أفردت الصحف الإسرائيلية الخميس صفحاتها الأولى وعناوينها الرئيسة فى طبعتها المسائية على شبكة الإنترنت لتناول زيارة الرئيس الامريكى أوباما وخطابه إلى العالم الإسلامى من القاهرة. جريدتا معاريف وهاارتس أطلقتا على تغطيتهما الصحفية لهذا الحدث اسم: " الخطاب التاريخى " بينما إختارت صحيفتا "إسرائيل اليوم" الواسعة الإنتشار وكذلك يديعوت احرونوت إسم: "خطاب المصالحة". وفور انتهاء الرئيس أوباما من إلقاء خطابة من جامعة القاهرة سارعت الصحف الإسرائيلية إلى اعداد وتحرير عناوينها التى تناولت بالتعليق والتحليل الخطاب. صحيفة يديعوت احرونوت كان عنوانها الرئيسى: أوباما فى القاهرة: ملتزمون تجاة إسرائيل وكذلك الشعب الفلسطينى . خطاب أوباما من القاهرة – صفحة جديدة فى العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى. الرئيس مبارك يستقبل أوباما وقالت صجيفة يديعوت احرونوت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد فور انتهاء خطاب الرئيس أوباما جلسة مشاورات فى مكتبه مع بعض وزرائه لبحث موقف اسرائيل من رؤية الرئيس اوباما لإقامة دولتين ووقف الإستيطان كحلآ للنزاع الإسرائيلى الفلسطينى. ونقلت الصجيفة تعليقات بعض الوزراء بالحكومة الإسرائيلية على ما جاء فى خطاب الرئيس أوباما ومنها وزير الاقليات الدينية ( حزب العمل )" أفيشى برفرمان" : أوباما حدد العدو المشترك للعالم بأسره وهو التطرف ، وان دعوته الى ضرورة إيجاد العامل المشترك بيننا للتغلب على تلك الظاهرة هو الحل الأمثل ، ويبنبغى علينا هنا فى اسرائيل تبنى وجهة النظر تلك بين اليهود والعرب ، بين المتد ينين والعلمانيين، يجب علينا الإلتزام بحل الدولتين لكلا الشعبين ، انه الحل لهذا الصراع ". وزير العلوم ( حزب البيت اليهودى ) "دانييل هاركوفيتش" : " لقد تجاهل أوباما حقيقة أن الفلسطينيين لم ينبذوا الإرهاب بعد والحكومة الإسرائيلية ليست تابعآ للإدارة الامريكية ، العلاقات مع الولاياتالمتحدة قائمة على الصداقة المتبادلة وليس على أساس التبعية ، وبالنسبة إلى قضية النمو الطبيعى للمستوطنات ينبغى علينا التحدث إلى الأمريكيين وإقناعهم بذلك الأمر". زعيم حركة "ميريتس " اليسارية وعضو الكنيست " حاييم أورون" قال : " يجب على الحكومة الإسرائيلية الرد على أطروحات الرئيس أوباما بعد ترو ودراسة متأنية ، لقد جاء الخطاب فى مجمله مفعمآ بالآمال العريضة والتفاؤل البالغ لتحقيق مستقبل افضل للمنطقة والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة مع الفلسطينيين " . عضوالكنيست وأحد زعماء حزب كاديما ( المعارضة ) " زيئيف بويم" قال : " الخطاب هو دليل آخر على أن نتينياهو لم يقدر جيدآ سياسات الإدارة الأمريكيةالجديدة ، رؤي الرئيس أوباما تتفق مع رؤية حزب كاديما فى الدعوة إلى اعتماد حل الدولتين سبيلآ لتسوية النزاع مع الفلسطيينيين ، ونأسف أن رئيس الوزراء نتينياهو لا يشاركنا والرئيس أوباما هذه الرؤية " . بيان مقتضب صدر عن مجلس المستوطنات فى منطقتى شومرون وبنيامين أوردت صحيفة يديعوت آحرونوت بعض ما جاء فيه : " دولة إسرائيل تدفع اليوم ثمن تخاذل قادتها ، حسين أوباما تبنى اليوم الأكاذيب والإفتراءات التى اطلقها العرب بوقاحة وبصوت عال متخليآ عن الحقيقة والواقع الذى تردد بصوت واهن وعلى استحياء ، لقد حان الوقت الذى يقف فيه نتنياهو كما فعل من قبله بيجن وشامير زعيمآ يمينيآ ويعلن أنه ضد الإملاءات التى يحاول أوباما إملائها علينا " . كما أبرزت الصحيفة مقاطع مطولة من خطاب الرئيس أوباما منها قوله : الرئيس اوباما أثناء خطابه من جامعة القاهرة - إن العلاقات بين الولاياتالمتحدة واسرائيل ليس من السهل كسرها ولكن أوضاع الشعب الفلسطينى أصبحت صعبة للغاية وأصبح من العسير تحملها ، لقد حان الوقت لوقف عمليات الإستيطان . يمكن لسكان العالم باسره العيش معآ فى سلام ، انها مشيئة الله التى يجب أن نعمل على تحقيقها. - لكل دولة بما فى ذلك ايران الحق فى امتلاك برامج نووية للأغراض السلمية وفى ظل الإلتزام بالاتفاقية الدولية لمنع انتشار الاسلحة النووية. الشعب الفلسطينى عانى فى سبيل اقامة وطن قومى ، الكثير من الإهانات اليومية كبيرها وصغيرها على أيدى الإحتلال حتى صارت أوضاعه أصعب من ان تحتمل . اننا ضد إطلاق الصواريخ على أطفال أبرياء أو تفجير حافلات تقل كبار السن . أما صحيفة هاارتس فقد جاء عنوانها الرئيسى : لن نتنازل عن علاقاتنا مع إسرائيل ولكن لن تنجاهل فى الوقت نفسه الطوحات الفلسطينية فى إقامة دولة مستقلة. و تصدر صفحتها الاولى بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتينياهو كان عنوانه : تود اسرائيل أن يكون الخطاب الهام الذى ألقاه الرئيس الأمريكى أوباما من القاهرة بمثابة عهد جديد من المصالحة بين العالمين العربى والإسلامى من جانب واسرائيل من جانب آخر . وأضاف البيان أن حكومة إسرائيل تشاطر الرئيس أوباما فى أماله وطموحاته فى أن تثمر الجهود الأمريكية فى انهاء الصراع الإسرائيلى – الفلسطينى واعتراف الدول العربيةجميعآ بإسرائيل دولة للشعب اليهودى تعيش فى أمن وسلام فى منطقة الشرق الاوسط . وشددد البيان على ما وصفه بالتزام إسرائيل بالسلام وبذل جهودها من أجل توسعة دائرة السلام فى المنطقة لتشمل دول أخرى دون التخلى عن اعتباراتها الأمنية . تصدر الصفحات الداخلية من الجريدة مواقف وردود الفعل لدى النخبة السياسية والعسكرية فى اسرائيل كان أبرزها تعليق وزير الدفاع الإسرائيلى "ا يهود باراك " الذى أثنى على الخطاب قائلآ : " الخطاب منح دعمآ وتأييدآ لقوى السلام والإعتدال فى الوقت الذى حمل تهديدآ وتحديآ ضد معسكر الإرهاب والتطرف الذى يهدد السلام فى منطقتنا والعالم بأسره " . كما أثنى وزير الخارجية " أفيجدور ليبرمان " هو الآخر على خطاب الرئيس اوباما وقال : " لقد كان خطابآ هامآ وحمل رغبة صادقة فى خلق عالم أفضل تحكمه قيم العدل والديموقراطية " . و أشار لبيرمان فى تعليقه حول الخطاب الى ما وصفه فهم الرئيس أوباما الجيد لبنود خطة خارطة الطريق التى تحدد وقف العنف كبداية هامة لوضع حد للصراع الإسرائيلى الفلسطينى على حد قوله. ونقلت الصحيفة عن ليبرمان قوله إن العلاقات بين الولاياتالمتحدةالامريكية واسرائيل علاقات متينة حتى اذا اعتراها أحيانآ بعض الأختلاف المشروع فى وجهات النظر. ونقلت الصحيفة ما وصفته بعاصفة الغضب التى هبت على معسكر اليمين فى إسرائيل والتى عكستها تصريحات وردود الأفعال لدى قادة الأحزاب اليمينية فى إسرائيل . فزعيم الكتلة البرلمانية لحزبى " البيت اليهودى والإتحاد القومى" "زوبولون أورليف" انتقد بشدة خطاب الرئيس أوباما معربآ عن مخاوفه من أن يكون هذا الخطاب بمثابة عهد جديد تشهد خلاله العلاقات الأمريكية الإسرائيلية توترآ واختلالآ فى التوازن لصالح العلاقات الأمريكية العربية . وتوقع أورليف أن تتخلى الولاياتالمتحدة عما وصفه بالتزاماتها الأخلاقية لحماية أمن إسرائيل . داعيآ إلى عدم الإستسلام لهذا الامر من خلال السعى لإثناء الإدارة الامريكية من خلال الحوار وتعبئة جهود الشعب اليهودى فى أرجاء العالم عن توجهها هذا . أما زعيمة الكتلة البرلمانية بالكنيست لحزب "كاديما" " داليا اتسيك " فقد أعربت عن صدمتها جراء المساواه التى أجراها الرئيس أوباما بين الشعب اليهودى الذى عانى من أثار الإبادة الجماعية " الهولوكوست " وبين الشعب الفلسطينى ودعت رئيس الوزراء نتينياهو الى الاخذ بذمام الامور وعدم انتظار ما قد يفرض على إسرائيل . صحيفة معاريف كانت هى الآخرى من بين أبرز الصحف الإسرائيلية التى أفردت مساحة واسعة بين صفحاتها لنقل ردود الأفعال والتعليقات على خطاب الرئيس أوباما من القاهرة . كما جاء تعليق هيئة التحرير بالصحيفة لافتآ وحادآ فيما ذهب إليه من نقد لخطاب أوباما، وكان عنوانه : قلق يسود إسرائيل - أوباما لم يشركنا فى رؤيته. وقالت الصحيفة أن النخبة الحاكمة فى إسرائيل سيتعين عليها خلال الفترة القادمة أن تدرك حقيقة أن الرئيس أوباما وضع قواعد جديدة للعبة السياسية فى المنطقة وأن إسرائيل لم تعد هى اللاعب المركزى فى تلك اللعبة كما كانت كما انها لم تعد تتمتع بأولوية أو أفضلية لدى الإدارة الامريكية الحالية على حد قول الصحيفة . وأوردت الصحيفة آراء بعض المحللين السياسيين فى إسرائيل حول نتائج زيارة الرئيس أوباما إلى القاهرة ومغزى ما جاء فى خطابه من رؤى وأطروحات سياسية ، ذهب هؤلاء المحللون ومن بينهم " جاكى حوجى" مراسل الصحيفة للشئون العربية إلى القول بأن زيارة أوباما إلى كل من المملكة العربية السعودية ومصر بوصفهما الدولتين الرائدتين بالمنطقة جاءت لتدعيم العلاقات مع الولاياتالمتحدة وكسب تقتهما من جديد كمرحلة أولية يتبعها مرحلة من المشاركة الفعالة فى قضايا المنطقة ما قد ينتقص من رصيد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ، وأشار حوجى إلى أن عدم قيام الرئيس أوباما بزيارة مماثلة إلى تل أبيب كان من شأنها أن تظهر قليلآ من الدعم لإسرائيل ، غير أن أوباما لم يفعلها على حد تعبيره. وأبرزت معاريف القلق الذى يسود أعضاء الحكومة الإسرائيلية والنخبة الحاكمة من تدنى مستوى التنسيق بين البيت الأبيض ورئاسة الوزراء فى إسرائيل، حيث كان رئيس الوزراء فى عهد سابق-- فى إشارة إلى عهد بوش–أولمرت-- يعلم مسبقآ بما قد يطرحه الرئيس الامريكى من سياسات أو توجهات الإدارة الأمريكية حيال النزاع الإسرائيلى الفلسطينى على حد وصف الصحيفة ، مضيفة أن نتينياهو لم يك على علم فى هذه المرة بأى مما جاء فى خطاب أوباما.