ابتكار طبي كويتي جديد لفت انظار المدارس الطبية العالمية وتم تسجيله في احدى اكبر المجلات الطبية العالمية للعيون وهي مجلة رتنا الأمريكية للعيون كشف رئيس وحدة الشبكية بمركز البحر للعيون الدكتور خالد السبتي انجازا جديدا للأطباء الكويتيين فيما يخص اجراء عمليات اصلاح انفصال مركز البصر عن الشبكية باستخدام مادة صمغية. وأوضح د. السبتي خلال مؤتمر صحافي استعرض فيه ابتكاره وهو طريقة جديدة عبارة عن استخدام مادة صمغية تسمى »تي. سيل« لاغلاق ثقب في العصب البصري بسبب وجود عيب وتشوه خلقي في عين الانسان، مشيرا الى ان مادة »تي. سيل « موجودة منذ فترة في المستشفيات لكنها تستخدم لاول مرة في عمليات العيون، ولفت الى ان هذه الطريقة الجديدة اثبتت نجاحها بنسبة تفوق ال90 في المئة مقارنة بالطريقة التقليدية مضيفا انها أصبحت متبعة في جميع انحاء العالم بعد ان تم نشرها في المجلة الأمريكية باسم مركز البحر للعيون في الكويت. وتابع د. السبتي أول حالة اجريت لها عملية بهذه الطريقة كانت في كندا عام 1999م وتم عرض الحالة بمؤتمر عالمي في الولاياتالمتحدةالامريكية عن الشبكية عام 2005م بعد ان تم تطبيقها في جميع انحاء العالم وأثبتت جدارتها، لافتا الى انه اجريت عمليات ل 4 حالات في الكويت وتم نشر طريقة الابتكار كأول دراسة من نوعها باستخدام المادة الصمغية داخل العين ونجحت في كل الحالات بلا استثناء، مؤكدا ان الجسم لا يرفض المادة الصمغية كونها جزءا من مكونات الدم في جسم الانسان. وذكر د. السبتي انه تم نشر الدراسة في احدى أكبر مجلات العيون في أكتوبر 2008 لافتا الى انه ومع تطور الطب في جراحة الشبكية وفي خطوات سريعة وتطور دائم من التسعينات وحتى الآن ما زالت هذه المشكلة قائمة وليس لها علاج سوى الحل المثالي وهو عبارة عن ازالة الجسم الزجاجي ووضع الليزر والغاز أو زيت السيلكون وهذه العمليات نسبة نجاحها لا تتعدى %20 حتى لو تمت اعادتها لان المشكلة ستظل موجودة، الى ان تم اكتشاف استخدام المادة الصمغية المذكورة، مشيرا الى ان المادة المستخدمة ليست جديدة على الطب حيث يتم أخذها من بنك الدم من أكياس الدم ويتم تحضيرها كمادة صمغية طبيعية حتى لا يرفضها جسم الانسان. واوضح ان استخدامها كان محصورا لأطباء الأعصاب حيث انهم يستخدمونها للمشاكل المتعلقة بالسائل الشوكي أثناء العملية ان وجدت تلك المشكلة، ومضيفا ان أطباء الانف والأذن والحنجرة وجراحي الأوعية الدموية كزراعة الشرايين، يستخدمونها كذلك، لكن الجديد في استخدام هذه المادة انها لم تستخدم داخل العين قط قبل هذا الابتكار، منوها بانه بدأ استخدامها خارج العين لبعض عمليات زراعة القرنية. وذكر ان الفكرة نشأت منذ فترة بعيدة وتعتبر حالاتها نادرة جدا وهي واحدة لكل 220 ألف حالة، لذلك طبقت هذه الدراسة على 4 حالات فقط. واضاف د. السبتي انه اجرى أربع عمليات اخرى إحداها في كندا، لافتا الى ان النظر يكون قبل العملية 6 على 120 ويصل بعدها الى نسبة ستة على 12 وتستغرق العملية نحو 45 دقيقة، والمريض يتحسن تدريجيا بعد اجراء العملية خلال فترة تتراوح بين اربعة الى ستة اسابيع، مؤكدا ان التدخل السريع واجراء العملية خلال الاشهر الستة الاولى من شعور المريض بتدهور وضعف في مركز البصر يؤدي الى نجاحها بنسبة كبيرة جدا. ولفت د. السبتي الى ان انفصال مركز البصر عن الشبكية يعتبر مرضا وراثيا نادرا جدا ويصيب واحدا من بين 200 الف شخص على مستوى العالم وغالبا ماتصاب به النساء اكثر من الرجال في عين واحدة، لافتا الى ان %30 تقريبا من المرضى لديهم ثقب في مركز البصر ليس لديهم مشاكل أما %70 فلديهم ثقب بالعصب البصري ثم انفصال بمركز البصر وبالتالي فقدان للبصر، مؤكدا انه يحدث عادة من العقد الثالث الى العقد الرابع. واشار د.السبتي الى انه قدم ابتكاره في مؤتمر مونتريال عام 2005م ومؤتمر جامعة تورنتو شهر نوفمبر الماضي.