قال خبراء في القانون الدولي الاثنين ان "الحرب على الارهاب" التي أعلنتها الولاياتالمتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر/ايلول تسببت في تآكل حقوق الانسان في أنحاء العالم مما تسبب في خلق تشكك يجب على الاممالمتحدة التصدي له. وأكدت ماري روبنسون التي كانت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة وقت هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 التي نفذها متشددو تنظيم القاعدة، أكدت ان بعض الطرق التي ردت بها الولاياتالمتحدة تسببت في اضرار. وقالت الرئيسة الايرلندية السابقة "بعد 7 سنوات من (هجمات) 11 سبتمبر .. حان الوقت للقيام بدراسة متأنية للوضع والغاء القوانين والسياسات التي تنطوي على انتهاكات." وحذرت من أن عمليات الاعتقال والاستجواب الامريكية القاسية في العراق وأفغانستان وخليج جوانتانامو في كوبا أعطت اشارة خطيرة للدول الاخرى بأنه يمكنها بسهولة عمل الشيء نفسه. وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما أنه سيغلق معتقل جوانتانامو خلافا لسياسات سلفه جورج بوش قالت روبنسون ان هناك حاجة الى تعديلات واسعة لضمان تخلي واشنطن عن "نموذج الحرب" الذي كانت تتبناه. واضافت في مؤتمر صحفي في جنيف "حدثت اضرار بالغة وينبغي معالجتها. لسنا أكثر أمانا. نحن أكثر انقساما.. والناس اصبحوا أكثر تشككا بخصوص فاعلية القوانين." وقال ارثر تشاسكالسون رئيس المحكمة العليا السابق بجنوب افريقيا انه ينبغي أن تفتح الولاياتالمتحدة تحقيقا في ممارساتها بخصوص مكافحة الارهاب بما في ذلك أعمال التعذيب التي ارتكبها أفراد أجهزة الامن والمخابرات لديها. ورغم أن قضايا مكافحة الارهاب توارت عن الصفحات الرئيسية لوسائل الاعلام منذ تغيرت الادارة الامريكية قال تشاسكالسون ان مثل تلك الممارسات يمكن أن تواصل تقييد الحريات اذا لم يتم التصدي لها بشكل مباشر. وقال في بيان في جنيف خلال اعلان تقرير للجنة الدولية للمحلفين بشأن مكافحة الارهاب وحقوق الانسان "لدينا جميعا الان حقوق أقل مما كان قبل نحو 5 أو 10 سنوات.. واذا لم يتم عمل شيء ستتقلص أكثر من ذلك." واظهر التقرير ان كثيرا من الدول غير الديمقراطية اشارت الى ممارسات مكافحة الارهاب الامريكية لتبرير انتهاكاتها وهو توجه قالت روبنسون انه مثير للقلق بشكل خاص. ودعت مجلس الامن الدولي ومجلس حقوق الانسان الى تكثيف مراقبتهما لانتهاك حقوق الانسان ومساعدة الدول الاشد فقرا من خلال تدريب الشرطة لتحسين استهداف منتهكي حقوق الانسان. وقالت انه ينبغي أيضا تسليط الضوء على سياسات مكافحة الارهاب في انحاء العالم. واضافت "يمكن طلب عقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الانسان." وعقد مجلس حقوق الانسان الذي يضم في عضويته 47 دولة جلسات خاصة في السابق بشأن اسرائيل والفلسطينيين ومنطقة دارفور بالسودان وميانمار وجمهورية الكونجو الديمقراطية وارتفاع اسعار الغذاء كما سيعقد جلسة لتقييم الازمة المالية العالمية الجمعة القادم. وشككت روبنسون أيضا في فاعلية المراجعة الدورية التي يجريها المجلس والتي يتم بموجبها تقييم سجل كل دولة عضو بالاممالمتحدة في مجال حقوق الانسان بشكل دوري منتظم. وقالت "نظرنا الى بعض المراجعات الدورية الشاملة لبلدان نعلم من جلساتنا أنها تنتهك حقوق الانسان بشدة باجراءاتها في مكافحة الارهاب .. وهي مراجعات متساهلة .. لا توجد محاسبة ... هناك ضرورة في الوقت الحالي لزعامة بالاممالمتحدة." ومن بين الدول التي جرت مراجعة سجلاتها مؤخرا الصين وروسيا وألمانيا وكندا والسعودية والمكسيك. وعقدت جلسات بشأن تقرير اللجنة الدولية للمحلفين في بوجوتا ونيروبي وسيدني وبلفاست ولندن والرباط وواشنطن وبوينس ايرس وجاكرتا وموسكو ودلهي واسلام اباد وتورونتو واوتاوا والقدس والقاهرة وبروكسل. (رويترز)