قالت مصادر رسمية سودانية إنها تعتقد أن إسرائيل وراء هجومين على من يشتبه بأنهم مهربون ، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 40 شخصا في منطقة نائية بشمال البلاد في يناير /كانون الثاني وفبراير /شباط. وقال علي الصادق المتحدث باسم وزارة الخارجية لرويترز الجمعة الاعتقاد الأول كان هو أن الأمريكيين هم من فعلوا ذلك ، وإن السلطات السودانية اتصلت بالأمريكيين فنفوا بشكل قاطع أن يكونوا ضالعين في الأمر. وتابع أن السلطات ما زالت عاكفة على التحقق من الامر. ورجح أن يكون الامر له علاقة باسرائيل. وأضاف ان السودان يجمع الادلة من موقع الهجمات ولن يرد على الهجمات بينما التحقيق يجري. وأضاف أن القوافل التي تعرضت للهجمات من المرجح أن تكون لتهريب البضائع وليس السلاح البنتاجون : إسرائيل نفذت الغارة في غضون ذلك ، ذكرت شبكة سي.بي.إس التليفزيونية الأمريكية - نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون - أن الغارة الإسرائيلية التي وقعت علي الأراضي السودانية في منتصف شهر يناير الماضي استهدفت سبع عشرة شاحنة محملة بالأسلحة، كانت في طريقها إلي قطاع غزة، لتهريبها إلي حركة حماس، علي حد تعبير مصادر البنتاجون. فيما أكدت صحيفة نيويورك تايمز نبأ الغارة الإسرائيلية على قافلة أسلحة في السودان ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين لم يكشف عنهم قولهم ان اسرائيل نفذت الهجوم الذي قتل خلاله 30 شخصا على الاقل لوقف نقل الاسلحة الى غزة خلال هجومها ضد حماس. من جهة أخرى ، تبنت الصحف الإسرائيلية رواية السي.بي.إس، ونقلت عن رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيهود أولمرت تعقيبا علي الخبر قوله: إن إسرائيل تضرب أي مكان لوقف الإرهاب، سواء كان قريبا أم بعيدا. وقال أولمرت لا مكان في العالم لا يمكن أن تصل إليه إسرائيل، لكنه لم يشر الى الهجوم الغامض على قافلة لتهريب السلاح في السودان وقع منذ شهرين. وكشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن أن الغارة جاءت تطبيقا لمذكرة التفاهم التي وقعتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مع نظيرتها الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، التي نصت علي استخدام القوة لمنع إعادة تسليح حماس. وأضافت المصادر أن الغارة أدت إلي مقتل 39 شخصا، ووقعت في منطقة صحراوية شمال غرب مدينة بورسودان، قرب جبل الشعنون السوداني. كما أكدت الشبكة أن إسرائيل استندت في تنفيذ الغارة علي الاتفاقية الأمنية التي وقعتها مع الولاياتالمتحدة، التي تقضي بتعاون مخابراتي بين البلدين لتعقب أي شحنات أسلحة متجهة إلي غزة، علي حد تعبير تلك المصادر. وقال ايتان بن الياهو وهو قائد سابق لسلاح الجو الاسرائيلي انه من المؤكد ان القوات الجوية الاسرائيلية قادرة على تنفيذ مهمة من هذا النوع تتضمن قطع مسافة 1400 كيلومتر ذهابا وايابا. حماس تنفي صفقة السلاح من جهتها، نفت حركة حماس أن تكون القافلة التي تردد أن الطائرات الاسرائيلية قصفتها بالسودان خلال شهري يناير وفبراير 2009 لها علاقة من قريب أو من بعيد بنقل أسلحة إلى قطاع غزة، وأكدت أن ذلك ليس إلا مبررات كاذبة لبدء الحرب على السودان . وقال الدكتور صلاح البردويل عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس في تصريحات صحفية "هذه المعلومات التي تتحدث عن وجود أسلحة في قافلة السيارات التي استهدفتها الطائرات الأمريكية والإسرائيلية في السودان مثير للسخرية حقيقة . وهو ليس إلا مبررا لاستهداف السودان . فاختراق الأجواء السودانية، وقتل هذا الكم الهائل من الأشخاص يعتبر جريمة وتعديا على السودان . وجزءا من مخطط أمريكي لمهاجمة السودان تحت حجج كاذبة" . وأضاف " نحن نؤكد أن هذا الكلام غير دقيق ولا أساس له من الصحة، وليس إلا ذريعة لتبرير الجريمة التي ارتكبتها القوات الأمريكية والإسرائيلية ضد السودان.. ونحن ندينها بشدة ونعتبر ذلك مقدمة للعدوان على السودان بعد انتهاء مهمة الأمريكيين في العراق.. وهي جريمة كبيرة تمارس تحت أنظار العالم كله". (وكالات)