بدأ حلف شمال الاطلسي الاربعاء مناورات عسكرية في جورجيا تنتقدها روسيا،و ذلك غداة تمرد نسبته تبيليسي لروسيا على خلفية ازمة دبلوماسية بين موسكو والحلف. واعلن الكولونيل جيورجي كاكياشفيلي الناطق باسم وزارة الدفاع ان "كل شيء يجري حسب البرنامج المقرر" و"المشاركون يعقدون اليوم اجتماع تخطيط". ويشارك في المناورات التي يتوقع ان تستمر شهرا كاملا نحو 1100 من جنود الحلف الاطلسي ودول شراكة السلام للحلف الاطلسي مثل جورجيا. وقد أدانت روسيا مرارا المناورات ودعت الى الغائها معتبرة ان اجراءها ينتهك اتفاق وقف اطلاق النار الذي وضع حدا للحرب الروسية الجورجية في أغسطس /اب الماضي. ورفض الحلف الاطلسي الانتقادات مشددا على انها مناورات تشارك فيها دول الحلف وشركاء من خارجه وان روسيا دعيت الى ارسال مراقبين لكنها رفضت. من جهة اخرى اندلع خلاف اخر بين روسيا وجورجيا وجاء يعكر اجواء المناورات حيث اتهمت جورجيا روسيا بانها حاولت عرقلتها والاطاحة بالرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي بتنظيم عملية تمرد الثلاثاء. ودانت الدبلوماسية الروسية هذه الاتهامات واعتبرت احداث الثلاثاء "استفزازا" من جانب حكومة الجمهورية السوفياتية القوقازية سابقا. واعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاربعاء "انني واثق ان هذا الاستفزاز لم يحصل صدفة عشية مناورات الحلف الاطلسي في جورجيا التي تبدا في السادس من ايار/مايو رغم تحذيراتنا". من جهتها اعتبرت المعارضة الجورجية التي تتظاهر منذ شهر في تبيليسي مطالبة باستقالة سكاشفيلي ان محاولة الانقلاب المفترضة كانت في الحقيقة تمثيلية. وفي مكالمة هاتفية مع مساعد وزير الدفاع الامريكي دانيال فرايد قال نائب وزير الخارجية جريجوري كراسين ان جورجيا "عنصر زعزعة استقرار كبير في المنطقة". وفي الوقت نفسه ردت روسيا الاربعاء على طرد اثنين من دبلوماسييها لدى الحلف الاطلسي بسبب فضيحة تجسس، بسحب اعتماد اثنين من الكنديين العاملين في مكتب اعلام الحلف في موسكو. ورد الناطق باسم السفارة الكندية في موسكو نيكولاس بروسوه ان "كندا واعضاء الحلف الاطلسي يحاولون استئناف التعاون مع روسيا. ان قرار سحب الاعتماد لمسؤولين في الحلف الاطلسي يعكس تلك الجهود". وقد اعلنت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء ان لافروف لن يشارك في مجلس روسيا الحلف الاطلسي في نهاية ايار/مايو. وكان متوقعا ان يكون هذا الاجتماع بداية تطبيع العلاقات بين الحلف الاطلسي وموسكو بعد انقطاع الحوار في سياق الحرب الروسية الجورجية في اب/اغسطس 2008 واعلن سفير روسيا في الحلف الاطلسي دميتري روجوزين ان "روسيا ردت بشكل مناسب على طرد اثنين من دبلوماسييها معتبرا انه الوقت حان لوضع حد لهذه القضية". (ا ف ب)