يسهل نسبيا تدريب اسود البحر والنمور وحتى الفيلة للقيام بالعاب بهلوانية في سيرك، لكن ترويض القطط تحد اخذته امريكية على عاتقها متسلحة بالصبر والفكاهة. في قاعة صغيرة بشيكاغو، تنجح سامنثا مارتن في دفع احدى قططها الى تمرير طابة بين عارضتين متوازيتين وسط تشجيع الكبار والصغار. وتثب قطط اخرى في اطارات غير مشتعلة او تمسك بطابة بين انيابها لترميها في سلة مخصصة للعبة كرة السلة. لكن في احيان كثيرة لا تسير الامور على ما يرام وينبغي عدم الاصرار، وتتوجه سامنثا بلطف الى قطة صغيرة بيضاء قائلة "هيا ايزيس، حاولي مرة اخرى"، وكان يفترض بالقطة ان تجر عربة صغيرة يجلس فيها قط سيامي. ايزيس اتمت مهمتها على اكمل وجه اثناء التدريب، الا انها قررت عدم تقديم العرض هذا المساء امام الجمهور، تتنهد سامنثا خاضعة لنزوة القطة وتقول للجمهور المبتهج "رغم كل شيء..سنصفق لها"، فيلبي الجمهور الطلب فورا. اما ثلاثي "روك كاتس" فنجاحه مضمون. انه فريق موسيقي مؤلف من عازف بيانو وعازف غيتار ينقر الاوتار بمخالبه واخير يدق على الطبلة. ويتضمن العرض مواجهة بين قط ابيض ودجاجة: الاول مهمته الضغط على زر ليدق الجرس والثانية عليها نقر جرس بمنقارها. وطبعا الفائزة هي الدجاجة... امضت سامنثا مارتن حياتها تعمل مع اجناس مختلفة من الحيوانات. وبعد ثلاث سنوات برفقة القطط تعلمت كيف تتكيف مع عناد هذه الحيوانات. في كثير المناسبات وضعت "القطط البهلوانية" سامنثا في مواقف حرجة امام الجمهور. وتقول في هذا الصدد "القطط تفتقر الى الحس المهني كليا. اشعر احيانا بالرغبة في التسلل خارجا من الباب الخلفي وتركها وحيدة على المسرح". الا ان الجمهور يريد المزيد رغم مزاج هذه "القطط المدللة" المتقلب على ما تقول سامنثا. ويواصل مسرح "غوريلا تانغو" تقديم عروض اضافية غالبا ما تنفد كل البطاقات المخصصة لها. ويقول احد المتفرجين جفري هاسرل، "هذا ممتع جدا. احببت العرض كثيرا" مشيرا الى ان القطط التي يربيها لا ترد حتى عند مناداتها باسمها. وتؤكد سامنثا مارتن من جهتها ان اي حيوان يمكن ترويضه "حتى السمك". السر يكمن في المكافأة التي تتألف عادة من السكاكر، وفي تحديد الاهداف بوضوح، وبالتدريب مرارا وتكرارا... وتوضح سامنثا انه على خلاف المظاهر، لا تحب القطط المكوث في المنزل والخمول بل هي حيوانات ذكية بحاجة للتحفيز، يروق لها تعلم الالعاب البهلوانية. وتضيف المروضة ايضا "لا تنجح العروض كلها مع القطط. الدجاجات مهنيات من الدرجة الاولى! لكن القطط تتدلل ويتشتت تركيزها لدى سماعها اي صوت". وكانت سامنثا قد بدأت عملها مع القطط متأخرة بعدما استهلت مسيرتها المهنية بتدريب الجرذان قبل عشرين عاما، جامعة بعض المال من المشاركة في تصوير الافلام. وتعترف سامنثا ان عروض القوارض لم تدم طويلا اذ "كانت تثير اشمئزاز عدد كبير من المتفرجين". بعدما اهتمت بالزواحف والحيوانات الغريبة، وجدت المدربة صدى لطموحها مع القطط التي يفوق عددها الحالي العشرين. (ا ف ب)