حزيران من اجل السماح باطلاق المركبة الفضائية "انديفور" من مركز كينيدي الفضائي القريب والذي كان تأجل بسبب تسرب الهيدروجين. اما كلفة المسبارين فتصل الى 579 مليون دولار، من بينها 500 مليون دولار بلغتها كلفة "ال ار او" وحده. (أ ف ب)