تحاملت الصحف الاردنية بعنف كبير السبت على الكاتب الصحفى المصرى محمد حسنين هيكل واتهمته ب"تزوير التاريخ وقلب الحقائق" من خلال تشويه صورة المملكة وملوكها عبر التاريخ فى برنامجه الاسبوعى "مع هيكل" الذى يبث على قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية مساء الخميس. فقد وصف هيكل العلاقة بين الملك الأردنى الراحل حسين وبين إسرائيل وأمريكا بانها علاقة وثيقة جدا ..وان "تقلب" مواقف الملك من القضايا العربية خاصة فى أوقات الأزمات ترجع الى "العقد النفسية والفكرية التاريخية" التى ورثها، مستندا في ذلك إلى "وثائق" عبارة عن كتب ومذكرات عربية وأجنبية وشهادات أحياء منهم زوجته الملكة نور والرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر. وكتبت صحيفة "الرأي" الاردنية الحكومية فى مقال تحت عنوان "جناية هيكل وترهاته" "يعود محمد حسنين هيكل الى الاضواء بعد ان انحسرت عنه وغاب عن السمع والبصر فأكتشف ان احدا لم يعد بحاجة الى خدماته وهى فى واقع الحال ليست خدمات بل اكاذيب وافتراءات دأب هذا الصحفى الذى ظن انه كبير وانه لامع على اختراعها بين الفينة والاخرى". واضافت ان "المهنة الوحيدة التى اتقنها هى صناعة الاكاذيب وتزوير الحقائق والاتكاء على احاديث ووقائع فى مخيلته وخصوصا ان معظم ان لم يكن كل الذين يستند اليهم هذا المهرج الكبير هم من الاموات الذين لا يستطيعون تفنيد ما يقوله". وتابعت الصحيفة "ولان كتاب هيكل بات مفتوحا بل مفضوحا فأن ما يورده الرجل من اراجيف وافتعالات يندرج من باب الردح وتصفية الحسابات وتسديد الفواتير للاسياد الذين دفعوا ثمن ما يكتبه هذا الصحفي صاحب الدور المعروف في تخريب العلاقات العربية العربية منذ ستينات القرن الماضي وازادوا على الارصدة التي سمحت لصحفي مثله ان يكون مليونيرا بنعم النزول في فنادق الدرجة الاولى ويدخن السيجار الفاخر ويسكن على النيل ويمتلك المزارع". ودافعت الصحيفة عن دور الاردن فى الدفاع عن القضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وقالت ان "سيرة الاردن المضرجة بالدماء والدموع كتبها الاردنيون باصرار وعزيمة ونكران ذات من اجل فلسطين وشعبها ومن اجل وحدة العرب وصونا لترابهم القومي وامنهى الذى حاول كثيرون التطاول عليه". وكتبت صحيفة "الدستور" شبه الحكومية فى مقال افتتاحى تحت عنوان "هيكل ومسلسل الكذب"ان "ما قاله هيكل من ادعاءات وتزوير بحق الاردن وملوكه لم ينطل على احد في مشارق الارض ومغاربها فالتاريخ محفور فى الذاكرة وليس كما يقدمه من تجاوز الثمانين من عمره وقد اصيبت ذاكرته بالزهايمر". ورأت انه "ليس غريبا على هيكل الذى باع نفسه لهذه القوى من اجل حفنة من الدولارات لتشويه صورة الاردن ان يقول ما قاله ما دامت الفاتورة قد دفعت وهو المزور البارع بأثبات كتبه المنشورة باللغة الانكليزية لعدم مطابقتها مع اصولها العربية". وختمت الصحيفة انه "زمن الطحالب الذي يتطاول فيه الاقزام على العمالقة فها هو هيكل يخرج من جحره ليقدم بهلوانية جديدة ثمنا لما قبضه من دولارات لتصفية حسابات على مواقف وطنية وقومية دافع عنها الملوك الهاشميون الذين توارثوها منذ تأسيس امارة شرق الاردن". اما صحيفة "الغد" فكتبت "عاد الصحفي والاعلامى المعروف محمد حسنين هيكل ليدشن هجوما جديدا على الاردن وعلى الحكم ويكيل الاتهامات في سياق سياسي مفهوم تماما يخدم اجندة تظهر بوضوح توجها اقليميا لتكسير الدور الاردنى فى المنطقة واضعافه". ونقلت الصحيفة عن معروف البخيث رئيس الوزراء الاردنى السابق قوله ان "هيكل وهو يتحدث في برنامجه يسعى بشكل مستمر الى تعظيم نفسه وبث مغالطات تاريخية"واضاف "لماذا لا يتحدث هيكل عن علاقات زعماء عرب آخرين واتصالاتهم المستمرة مع الاسرائيليين التي كانت قبل اتصالات الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه عام 1963" وهو امر يوظفه هيكل ايضا في "سعيه لتشويه صورة الاردن"مشيرا الى ان "اهداف هجوم هيكل المستمر على الاردن اصبحت واضحة". (اف ب )