حتى ساعات الفجر الأولى، كانت انتخابات مجلس الامة 2009 تسجل حدثا تاريخيا، اذ فازت ثلاث مرشحات ودخلن المجلس، ووقفت مرشحتان على اعتابه. وأكدت جريدة الرأي العام الكويتية ان معصومة المبارك وأسيل العوضي ورولا دشتي وسلوى الجسار دخلن التاريخ السياسي الكويتي من أوسع الأبواب وتحديدا من بوابة العبور إلى قبة عبدالله السالم. مجلس التغيير حمل المرأة إلى مجلس الامة للمرة الأولى وب«الأربعة» كاسرة الحواجز والموانع التي وضعها البعض امامها، وإذ كان الأمل والتحدي أن تصل واحدة او اثنتان أو ربما ثلاث وصلت أربع نساء ليتربعن على صدارة... التاريخ. مجلس التغيير أيضا أطاح بوجوه كانت حتى الأمس صعبة المراس والرهان ورقما قد يبدو صعبا فإذا بها خارج مجلس 2009 لصالح وجوه جديدة. ومجلس التغيير ايضا سجل رقما قياسيا في عدد الأصوات حققه صاحب «الصوت العالي» مسلم البراك الذي كسر رقم ال 18 ألفا للمرة الاولى أيضا في تاريخ الانتخابات الكويتية، وقلص نواب عدد من الكتل السياسية التي كانت قوية الحضور والرهان، ورفع عدد نواب الشيعة إلى تسعة منهم سبعة في الدائرة الاولى وواحد في الدائرة الثانية والدكتورة رولا دشتي في الدائرة الثالثة وهو رقم قياسي ايضا في تاريخ الانتخابات الكويتية. وتراجعت الحركة الدستورية الإسلامية من ثلاثة مقاعد الى مقعدين حققهما كل من الدكتور جمعان الحربش وفلاح العازمي، فيما كان نصيب التجمع الإسلامي السلفي مقعدين بوصول خالد السلطان والدكتور علي العمير، إضافة إلى حليف له هو محمد المطير، مع وصول وجوه ليبرالية محافظة ومستقلة كثيرة. وقبل إعلان النتائج النهائية كانت معصومة المبارك (الدائرة الأولى) وأسيل العوضي ورولا دشتي (الدائرة الثالثة) يحققن فوزا مستحقا، بينما حققت سلوى الجسار (الدائرة الثانية) وذكرى الرشيدي (الدائرة الرابعة) نتائج مهمة للغاية، وربما تكون واحدة على الأقل منهما، خاصة سلوى قد فازت. ويعتبر دخول المرأة مجلس الأمة حدثا تاريخيا وأهم تغيير تشهده الانتخابات الحالية. الجدير بالذكر ان هذه ثالث انتخابات تشارك فيها المرأة. المبارك: لا للتصعيد والتأزيم واوردت جريدة القبس الكويتية تأكيد النائبة د. معصومة المبارك ان وصولها الى المجلس هو انتصار للمرأة الكويتية، وتحقيق الحلم في الذكرى العاشرة للامير الراحل الشيخ جابر الاحمد في اصداره لمرسوم حقوق المرأة في 1999/5/16، وها نحن نصل، بفضل الله ثم بفضل من اوصلوني بأصواتهم، الى المجلس في التاريخ نفسه. وأضافت المبارك ل «القبس» ان الارادة الشعبية وارادة الاحرار في التغيير من اجل الوطن تشرفني ان اكون جزءا من هذا التغيير الذي طالما انتظره الجميع، متمنية ان يكون مجلسا للتغيير والاستقرار السياسي، وانطلاقة نحو التنمية، وان تكون الكويت درة الخليج، كما كانت في السابق، بعيدا عن التصعيد والتأزيم. ولفتت الى انها لن تقبل العمل كوزيرة، لانها رشحت نفسها للبرلمان لخدمة المواطنين، و«سأخرج منه نائبة تسلك الطريق الاصلاحي مع اخوانها النواب، بعيدا عن المصالح الشخصية، واكون ضمن من يصلحون البلاد»، وبينت ان ثقة الناخبين هي فرحة ومسؤولية كبيرة في الوقت نفسه، متمنية ان تكون على قدر هذه الثقة. رولا: الكويت أمانة في أعناقنا قالت عضو مجلس الأمة رولا دشتي بعد فوزها: «أهل الكويت لبوا نداء الوطن والأمير، وفرّحوا الكويت، ونحن نقول لأبناء الكويت ولأبناء الدائرة الثالثة إن بلدنا أمانة في أعناقنا». أسيل العوضي: أبناء الكويت أوصلوا الرسالة ولن أقبل بالوزارة قالت د. أسيل العوضي عضو مجلس الأمة، بعد فوزها، إن نجاح المرشحات في الدوائر الانتخابية في البلاد دليل واضح على ايصال رسالة أبناء وبنات الكويت بأن المرأة لها دور في السياسة، موضحة أن الرسالة يجب أن تكون على قدر التحدي الذي ستواجهه النائبة باقتدار. وأضافت في تصريحها ل «القبس» ان ما يثار حول التحالفات مع بعض المرشحين في الدائرة مجرد إشاعات كانت تريد أن تسقط بعض المرشحين ومن ضمنهم أسيل، موضحة أن الرسالة الأخرى التي أوصلها شباب الكويت هي معرفتهم حقيقة الافتراء والكذب على الأشخاص من بعض الناس. وعن مدى قبولها للوزارة في حال عرضت عليها بعد دخولها المجلس، قالت: «لن أقبل»، متقدمة بالشكر إلى جميع ناخبي الثالثة على ثقتهم العالية، الذين بمساعدتهم سنعيد الكويت وطنا من جديد. معصومة الأولى حققت معصومة المبارك المركز الأول في الدائرة الاولى، وحصلت، قبل النتائج النهائية، على حوالي 14 ألف صوت، بينما حقق الفائز الاول في الانتخابات الماضية حوالي 9500 صوت. وكانت أسيل العوضي، حتى ساعات الفجر، في المركز الثاني، ورولا دشتي في المركز الثالث.