أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما اثر لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الابيض الاثنين انه سيقرر نهاية العام الجاري ما اذا كانت ايران جادة في المحادثات بشأن برنامجها النووي ام لا. وتشكل سياسة الولاياتالمتحدة ازاء ايران موضوع خلاف اخر حيث اعلن عوزي اراد مستشار نتنياهو للامن القومي، ان هذه المسالة تتصدر اهتمامات رئيس الوزراء في واشنطن. واعرب نتنياهو عن القلق من ان توفر سياسة اليد الممدودة مع ايران التي اقترحها اوباما، للنظام الاسلامي الوقت لصنع القنبلة النووية، ولا تريد اسرائيل التي تحتفظ لنفسها بالحق في التدخل عسكريا ضد ايران، ان تترك سوى بضعة اسابيع لاوباما لبلورة مقاربته الدبلوماسية مع طهران. وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد أكد ايضا إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بحل للصراع في الشرق الاوسط على أساس وجود دولتين، بينما قال نتنياهو للصحفيين إن على الفلسطينيين أن يحكموا أنفسهم ولكنه لم يأت على ذكر دولة فلسطينية منفصلة. استقبل نتنياهو لاجراء اول محادثات بينهما يتوقع ان تكون حاسمة لمساعي السلام في الشرق الاوسط وللعلاقات بين الولاياتالمتحدة واسرائيل. ويعد اللقاء هو الاول منذ تولي الرجلين مهامهما بداية 2009، على انفراد بينما تشهد عملية تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني تعثرا جديدا وتبدو وجهات نظر اوباما ونتانياهو متعارضة حول سبل التوصل الى سلام لم يتحقق منذ ستين سنة. وجعل اوباما من قيام دولة فلسطينية تتعايش مع اسرائيل الحجر الاساس في العملية، لكن نتنياهو يرفض الموافقة على "حل الدولتين"، كما زاد في تعقيد البحث عن السلام اعلان نتنياهو رغبته بمواصلة بناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة رغم الدعوات الامريكية لوقف الاستيطان. وتثير مباحثات اوباما ونتنياهو اسئلة كثيرة، هل هما قادمان على مواجهة مفتوحة؟ هل سيحاول اوباما ممارسة ضغوط على ضيفه وهو الذي وعد بأن ياخذ زمام المبادرة لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط كي لا يتعرض كسلفه جورج بوش الى الانتقاد؟ هل تكشف المباحثات ان العلاقة بين الحليفين الامريكي والاسرائيلي هي اقل متانة مما يعتقد؟ هل نتنياهو مستعد لابداء مزيد من حسن النية ازاء الدولة الفلسطينية اذا تلقى من اوباما ضمانات بشان ايران؟. وقلل الطرفان من احتمالات تحول اللقاء الى خلاف معلن، ويرى بعض المراقبين ان نتانياهو قد يكون رفض حتى الان تاييد "حل الدولتين" تكتيكيا وقد يغتنم فرصة اللقاء مع اوباما لاقتراح صيغة يقبلها مضيفوه. ووصل نتنياهو الى واشنطن حاملا مقاربة جديدة للمشكلة الفلسطينية يدعو فيها الى عملية تشمل مفاوضات وتعاون في المجال الامني وتنمية الاقتصاد الفلسطيني. ويقول انه مستعد لاستئناف المفاوضات خلال الاسابيع المقبلة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي سيستقبله اوباما بدوره في ايار/مايو. واعلن مسئول اسرائيلي كبير "لو اقترحنا خطة جديدة فان الامريكيين لن يرفضوها اذا اعتبروا انها ستساعد سياستهم"، ولم يقدم اوباما الذي يرى في مناقشات الاثنين امتحانا دبلوماسيا قد يكون الاكثر حساسية في رئاسته الفتية، اي خطة مفصلة حتى الان. (رويترز/ا ف ب)