أظهرت دراسة حديثة في عدد يونيو/حزيران 2009 من دورية بيئية ان التغير المناخي قد يهدد الأراض الزراعية وموارد المياه بمنطقتى الشرق الاوسط وافريقيا. واكدت الدراسة التي نشرتها دورية العلوم والسياسة البيئية Environmental Science and Policy ان زراعة ما يصل الى مليون كيلومتر مربع (أو نحو 247 مليون فدان) من الارض في افريقيا ربما يتراجع بحلول عام 2050 حيث يتسبب التغير المناخي في جعل المناطق شديدة الحرارة والجفاف لدرجة لا تصلح لزراعة المحاصيل. وتشير أحدث بيانات من وزارة الزراعة الامريكية الى أن الولاياتالمتحدة ستزرع في 2010 حوالى 246 مليون فدان بالمحاصيل الثمانية الرئيسية. وأظهر باحثون في المعهد الدولي لابحاث الماشية ومقره نيروبي ومؤسسة وين اسوسييتس في المملكة المتحدة أنه على الرغم من أن الاراضي ربما لا تكون صالحة للزراعة فقد تظل قابلة لتربية الماشية فيها اذ انها أكثر قدرة على تحمل الحرارة والجفاف. وقال الباحثون ان زيادة انتاج الماشية ربما تساعد على توفير وسيلة تتيح لما بين 20 الى 35 مليون شخص يعيشون في تلك المناطق البقاء على أراضيهم وتحقيق دخل. وقال فيليب ثورنتون العالم في المعهد والذي شارك في كتابة الدراسة "يمكن للماشية أن توفر الحماية للاسر الفقيرة من مخاطر التغير المناخي وتتيح لها الاستفادة من الطلب المتزايد على الانتاج الحيواني في افريقيا". وأشار كارلوس سيري المدير العام للمعهد الى أن اضافة الماشية تتم بشكل متواصل، ولكنه قال ان تغير الظروف المناخية وزيادة الطلب على اللحوم سيجعل الاضافة حتمية. وأجرى ثورنتون ومعه بيتر جونز من وين اسوسييتس بحوثا في المناطق الجافة في انحاء افريقيا وحددا المناطق التي تعاني بالفعل من تدني المحاصيل في موسم واحد على الاقل من بين كل ستة مواسم. وباستخدام النماذج المناخية قال الباحثون انه اذا ظلت مستويات انبعاثات الكربون مرتفعة حتى 2050 فان عدد أيام نمو المحاصيل التي يمكن الاعتماد عليها ستقل عن 90 يوما في نحو مليون كيلومتر مربع من الارض القاحلة وشبه القاحلة في افريقيا. وجاء في الدراسة أن الذرة وهي المحصول الرئيسي الذي يزرع على نطاق واسع في افريقيا لن يكون من الممكن زراعته "بشكل أساسي" في أقل من 90 يوما. وحتى الدخن وهو محصول أساسي في افريقيا ويعتبر مقاوما للجفاف سيكون عرضة للخطر في المناطق غير القادرة على توفير التسعين يوما. وحددت الدراسة مناطق في افريقيا حيث يمكن لصغار المزارعين تحسين أحوالهم من خلال التحول بدرجة أكبر تجاه تربية الماشية. ولكن الباحثين قالوا انه ما زال الكثير من المعلومات غير معروف بشأن الاثر المحلي للتغير المناخي نظرا لان علم المناخ الحالي يتناسب أكثر مع الدراسات الاقليمية. وأضاف الباحثون ان الاستثمار في تحسين مدى دقة علوم المناخ ربما يساعد الجماعات في تحديد أي المجتمعات الاكثر عرضة للخطر من ارتفاع حرارة الارض. ومن الممكن أن يساعد تحديد المناطق المعرضة للخطر الحكومات وجماعات الاغاثة في الحد من احتياج المزارعين الفقراء للتخلي عن الزراعة من خلال وضع سياسات وجداول عمل تساعد على التخفيف من أثر التغير المناخي. وتجرى حاليا محادثات عن التغير المناخي في بون بألمانيا بمشاركة مندوبين من 182 دولة، وربما تضع تلك الاجتماعات الاطار اللازم للتوصل الى اتفاق دولي للتغير المناخي يجري بحثه في كوبنهاجن في ديسمبر/كانون الاول 2009. كما ذكر تقرير دولي الثلاثاء ان التغير المناخى قد يشعل حروبا بيئية فى منطقة الشرق الاوسط خاصة بشأن موارد المياه، حيث تعاني المنطقة بالفعل من نوبات جفاف قد تصل الى 27 في المئة قبل نهاية العام. (رويترز)