أكد البابا شنودة الثالث- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- ضرورة الاتفاق فى الملة كشرط للزواج حتى يكون هناك توافقاً فيما بين الطرفين فى الصلوات والأصوام وممارسة الطقوس والأسرار الكنسية كالاعتراف والتناول، مستشهداً بالمثل القائل "من شروط المرافقة الموافقة" لأنه كيف يرافق إنسان آخر طوال حياته دون توافق فيما بينهما. ونصح البابا بالتريث لأن المسألة ليست زواج فقط، لكى يعيش الإنسان سعيداً مع الله، جاء ذلك خلال المحاضرة الاسبوعية التي القاها البابا فى الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة رداً على سؤال لفتاة تقدم لها عريس إنجيلى "بروتستانتى" وهى أرثوذكسية. وردا على سؤال آخر لسيدة تزوجت رجلا اخفى عنها عجزه الجنسي قبل الزواج، قال البابا إن هذا الزواج يصبح باطلاً، وبالتالي ليس هناك حاجة للطلاق. وفى سؤال حول العشور "الزكاة"، يقول شخص: هل يمكن إيداع جزء من العشور الخاص به باسم والدته فى البنك حتى يمكن أن يتعايش منه، على أن يكون للكنيسة فيما بعد؟ أجاب البابا بأن واجبك نحو والدتك جزء من حياتك الخاصة لا دخل لها فى العشور، والمفروض أن تساعد والدتك وأيضاً تدفع العشور كما هى، ولا تجعل واجباتك الاجتماعية المضطر لها جزء من العشور، ضع ما تشاء فى البنك لوالدتك ولكن ليس من العشور. وحول سؤال لآخر يقول: أنا بعثت بشكوى ضد أشخاص يعملون معى فى نفس المجال، لأن عملهم غير شرعى وخطأ، وأنا أسلك بطريقة صحيحة.. فهل هذا يعتبر خطيئة؟ .. فأجابه البابا أنت يا ابنى بذلك قطعت عيشهم، كان من المفروض أن تنذرهم أولاً محذراً إياهم من الاستمرار فى هذا الخطأ .. ولكن إذا استمروا فى خطأهم سوف يمكنك أن تتقدم بهذه الشكوى، بمعنى إعطاء الفرصة للآخرين للتوبة والتفكير فى الرجوع عن الخطأ.. وحول قضية "تعيين الأساقفة فى الإيبارشيات" أوضح البابا شنودة مدى أهمية وخطورة هذا الموضوع، والتريث فيه لأنه يحتاج لمَجمع وتحقيق من لجنة شئون الإيبارشيات، فالقس إذا أخطا قد يُعاقب بالنقل إلى كنيسة أخرى أو يتم إيقافه لفترة من الوقت على سبيل المثال، ولكن إذا أوخذ الأسقف أو عُزل سوف يسبب ضجيجا هنا وهناك، فالأسقف له اشتراطات كثيرة أكثر من القس، فلا يكون غضوباً ولا مُسرعاً للخطأ ولا جسوراً ولا يستخدم أسلوب الحرمان إلا فى أضيق الحدود وبعد جهد كبير، ولابد أن يبدأ بطيبة القلب والنصح إلى آخره. واشاد البابا بالمثُل العليا، وقال إنها لا تزال موجودة عند كثيرين، ولا يتخيل للبعض بأن المُثل العليا ضاعت لدى جميع البلاد وجميع الناس، مستشهداً ب "إيليا النبى" عندما فكر أنه بمفرده، فقال له الله: "إن هناك 7000 ركبة لم تنحن بعد"، مؤكداً وجود مُثل كثيرة سواء إذا كانت معروفة لدى الناس أو غير معروفة.